ما هو اليعسوب
اليعسوب
يُشكّل اليعسوب أحد أنواع الحشرات الطائرة ، والتي قد يصل عددها لحوالي 3000 نوع، ويعدّ اليعسوب من الأنواع المفترسة منها، فيُطلَق عليه اسم إبرة الشيطان أو سهم الشيطان تبعاً لذلك، ويكثر تواجده بالقرب من المسطّحات المائيّة العذبة المنتشرة حول العالم.
يُعتقَد بأنّ اليعسوب يمتلك أسلافاً عبر الزمن، ويرجع تاريخها إلى ما يقارب 300 مليون عام، أي إلى ما قبل عصر الديناصورات.
الصفات الشكلية لليعسوب
يتميّز جسمه بكونه طويلاً، وبامتلاكه زوجين من الأجنحة الغشائيّة الرفيعة، وهي في أغلب الأحيان تكون شفّافة، وتعتبر كبيرة الحجم مقارنةً بأجنحة الحشرات الأخرى؛ فقد يصل طول الجناح لدى اليعسوب البالغ حتى 16سم، بينما يصل طول جناح بعض الأنواع الصغيرة حتى 20ملم.
أمّا بالنسبة للرأس، فإنّ أعين اليعسوب تحتلّ معظم حجم الرأس نظراً لضخامتها، وهي تسمح بفتح مجال للرؤيّة الشاملة بزاوية 360 درجة
ويتميّز اليعسوب عمومًا بهيكله الصلب الخارجي، كما أنّ له أجنحة خليفة قصيرة وواسعة عند مقارنتها بالأمامية، وتكون عيون اليعسوب كبيرة جدًا نسبةً إلى حجمه، أمّا بالنسبة للفرق بين شكل الذكر والأنثى فيُمكن توضيحه من خلال الجدول أدناه:
الذكر | الأنثى | |
شكل الجسم | نحيفًا عند البطن، مع خصر ضيق أعلاه. | منطقة البطن أكثر سماكةً. |
الأعضاء التناسلية والشرجية | يمتلك زوائد تناسلية تستخدم لنقل الحيوانات المنوية إلى الإناث، أسفل البطن، أمّا الزوائد الشرجية فتكون في أواخر البطن. | تمتلك زائدة لوضع البيض تقع عند نهايات البطن، وتحديدًا عند الجزء ما قبل الأخير من البطن. |
أنواع اليعسوب
تتميّز بعض أنواع اليعاسيب بجاذبية لا مثيل لها في عالم الحشرات، كما يبلغ عدد أنواعها حوالي 5,000 نوع مُكتشَف، وفيما يأتي بعض هذه الأنواع:
النوع | أماكن التواجد | الصفات الشكلية المميّزة |
اليعسوب التنيني ( Clubtail Dragonfly) | المسطحات المائية في أمريكا الشمالية. | ذيل يشبه المضرب. |
طويل الكتف (River Cruiser Dragonfly) | أنهار أمريكا الشمالية. | جسم طويل مخطّط بالأصفر، وعيون خضراء. |
هراويات البطن (Spiketail Dragonfly) | في المناطق ذات الأشجار أو الجبلية في الولايات المتّحدة. | طويلة وكبيرة، ذات بطن داكن، ولمعانها يميل إلى الأصفر. |
الزمردة هاين (Emerald Dragonfly) | مختلف أنحاء الولايات المتّحدة. | عيونها خضراء زمرّدية. |
البتليات (Petaltail Dragonfly) | مختلف أنحاء العالم، وخصوصًا أستراليا. | ذيلها طويل ومستقيم يُشبه بتلات الأزهار. |
ذيل النمر (Tigertail Dragonfly) | المناطق الرطبة في أستراليا وغينيا الجديدة. | صغيرة ونحيلة عند منطقة البطن، وذيولها بخطوط صفراء وسوداء. |
السرمانيات (Darner Dragonfly) | المسطحات المائية في الولايات المتحدة. | جسم أسود مرقّط بالأزرق للذكور، وبالأخضر والأصفر للإناث. |
وسيعات الأجنحة (Spreadwing Damselfly) | المسطحات المائية في أمريكا الشمالية. | أجنحة مفرودة في أوقات الاستراحة. |
سرمان (Hawker Dragonfly) | أمريكا الشمالية. | تصنّف كأكبر نوع من أنواع اليعاسيب، مع وجود بقع ملوّنة وخطوط صفراء. |
الرعاشات (Skimmer Dragonfly) | على النباتات والمحاصيل في أمريكا الشمالية. | أجنحتها مرقّطة. |
متوسط عمر اليعسوب
تنتشر بعض الأقاويل بأنّ متوسط عمر اليعسوب هو يوم واحد فقط، إلا أنّ هذا غير دقيق أو واقعي، إذا إنّ أقصر مدّة لإكمال اليعسوب دورة حياته بالكامل هي 6 أشهر.
