أعراض توسع عنق الرحم في الشهر التاسع
هل تظهر أعراض لتوسع عنق الرحم في الشهر التاسع؟
تظهر أعراض وعلامات توسع عنق الرحم عند بعض النساء ولا تظهر عند أخريات، لذلك قد لا تتمكن المرأة من تمييز بدء توسع عنق الرحم إلَّا بعد خضوعها لفحص الطبيب الروتيني لعنق الرحم في وقتٍ متأخر من الحمل، أو عند استعماله التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
وفي الحقيقة، يختلف اتساع عنق الرحم من امرأة لأخرى، كما أنه يختلف من حمل لآخر، فقد يبقى عنق الرحم عند الأمهات البكر مغلقًا لفترة طويلة خلال الحمل وموعد الولادة، وقد يبدأ باتساع عند الأمهات اللواتي أنجبن طفلًا أو أكثر قبل موعد ولادتهن بأسابيع. وبشكلٍ عام، تظهر أعراض توسع عنق الرحم لدى بعض النساء كواحدة أو أكثر من الأعراض المذكورة أدناه:
الشعور بألم في منطقة الحوض
تشعر الحامل بألم شديد وحاد في منطقة المهبل مع اقتراب موعد الولادة، وذلك بسبب الضغط الناجم عن رأس الطفل على الأعصاب أثناء نزوله إلى منطقة الحوض، ويكون هذا الألم حادًا.
انقباضات الرحم
تُعد تقلصات الرحم المنتظمة مؤشرًا قويًّا على دخول المرأة في مرحلة المخاض، فأثناء فترة المخاض المبكر قد تكون الفترة الفاصلة بين كل تقلص وآخر تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة، ومع مرور الوقت من المرجح أنْ تقل الفترة الفاصلة بين التقلصات إلى 10 أو 15 دقيقة أو أقل من ذلك، ولكن عندما تصبح المدة الفاصلة بين كل تقلص وآخر 5 دقائق، فهذا يعني أنّ موعد الولادة أصبح قريبًا وبحاجة إلى زيارة أقرب مستشفى للولادة.
وإضافةً إلى انتظام تقلصات أو انقباضات المخاض ونقصان الوقت الفاصل بين كل تقلص وآخر مع اقتراب حدوث الولادة، تتّصف تقلصات الرحم الدالة على قرب حدوث الولادة بخصائص أخرى، من أبرزها:
- زيادة فترة انقباض الرحم تدريجيًّا.
- زيادة قوة الانقباضة الواحدة تدريجيًا.
- الشعور بانقباض في أسفل الظهر أولًا، ثم ينتقل إلى الأمام أو العكس.
- عدم تأثير النشاط أو وضعية الجسم في التقلصات، سواءً بإبطائها أو إيقافها.
النزيف المهبلي أو زيادة إفراز المخاط
يسدّ عنق الرحم خلال فترة الحمل سدادة مخاطية سميكة تمنع انتقال البكتيريا إلى الرحم، وفي أواخر الحمل تندفع السدادة المخاطية عبر المهبل على صورة إفرازات وردية اللون أو شفافة أو مائلة للون الدم، والذي يحدث عادةً قبل عدة أيام من بدء المخاض أو في بدايته، ويعدّ من علامات توسع عنق الرحم، ولكنْ، يوصى في حال كان الدم غزيرًا مثل دم الدورة الشهرية باستشارة الطبيب، والحصول على الرعاية الطبية الفورية؛ فقد يدل النزيف المهبلي الغزير على وجود مشكلة معينة.
ويجدر بالذكر أنّ الدم الأحمر النقيّ لا علاقة له عادةً بتوسع عنق الرحم، إنّما قد يرتبط بمضاعفات صحيّة خطيرة؛ كانفصال المشيمة (Placental abruption)، او انزياح المشيمة (Placenta previa)؛ أيّ انخفاض المشيمة داخل الرحم وتغطيتها لكلّ أو جزء من عنق الرحم.
الشعور برغبة في التبول والإخراج
تزيد حاجة الحامل إلى التبول نتيجة لنزول رأس الطفل في الحوض، وضغطه على المثانة البولية، لذلك قد تشعر العديد من النساء بالحاجة المتكررة للتبول.
