ما هو القلق
مفهوم القلق
يعرف القلق بأنه الشعور بالخوف والرهبة وعدم الارتياح، وقد يكون رد فعل طبيعي للتوتر الناجم عن موقف معين، أو قد يزداد سوءًا مع مرور الوقت ليصبح اضطرابًا ملازمًا للشخص، ويترافق الشعور بالقلق مع التعرق والتوتر وزيادة في سرعة ضربات القلب، ويمكن أن يؤثر القلق في أداء الشخص الوظيفي أو الدراسي أو علاقاته الاجتماعية.
أنواع اضطرابات القلق
يوجد العديد من أنواع الاضطرابات المتعلقة بالقلق، وفيما يأتي أبرزها:
اضطراب القلق العام
يشخص اضطراب القلق العام عندما يستمر شعور الشخص بالقلق لمدة 6 أشهر أو أكثر بشكل غير مبرر، بمجرّد مواجهته بعض المتاعب اليومية أو شعوره بأنّ شيئاً سيئاً على وشك الحدوث؛ ممّا يصعّب من شعوره بالاسترخاء والتركيز، وقد يكون القلق خفيفاً ممّا يسمح للشخص أن يعيش حياةً طبيعية، أو ربما يكون شديداً يؤدي إلى عدم القدرة على العمل أو الحفاظ على العلاقات.
اضطراب القلق الاجتماعي
يعاني معظم الناس من فوبيا القلق الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي، إذ يقلقون مما يفعلون أو يقولون، ويُعدّ ذلك أكثر من مجرد خجلٍ أو خوف قبل التحدث أمام الجمهور، إذ يمكن أن يبدأ قبل أسابيعٍ أو شهورٍ من الحدث، كما يشمل القلق من التحدث بشكلٍ عام ومن المواقف الاجتماعية اليومية، ويسبب ذلك ضربات سريعة في القلب ويجعل من التركيز أمراً صعباً.
رهاب الخلاء
يعد رهاب الخلاء أحد أنواع اضطرابات القلق التي تجعل الشخص يخاف ويتجنب الأماكن أو المواقف التي قد تسبب له الذعر، بحيث يشعر فيها بأنه محاصر أو عاجز أو محرج، وقد يخاف الشخص من موقف فعلي أو موقف قريب الحدوث.
اضطراب الهلع
يتضمن اضطراب الهلع حدوث نوبات متكررة تجعل الشخص وبشكل مفاجئ يشعر بقلق شديد وخوف ورعب يصل إلى ذروته في غضون دقائق مسببًا نوبة تعرف باسم نوبة الهلع، إذ يشعر الشخص خلالها ب ضيق التنفس أو ألم في الصدر، أو تسارع في دقات القلب، فتؤدي تلك النوبات إلى جعل المصاب بها يقلق من تكرار حدوثها ويتجنب المواقف التي حدثت فيها.
اضطراب الصمت الانتقائي
يصيب هذا الاضطراب الأطفال بحيث يجعلهم غير قادرين على الحديث بطريقة سليمة في مواقف أو أماكن معينة كالمدرسة، فيما يمكنهم التحدث في مواقف أو أماكن أخرى كحديثهم بطريقة سليمة مع أفراد الأسرة والمقربين منهم، الأمر الذي يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية وأدائهم في المدرسة.
اضطراب قلق الانفصال
يحدث اضطراب قلق الانفصال خلال مرحلة الطفولة، بحيث يظهر هذا القلق عند الأطفال عند انفصالهم عن والديهم أو الأشخاص الذين يقدمون لهم الرعاية ويتخذون دور الأبوين لهم، وقد يعاني الأطفال في تلك المرحلة من نوبات الهلع أو الخوف المفرط.
أعراض القلق
قد تختلف أعراض القلق من شخص لآخر وفقًا لنوع اضطراب القلق المصاب به، إلا أن الأعراض العامة التي تظهر على الأشخاص تتمثل فيما يأتي:
- الأرق.
- صعوبة في التركيز.
- صعوبة في النوم.
- التعب.
- الآلام غير المبررة.
- الأفكار والمعتقدات التي يصعب السيطرة عليها.
أسباب القلق
تعد أسباب الإصابة بالقلق معقدة، إذ قد يحدث العديد منها في وقت واحد، فيما قد يؤدي بعضها إلى البعض الآخر، وقد لا يؤدي بعضها إلى الإصابة بالقلق ما لم يكن هناك مسبب آخر مصاحب لها، وتشمل الأسباب المحتملة لاضطراب القلق ما يأتي:
- الوراثة.