كما أنّ بعض الأنواع قد تقضي وقتًا يصل إلى عدّة سنوات قبل أن تُصبح حشرات بالغة، أمّا بالنسبة لحياة اليعسوب البالغ فلا تتجاوز الأشهر، وهي فترة قصيرة جدًا مقارنة بعمره الكلّي.
موطن اليعسوب
ينتشر اليعسوب في جميع دول العالم تقريبًا، لكنّه يميل للعيش في البيئات الرطبة والمائية، لاعتبارها مناطق ملائمة جدًا لوضع البيض.
كما لوحظ تواجد اليعاسيب بكثرة عند المياه العذبة على وجه التحديد، إضافةً إلى قدرة العديد من الأنواع على التأقلم بالقرب من البيئات المائية قليلة الملوحة، ومن أبرز الأماكن التي يمكن تواجدها فيها ما يأتي:
- مصبّات الأنهار.
- المستنقعات.
- البحيرات.
- الجداول أو الأنهار.
- أعلى النباتات العائمة أو القريبة من الشاطئ.
- على قمم الرواسب والوحل.
غذاء اليعسوب
تُصنّف اليعاسيب عمومًا من آكلات اللحوم، وساعدها في ذلك امتلاكها لأسنان حادّة، وأرجل قادرة على الإمساك بالفرائس، ويُذكر أنّ اليعسوب قادر على تناول ما يزيد عن خُمس وزنه في اليوم الواحد، ويضاف إلى أنّ اليعاسيب تتغذّى على الحشرات الطائرة الصغيرة عادةً، ولكن في بعض الأحيان قد تشكل فريستها 60% من حجمها.
ومن أشهر ما يتغذى عليه اليعسوب ما يأتي:
- الحشرات المائية، كاليعاسيب الأخرى، مقترنات الأجنحة، والذباب.
- الأسماك صغيرة الحجم.
- الضفادع صغيرة الحجم.
سلوك اليعسوب
تتّبع جميع الحيوانات سلوكات محدّدة لضمان بقائها وحماية أنفسها من التعرّض لخطر الافتراس، وقد تكون طرق الدفاع المُعتمدة من اليعاسيب شكلية، كما أنّها تكون أحيانًا سلوكيّة، وفيما يأتي توضيح لأبرز سلوكيات اليعسوب:
إمساك اليعسوب بفريسته
يُمكن القول بأنّ اليعاسيب تمتلك مهارات صيد مُخيفة في الماء، ومرعبة لأي حيوان يفكّر بالاقتراب، فاليعاسيب قادرة على استشعار جميع التحرّكات مهما كانت طفيفة، كما أنّ لها بصرًا حادًا يمكّنها من مراقبة جميع ما يدور حولها، والتحرّك ببطء نحوه إن كان قريبًا، أو حتى مطاردته عند انتباهه لوجودها.
يُمكن لليعسوب تمزيق ضحاياه بسرعة خيالية من خلال استخدام شفرات شفته السفلى التي يمكن مضاعفة طولها لتصبح مكافئة لثلث طول اليعسوب نفسه.
وفضلًا عن ذلك يتّبع بعض الأنواع طرقًا بارعة في الصيد، فتلجأ للاختباء تحت الرمال مع بقاء العينين للمراقبة، والانقضاض المفاجئ على الفريسة، أمّا بالنسبة لأرجل اليعسوب فيُمكن أن تتحوّل إلى شبكة صيد تمسك الفرائس الكبيرة.
الطيران
تستطيع اليعاسيب الهجرة سنويًّا لمسافات تصل إلى حوالي 18,000 كم، وتعدّ هجرتها بذلك الأطول بين جميع أنواع الحشرات.
وتُساعدها على ذلك أجنحتها الشفافة ذات العروق والعلامات الملوّنة، والتي يصل طولها إلى حوالي 16 سم، وبعرض قليل يُقدّر بنحو 20 ملم، وبسماكات قليلة جدًا، حيث تسمح لها بطيران سريع وخفيف، كما يكون أكثر نشاطًا في الظروف الدافئة.