مراحل توسع عنق الرحم في الشهر التاسع
يبدأ عنق الرحم بالتوسع حتى يُصبح قطره مهيئًا لحدوث الولادة الطبيعية، وتمر الولادة بثلاث مراحل وهي كالآتي:
المرحلة الأولى
تُعد المرحلة الأولى أطول المراحل الثلاث، وتبدأ عند الشعور بانقباضات منتظمة تسمح بانتقال الجنين إلى قناة الولادة، وتُقسم هذه المرحلة إلى قسمين هما: المرحلة النشطة والمرحلة الكامنة، إذ لا توجد قاعدة علمية لمدى استمرار المرحلة الأولى عند النساء، فقد تتراوح المرحلة الكامنة بين بضع ساعات إلى أيام عدة، أما المرحلة النشطة فيمكن أن تتراوح بين توسع عنق الرحم 0.5 سم في الساعة إلى توسعه 0.7 سم في الساعة.
وتعتمد سرعة توسع عنق الرحم على ما إذا كانت الولادة للمرة الأولى أو لا، إذ يزداد مقدار التوسع لدى النساء اللواتي أنجبن من قبل، وعمومًا، بمجرد بدء المرحلة النشطة من المخاض، من المتوقع حدوث اتساع ثابت لعنق الرحم كل ساعة، ومع ذلك كثير من النساء لا يبدأ لديهن التوسع بانتظام حتى يصل إلى حوالي 6 سم، وحقيقةً، تنتهي المرحلة الأولى من المخاض عند توسع عنق رحم المرأة بالكامل إلى 10 سم.
المرحلة الثانية
قد تستمر المرحلة الثانية، وهي مرحلة ولادة الطفل، من دقائق إلى ساعات، ويمكن للمرأة خلالها أن تلد طفلها بمجرد القيام بدفعات قليلة فقط، أو قد تستمر بالدفع لساعة أو أكثر، وفي الحقيقة، توصى المرأة الحامل بالدفع فقط خلال الانقباضات والحصول على الراحة بين الانقباضة والأخرى، علمًا أنّ هذه الانقباضات تحدث في الغالب كل 2-3 دقائق، وتستمر في كل مرة 60-90 ثانية، وتنتهي هذه المرحلة بولادة الطفل.
المرحلة الثالثة
قد تستمر هذه المرحلة من 5 -30 دقيقة، وفيها تُدفع المشيمة إلى خارج الرحم، ويُمكن تعجيل العملية بوضع الطفل على صدر الأم للرضاعة، وقد تستمر هذه المرحلة إلى ساعة أحيانًا أو أكثر من ذلك للمساعدة على عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي.
نصائح لتوسيع عنق الرحم
قد يستعين الطبيب باستخدام بعض الأدوية أو الطريقة اليدوية التي تساعد على تسريع اتساع عنق الرحم، ولكن توجد بعض الطرق أيضًا يمكن للحامل اتباعها لتساعد على ذلك، مثل:
- الحركة والمشي وأداء بعض الحركات البسيطة؛ إذ يزيد هذا النشاط من تدفق الدم، ويساعد على تسريع اتساع عنق الرحم.
- استخدام كرة، حيث يُساعد الجلوس على كرة تمرين كبيرة والتأرجح بها مع إبقاء العضلات مرتخية وهادئة على تسهيل الولادة.
- الراحة والاسترخاء، ويكون ذلك بممارسة تمارين التنفس والتأمل للتقليل من التوتر قبل أو أثناء عملية الولادة، إذ إنّ التوتر والقلق قد يؤخران الولادة ويزيدان صعوبة نزول الطفل.
- الضحك، فقد يساعد الضحك ولو قليلًا على إزالة التوتر.
- ممارسة الجماع، حيث يُساعد التحفيز الجنسي على زيادة توسع عنق الرحم، إضافةً إلى أن هرمون البروستاغلاندين (Prostaglandin) الموجود في السائل المنوي يُحفّز حدوث التوسع أيضًا.
ملخص المقال
تختلف الأعراض المُرافقة لاتساع عنق الرحم من امرأة لأخرى من حيث مدّتها، أو حِدتها، أو إمكانية حدوثها، ولكنها غالبًا ما تدل على قرب حدوث الولادة، فمن النساء من يشعرن بألم في منطقة الحوض وزيادة الإفرازات المخاطية وزيادة شدة الانقباضات وقصر المدة بين الواحدة والأخرى، كما ويمر اتساع عنق الرحم بـ3 مراحل تختلف بمدتها ونسبة اتساع عنق الرحم خلالها، وتُنصح دائمًا الحامل بتقليل التوتر، مع الحرص على النشاط وأداء الحركات البسيطة بحسب ما ينصح به الطبيب.