- الضغوطات المحيطة؛ كمشاكل في العلاقات أو المشاكل العائلية.
- الأسباب الطبية؛ كالإصابة بمرض معين، أو أن يكون القلق أحد الآثار الجانبية لدواء معين.
تشخيص القلق
لا يوجد اختبار محدد لتشخيص القلق، إذ إن عملية تشخيصه تتطلب سلسلة طويلة من الفحوصات الجسدية واختبارات الصحة العقلية والاستبيانات النفسية، وتتمثل الخطوة الأولى في تشخيص القلق بإجراء الفحص الجسدي الذي يتمثل باختبارات الدم والبول لاستبعاد الحالات الطبية الأساسية التي قد تساهم في الإصابة بأعراض القلق، وبعد التحقق من عدم وجود أي مرض، يلجأ الأطباء إلى الاختبارات والمقاييس التي تقيم مستوى القلق لدى المصاب.
طرق علاج القلق
يمكن اتباع عدة طرق لعلاج اضطراب القلق ، وفيما يأتي أبرزها:
العلاج بالطرق الطبيعية
في بعض الأحيان، يمكن لبعض الأشخاص علاج أنفسهم من القلق دون إشراف طبي عبر اتباع بعض الطرق الطبيعية، إلا أنها لا تكون فعالة في حالات القلق الشديدة أو طويلة المدى، وفيما يأتي أبرزها:
- ممارسة الرياضة بانتظام
تُعدّ الرياضة من أفضل وسائل التخلص من القلق، إذ إن المشي لمدّة 10 دقائق، أو عمل تمارين لمدّة 45 دقيقة 3 مراتٍ في الأسبوع كفيل بأن يصبح الشخص أفضل لبضع ساعات.
- الخروج في الهواء الطلق
يساعد الخروج في الهواء الطلق على تغيير المزاج، كما أن رؤية النباتات أو الصور الطبيعية داخل الغرفة تجعل الشخص أقل قلقاً.
- العلاج بالإبر
يساعد العلاج بالإبر على الاسترخاء، ويتم عن طريق وضع إبرٍ دقيقةٍ جداً في نقاط محددة على الجسم، كما يستخدم التحفيز الكهربائي في بعض الأحيان للتخفيف من التوتر العصبي واسترخاء العضلات، إلا أنه يجب تطبيق هذا العلاج عند أشخاص مختصين في هذا المجال.
- النوم
يساعد النوم على تحسين المزاج وتنشيط الدماغ، وبالتالي يصبح الإنسان أقل عرضةً للقلق إذا حصل على النوم الكافي بما يقارب 7-9 ساعات.
العلاج النفسي
يمكن أن يساعد العلاج النفسي الأشخاص المصابين باضطراب القلق وفقاً لمخاوفهم واحتياجاتهم، ويمكن استخدام نمطين من العلاج النفسي، وهما:
- العلاج السلوكي المعرفي
يعد العلاج السلوكي المعرفي نوعاً من أنواع العلاج النفسي الذي يتعلم المصابين بالقلق من خلاله طرقًا مختلفة في التفكير والتصرف والتعامل مع المواقف المختلفة التي تساهم في التقليل من الشعور بالقلق أو الخوف.
- العلاج بالتعرض
يركز هذا العلاج على مساعدة الأشخاص على مواجهة المخاوف المسببة لاضطراب القلق لديهم، ومساعدتهم على الانخراط في المواقف التي يتجنبونها، ويستخدم هذا العلاج جنبًا إلى جنب مع تمارين الاسترخاء.
- العلاج بالقبول والالتزام
يعد هذا العلاج شكلًا جديدًا من أشكال العلاج النفسي، إذ يستخدم نهجًا مختلفًا عن العلاج السلوكي المعرفي لمعالجة الأفكار السلبية للمصابين بالقلق عبر اتباع استراتيجيات الالتزام وتحديد الأهداف وتغيير السلوكيات نحو الأفضل، إلا أنه لا تتوفر الكثير من المعلومات حول فعاليته.
العلاج بالأدوية
لا تستخدم الأدوية لعلاج اضطراب القلق، وإنما تساعد على تخفيف الأعراض، وبالتالي يمكن للطبيب وصف الدواء المناسب للمصاب وفق الأعراض التي يعاني منها، وتعد الأدوية المضادة للاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق، بالإضافة إلى حاصرات بيتا أكثر أشكال أدوية القلق شيوعًا.