ما هو الرد على (البقاء لله)؟
ما هو الرد الأنسب على (البقاء لله)؟
يقصد بمعنى (البقاء لله) وفقًا لما قاله ابن الهيثم: السلام لله من جميع الآفات التي تلحق العباد من الفناء وسائر أسباب الفناء، وكما قال القتيبيّ: إن البقاء لله تعد من الألفاظ التي تدل على الملك والبقاء، وكلّ كنية تكنى عن الملك فهي لله -عز وجل-، والردّ المناسب الذي يستطيع المؤمن الرّد به على البقاء لله هو: البقاء له.
ويستطيع المؤمن أن يرد بغير ذلك أيضًا، فما ورد عن أهل العلم أنّ أحمد بن الحسين قال: سمعت أحمد بن حنبل وهو يعزي في عبثر ابن عمه وهو يقول: "استجاب الله دعاك ورحمنا وإياك"، ويمكن أن يقال أيضًا في جواب التعزية: "آجرك الله".
صيغ التعزية في الإسلام
من صيغ التعزية التي يمكن للمسلم قولها في العزاء :
- عظّم الله أجركم، وغفر لميّتكم، وربط على قلوبكم، وألهمكم الصبر والسلوان.
- إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.
- فلتصبر ولتحتسب هذا الأجر عند الله.
- أعظم أجركم.
- أحسن الله عزاءكم وغفر لميتكم.
- غفر الله لميتكم وأعانكم على فجيعتكم.
- أثاب الله قلوبكم بالصبر والسلوان.
- كل ابن آدم على هذا الطريق، اللهم أحسن خاتمتنا، ورحم الله ميتكم وموتى المسلمين.
حكم تعزية المسلم
المقصود بالتعزية: هي أن يقوم المسلم بترغيب أهل الميت بالصبر احتساباً للأجر، وبمواساته في مصابه الجلل والدعاء للميت، وذكر عبارات المواساة التي تسلّي قلب المفجوع بالفقد، كأن يقول له: سنلتقي بكلّ الأحبة في الجنة بإذن الله، هذه دنيا وكلنا سنرحل عن هذه الدنيا يومًا ما.
أما عن حكم التعزية، فإنه يسنّ للمسلم تعزية أهل الميت بما يسليهم، ويخفّف من حزنهم بذكر آيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة الوارد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والتي تحملهم على الصبر والرضا بما قدّر الله ، واحتساب أجر الألم والحزن عند الله. ويستحبّ للمسلم أيضًا أن يدعو للميت المسلم، فإذا عزّى المسلم أخاه المسلم قال له: أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك وغفر لميتك.
حكم تعزية غير المسلم
ذهب أهل العلم إلى جواز تعزية الكفار من غير أن يدعو المسلم لميتهم، وذلك إن كانوا ممن لا يظهرون العداء للإسلام والمسلمين، وكان كلًا منهم يمارس طقوس ديانتهم دون أن يقوموا بالعداء على المسلمين أو التعرض بالسخرية على الإسلام، فيقوم المسلم ويدعو لهم بالهداية والرشاد ورؤية الطريق الصواب، ويرغبهم في الإسلام.
وأما عن تعزية المسلم للذمي، فذهب أهل العلم إلى أنه يندب تعزية غير المسلم كعيادته، وذلك وفقًا لما ذهب له المذهب الحنفي والمذهب الشافعي والجمهور، وإن عزى المسلم الكافر فبإمكانه أن يقول: أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك، وأما إن عزى كافرًا بمسلم فيقول: أحسن الله عزاءك وغفر لميتك، وكذلك إن قام غير المسلم بتعزية غير المسلم فيقول: أخلف الله عليك.