ما هو الشعر
مفهوم الشعر
هناك تعريفاتٌ عديدة للشعر، والتي من بينها تعريف ابن طباطبا في كتابه (عيار الشعر)؛ حيثُ عرّف الشعر بأنّه كلامٌ موزون ومرتّبٌ ومقفى، وهو بهذا يختلف عن الكلام المنثور الذي يستخدمه النّاس في مخاطباتهم، كما ذكر أنّ بإمكان من يمتلك الذوق الشعريّ أن يقوله دون الحاجةِ للاستعانة بميزان الشعر (العروض)، أمّا من لا يمتلك الذوق الشعريّ فعليهِ الاستعانة بالعروض لتصحيح وتقويم ما يقوله من شعر، وذلك إلى الحدّ الذي يُصبحُ علمه بالعروض كالطبع -أي لا تكلّف فيه.
إنّ التعريف الذي ذكر يُحدّدُ الشعر على أساس الانتظام الخارجي للكلمات، ويركّزُ على البنية اللغوية، بعكس تعريف الشعر عند الفلاسفة في عصر ابن طباطبا؛ حيث أبدوا اهتماماً بالجانب التخيلي من الشعر؛ وعرّفوه بـ "الكلام المخيل"، أي الكلام الذي ينشأ عن مُخيّلة الشاعر، ويؤثر في مخيّلة متلقّي الشعر.
موضوعات الشعر
تتمثلُ موضوعات الشعر في الآتي:
- شعر المناسبات: يدخل تحت شعر المناسبات كلٌّ من المدح، والهجاء، والوصف والجهاد.
- شعر الوجدان: هو ما يُعبّر عن الأحاسيس الداخلية لنفس الشاعر، ومنهُ الشعر التأملي في الإنسان والكون، والشعر الوطني الصادر من الوجدان، وشعر الاغتراب والشكوى، والحزن، والأنين، والمناجاة، والرثاء.
- الشعر الاجتماعي: هو الشعرُ الذي يدعو إلى وحدة المجتمع ونهضته، والوحدة بين المسلمين أنفسهم، وبين المسلمين والمسيحيين، ويتحدّث عن سلوكيات الأفراد والمجتمع، وعن الفقر، والخمر، وسوء الأخلاق وغيرها من المُشكلات المجتمعية.
أشكال الشعر
توجدُ عدةُ أشكالٍ للشعر، منها:
- الشعر المحافظ: وهو الشعر الذي يُحافظ على بُنية الكلمة والجمل التركيبية والبناء البلاغي، وهو يعتمدُ على البناء العقلي في تركيب الصور الشعرية بدلاً من الاعتماد على البناء الخيالي والأساطير.
- الشعر الحرّ: وهو الشعر المتحرّر من القافية ومن نظام الشطرين؛ حيث يعتمد شعراؤه لكل بيت وزن وقافية مختلفة عن باقي الأبيات ومنه شعر التفعيلة، والنثر .
- الشعر القصصي: هو الشعر الذي يعتمد على حدثٍ مسرود؛ حيث ينقل حكاية قد تطول أو تقصر، ومنها سرد حكاية حب أو مواقف بطولية.
- الشعر الملحمي: هو شعرٌ بأبياتٍ طويلة تصل إلى 1000 بيت، وفيها أبيات تعتمدُ على الواقع وأخرى على الخيال.
الشعر عند العرب
احتلّ الشعر عند العرب مكانةً ذات أهمية عظيمة، حيث سُميّ بـ"ديوان العرب"، وبينما كانت الحضارات القديمة تُعرف بالإنجازات الطبية، والنحت، والفلسفة وغيرها، عُرفَ العربُ من شعرهم وأوزانه وقوافيه، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشاعر يُمثّلُ قومه في شعره، ويقول كلماته بلغتهم، ويدافعُ عن القضايا التي يعيشونها.