ما هو الحديث الضعيف
تعريف الحديث الضعيف
هو الحديث الذي اختلّ فيه أحد شروط الحديث الصحيح أو الحسن، وتختلف درجة ضعفه باختلاف اختلال الشروط، وللحديث الضعيف تعاريف كثيرة ومتنوعة ذكرها العلماء في كتبهم، نذكر بعضها فيما يأتي:
- قال ابن الصلاح: "هو كل حديث لم تجتمع فيه صفات الحديث الصحيح ولا صفات الحديث الحسن".
- قال ابن دقيق العيد: "هو ما نقص عن درجة الحسن".
حكم العمل في الأحاديث الضعيفة
تعدّدت آراء العلماء في حجية الحديث الضعيف، وتفصيل ذلك فيما يأتي:
- القول الأول
قالوا بجواز العمل بالحديث مطلقاً في الحلال والحرام لأنّ ضعفه ليس بشديد؛ وذلك بشرط ألّا يوجد غيره، وهذا قول الإمام أحمد وأبي داود.
- القول الثاني
قالوا باستحباب العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، قال الحافظ الهيتمي: "قد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال لأنه إن كان صحيحاً في نفس الأمر فقد أعطي حقه من العمل به ،والألم يترتب على العمل به مفسدة تحليل ولا تحريم ولا ضياع حق للغير" وهذا مذهب الجمهور.
- القول الثالث
لا يجوز العمل بالحديث الضعيف مطلقاً، وهذا قول مجموعة من العلماء، منهم؛ ابن العربي المالكي.
أنواع الحديث الضعيف
ذكر ابن حبّان أنّ للحديث الضعيف أنواع كثيرة وقد تصل إلى 49 نوع، ولكن علماء المحدّثين قسموا الحديث الضعيف في كتبهم إلى قسمين فقط، وبيان ذلك فيما يأتي:
- شديد الضعف
هذا النوع من الحديث ضعفه شديدًا لا ينجبر؛ لأنّ اختل فيه شرط العدالة في الرواة أو شرط سلامته من الشذوذ، وهذا النوع لا يُستدل به، ومثال ذلك: الحديث الذي روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: (كُلوا البلحَ بالتَّمرِ فإنَّ الشَّيطانَ إذا نظر إلى ابنِ آدمَ يأكُلُ البَلحَ بالتَّمرِ يقولُ : بقي ابنُ آدمَ حتَّى أكل الحديثَ بالعتيقِ).
- يسير الضعف
هذا النوع من الحديث ضعفه يسير بحيث يمكن جبره، اختل فيه شرط اتصال سنده أو ضبط أحد رواته، ولكن هذا النوع إذا دعمه وآزره حديث من طريق آخر يمكن أن يجبر كسره ويرقى إلى مرتبة الحسن لغيره، وذلك عند الإمام الترمذي وغيره.
ومثال ذلك: الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ضاف ضيفٌ رجلًا من بني إسرائيلَ وفي دارِهِ كلْبَةٌ مُجِحٌّ، فقالَتْ الْكَلْبَةُ: واللهِ لا أنبَحُ ضيفَ أهلِي، قال: فَعَوَى جِرَاؤُها في بطنِها، قال: قيل ما هذا، قال: فأَوْحَى اللهُ -عزَّ وجلَّ- إلى رجلٍ منهم هذا مَثَلُ أُمَّةٍ تَكُونُ من بعدِكم يَقْهَرُ سفهاؤُها حُلَمَاءَها).
ما هو الحديث النبوي الشريف
هو كل ما ورد عن الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم، سواء أكان قولاً، أم فعلاً، أم تقريراً، أو حتى صفة خُلقيّة عن الرسول أو خَلقيّة، ويعتبر الحديث النبوي الشريف النّوع الثاني من أنواع التّشريع في الدين الإسلامي بعد القرآن الكريم، فقد عكف كثير من المسلمين العلماء على توثيق الحديث والتأكّد من صحته، ليصل إلينا سليماً من أي تحريف أو تزوير.