يتميّز اليعسوب بسرعته العالية في الطيران ، حيث يستطيع الطيران بعدّة أشكال، وقد قام فريق من جامعة هارفرد بدراسة وتصوير طيران اليعسوب فوجدوا أنّ له القدرة على الطيران وإمساك الفريسة والعودة لمكانه في غضون ثانية إلى ثانية ونصف من الوقت.
التحكم في درجة الحرارة
يعدّ اليسعوب من ذوات الدم البارد عمومًا، إلا أنّه قادر على الحفاظ على درجة حرارة جسمه الداخلية بمتوسّط يقدّر بنحو 43 درجة مئوية، ويكون ذلك كما يأتي:
- حرق السعرات الحرارية من خلال الأنشطة البدنية المختلفة.
- اللجوء إلى أمكان محميّة من برودة الطقس.
- الميل للبقاء تحت أشعة الشمس المباشرة غالبًا في الأجواء الباردة.
- الانتقال إلى الأمكان المظلّلة عند الشعور بسخونة جسمه، وتخفيف الحركة.
- توجيه الأجنحة إلى المناطق الأمامية والخلفية من الجسم، لعكس أشعة الشمس.
- توليد الحرارة من خلال ارتجاف الأجنحة، للتمكّن من الطيران.
الهجرة
تُهاجر اليعاسيب عمومًا بحثًا عن الأماكن ذات درجات الحرارة الدافئة وهروبًا من برودة الطقس، ويكون ذلك في مواسم الخريف نحو الجنوب، وفي الربيع باتّجاه الشمال، وتكون هجرتها جماعية أو فردية.
ومن الأخطار التي تواجهها اليعاسيب أحيانًا، التجمّد، إضافة إلى تعرّضها للافتراس عند تزامن رحلات هجرتها مع رحلات الهجرة لبعض أنواع الطيور.
كما تقوم حشرات اليعسوب بالهجرة إمّا بشكل جماعيّ أو منفرد، وذلك عند شحّ المواد اللازمة أو عدم ملائمة الظروف الجويّة.
تزاوج وتكاثر اليعسوب
تتزاوج اليعاسيب البالغة بعد بحث الذكر عن أنثى، كما يُمكن لذكور اليعاسيب اتّباع طريقة التلقيح الذاتي للتكاثر، وذلك بنقل الحيوانات المنوية من العضو التناسلي الرئيسي إلى الثانوي بعد لفّ جسده.
أمّا تلقيح الذكر للأنثى يكون بعد إمساكه بها لتشكيل عجلة تزاوج تُشبه القلب، وتكون أحيانًا أثناء الطيران، وتنتهي العملية بثوانٍ معدودة، وينتج عنها بيض يُمكن وضعه بصورة فورية.
تقع أعضاء اليعسوب الذكرية ما بين التقسيم الثاني والثالث من أسفل البطن، ويتم تخزين الحيوانات المنوية بالقرب من التقسيم التاسع للبطن، وعند موعد التزاوج يقوم الذكر بثني البطن ليهيّئ وصول الحيوانات المنويّة للقضيب.
حياة اليعسوب في الماء
يعيش اليعسوب أثناء مرحلة نموّه فترة طويلة في الماء قد تصل لسنوات، ففي البداية تقوم الإناث بوضع بيوضها في الماء، وبعد الفقس تكون اليرقات مهيّئة ومكيّفة للعيش تحت الماء، حيث تبقى تحت الماء بمعدّل عامين، وفي بعض المناطق قد تبقى تحت الماء حتّى ست سنوات.
أثناء تلك الفترة تشكّل يرقات اليعسوب حشرات مفترسة بشدّة؛ إذ قد تتغذّى على يرقات الحشرات الأخرى، والشرغوف، وحتّى على الأسماك في بعض الأحيان.
كما تتنفس حوريّة اليعسوب (بالإنجليزية: Dragonfly Nymph) في الماء عن طريق سحب الماء إلى داخل جسمها عبر فتحة الشرج، ثُمّ تبادل الغازات هناك، ويتبع ذلك إعادة دفع الماء خارج الجسم من الخلف.
أهمية اليعسوب للبشر
تتلخّص أهمّية اليعاسيب بالنسبة للبشر فيما يأتي:
- تقلّل اليعاسيب من أعداد الحشرات المزعجة، كالذباب والبعوض .
- تقدّم إلهامًا للبشرية لابتكار طائرات بدون طائر والتي يُطلق عليها الطائرات المسيّرة.
- تعدّ من المؤشرات الطبيعية على تحديد مدى صحّة المياه في المتنزهات، إذ يدلّ وجودها على عذوبة المياه.