ما هو الفلسفة

مفهوم الفلسفة

يُشير مفهوم الفلسفة إلى المحاولات التي توصل إلى معرفة حقيقة جوهر الواقع والكشف عن ماهية ما فيه باتّباع أسلوب منهجيّ قائم على التفكير والتأمل الدقيقين، بالإضافة إلى الحوار والنقاش المتبادل بين المفكرين، فهي بذلك تختلف عن العلوم الطبيعيّة التي تسعى إلى تقديم المعرفة العلميّة المُجرّدة من خلال اتّباع المُلاحظة والتجربة.

أهمية الفلسفة

نصّب الفلاسفة الكلاسيكيون أمثال أفلاطون ، وهيجل، وأرسطو، وديكارت الفلسفة؛ كملكة على باقي العلوم الأخرى، فهم يرون أنّها الأساس الذي تُبنى عليه العلوم الأخرى، فالعلوم تعطي الإجابات أمّا الفلسفة فلا تعنيها الإجابات والاستنتاجات بالقدر الذي تعنيها الأسئلة وقواعد هيكلة هذه الإجابات لتكوين معرفة صحيحة، بمعنى أنّ آليّة عمليّة التفكير أساس لمخرجات هذه العمليّة، قد يبدو في ذلك تعظيم لأهمية الفلسفة ومبالغة في وصف مكانها، إلا أنّه يُمكن استشفاف شيء من صحة هذا الاعتقاد بملاحظة مدى ارتفاع شعبيّة الإرشاد الفلسفيّ، ونجاح التخصصات الفلسفيّة في سوق العمل.

مجالات الفلسفة

تتطرّق النقاط الآتيّة إلى ذكر أبرز مجالات الفلسفة، وتكشف عن طبيعة كلّ مجال من هذه المجالات:

• نظريّة المعرفة: تدرس نظريّة المعرفة الأسئلة المُتعلّقة بالمعرفة والاعتقاد العقلانيّ، وتسعى إلى تقديم إيضاحات وافية عن الآلية التي يجب اتّباعها لاعتماد أي فرضية؛ كمعرفة صحيحة.
• علم ما وراء الطبيعة: يبحث علم ما وراء الطبيعة، أو ما يعرف بالميتافيزيقا في جوهر الوجود بما يضمه من إجابات عن أسئلة حول طبيعة الأشياء، والأشخاص، والوقت، وقوانين الطبيعة، والمساحة، وغيرها، ويتبنى علماء الميتافيزيقا المعاصرين اعتقاداً مفاده أنّ العالم هو أحد عوالم كثيرة متعددة، هذا كما يشككون في وجود أشياء عادية، وينكرون إمكانيّة الإرادة الحرة.
• الفلسفة الأخلاقيّة: يتناول هذا المجال من مجالات الفلسفة دراسة الأفعال والصفات البشريّة الواجب القيام، أو التحلّي بها ليكون الإنسان عنصراً منتجاً ونافعاً في مجتمعه، فيحاول الأخلاقيون مثلاً إيجاد إجابات حول معنى الحريّة والمسؤوليّة الشخصيّة، ويبحثون عن مدى صحة المعتقدات الأخلاقيّة التقليديّة.
• علم المنطق: يعرف علم المنطق بأنه علم يدرس مبادئ الاستنتاج الصحيح، وصلاحيّة أنماط الاستدلال، ويهتمّ بدعم المطالبات بشكلٍ قاطع، فيستدل مثلاً على هطول المطر من خلال الشوارع المُبللة.
• الفلسفة السياسيّة: تُعنى الفلسفة السياسيّة في دراسة المفاهيم والقيم المُرتبطة بالقضايا السياسيّة، وتوضّح معنى العدالة الاقتصاديّة وكيفيّة تحقيقها في ظلّ وجود عوامل عديدة تحول دون ذلك؛ كالموقع الجغرافيّ والجنس، بالإضافة إلى دراسة الجانب الإيجابيّ لعدم تحقيق التوزيع العادل للثروة، ويحاول السياسيون أيضاً تقديم إجابات حول الأسئلة المُتعلّقة بماهية الملكيّة، وشروط حيازة الأشياء.