ما هو اسم ولد الفيل
عن الفيلة
يُعتبر الفيل أضخم حيوان يعيش على اليابسة في العالم أجمع، وثاني أطول مخلوق في مملكة الحيوان كُلِّها بعد الزرافة، كما أنَّه واحدٌ من أكبر الحيوانات في العالم، بحيث لا تتجاوزه في الحجم سوى بعض أنواع الحيتان. تعيش الفيلة في قارتي آسيا وأفريقيا، وقد كانت مُنتشرةً على نطاقٍ واسعٍ في هاتين القارَّتين حتى القرن العشرين، عندما تسارع صيدُها بنسبة عملاقة للاتجار بأنيابها العاجيَّة. تتميَّز الفيلة بأنوفها الطويلة الشبيهة بالخراطيم التي تستفيد منها لالتقاط طعامها من الأغصان وأوراق الشجر من على الارتفاعات العالية، وكذلك لسحب الماء من الأنهار والبُحيرات، وتشتهر الفيلة كذلك بذكائها المُرتفع، وعيشها في قُطعان ذات روابط عائليَّة وثيقة.
تنقسم الفيلة في العالم إلى نوعَيْن أساسيَّين، هُما الفيلان الآسيوي والأفريقي، واللَّذين يختلفان عن بعضهما في جوانب عدَّة؛ فالفيل الآسيويّ أصغرُ حجماً بمقدارٍ ملحوظ عن النوع الأفريقي، كما أنَّ آذانه صغيرة الحجم جداً مقارنةً بالأذنين العملاقتين للفيلة الأفريقيَّة، عدا عن ذلك، تفتقر مُعظم الفيلة الآسيويَّة إلى الأنياب الكبيرة المُميَّزة، فالأنياب عندها لا تُوجد سوى عند الذكور، وليس عند جميعهم، وإنَّما لدى نسبةٍ مُعيَّنة منهم فحسب، وأمّا الفيلة الأفريقيَّة فلديها جميعاً أنياب، بما فيها الذكور والإناث. عندما يمتلك الفيل أنياباً فهو يَميل في العادة إلى استخدام واحدٍ من نابَيْه أكثر من الآخر، ممَّا يُؤدِّي إلى تفتُّت أطرافه وتآكلها، ولذلك يكون الناب الأكثر استخداماً أصغر في الحجم.
ولد الفيل
يُسمَّى ولد الفيل في اللُّغة العربيَّة الدَّغْفَل أو العِجْل، ويُعدُّ صغير الفيل من صغار الحيوانات البطيئة جداً في نُموِّها. تحمل أنثى الفيل بدغفلها لمُدَّة تصل إلى 22 شهراً، أي ما يقارب العامين، ولذلك تُعتَبر الفيلة الحيوانات ذات فترة الحمل الأطول في مجموعة الثديِّيات كُلِّها، ورُبَّما في كافَّة مملكة الحيوان. وغالباً ما تضع الأنثى مولوداً واحداً فقط في كلِّ فترة حمل، مع أنَّها قد تضع توأماً في حالات نادرة. عندما يُولد دغفل الفيل الأفريقي (الأكبر حجماً) يَزن ما بين 115 إلى 145 كيلوغراماً، ويصل ارتفاعه إلى حوالي المتر عند الكتف، وأما دغفل الفيل الآسيوي فيبلغ وزنه نحو 100 كيلوغرام، وارتفاعه 85 سنتيمتراً تقريباً. لا يستطيع الدَّغفل البدء بالمشي حتى مرور ساعة تقريباً على ولادته، ويبقى الذَّكر مع أمه حتى يبلغ من العُمر نحو 14 سنة، وأما الإناث فتُرافق أمَّهاتها مدى الحياة.
الحياة الاجتماعية
تنفصل إناث الفيلة عن الذكور من حيثُ الحياة الاجتماعية خلال مُعظم حياتها، إذ تجتمع الإناث معاً في أسرٍ وثيقة العلاقات تتكوَّن من نحو 10 أفراد، تشمل ثلاث أو أربع إناثٍ بالغة معها عُجولها، إما حديثة الولادة أو التي لا زالت يافعة. تكون قائدة المجموعة هي - افتراضياً - الأنثى الأكبر عُمراً، والتي من المُعتاد أن توجد معها ابنتها وأحفادها في نفس المجموعة. تتميَّز أنثى الفيل برابطة قويَّة جداً مع دغفلها، فهو يبقى بجوارها أكثر من عشر سنوات، وغالباً ما تستمرُّ الإناث اليافعات بالعيش مع قطيعهنَّ نفسه مدى الحياة، وأما الذكور فيُطرَدون عندما يقتربون من سنِّ البُلوغ (حوالي 12 عاماً)، حيث يُصبحون أكثر إزعاجاً من أن تتحمَّلهم إناث القطيع، فهُم يكتسبون رغبةً عاليةً بالقتال والتصارع مع الفيلة الأخرى أو مُحاولة التزاوج معها، ويستمرُّون على هذه الوتيرة حتى يُطرَدوا من القطيع . تعيش الفيلة الذكور وحدها بعد أن تترك قطيعها، ولا تلتقي الإناث إلا للتزاوج. ومن المُمكن أن يزور الذكور قُطعانهم القديمة ويروا أمهاتهم بين الحين والآخر، لكن نادراً فحسب. ترتبط عائلات الفيلة التي تعيش في المنطقة الواحدة مع بعضها بعضاً بمجموعات ضخمة جداً، تُسمَّى الواحدة منها "العشيرة"، وتتكوَّن من عددٍ قد يصل إلى مئات أو آلاف الفيلة. يُعمِّر الفيل البالغ مُدَّة من الوقت قد تصل إلى 60 سنة، ويُمكنه أن يعيش في الأسر (بحدائق الحيوان أو السيرك) حتى 65 سنة، ومن المُعتاد أن يموت الفيل لتساقط أسنانه، ممَّا يتسبَّب بانعدام قدرته على تناول الطعام.
يُمكن أن تنتقل مجموعات الفيلة لمسافاتٍ طويلة بحثاً عن الغذاء عندما يحلُّ موسم الجفاف، فهي تحتاج إلى كميَّات كبيرة جداً من الطعام لإرضاء حاجاتها، وتقضي ما يصل إلى 16 ساعة كلَّ يومٍ بالأكل فقط. يتغذَّى الفيل على النباتات والأعشاب والحشائش، فقد يقتلع أشجاراً كاملةً تصلُ في ارتفاعها إلى 9 أمتار للحُصول على ما عليها من أوراق وأغصان، ويتناول الفيل البالغ يومياً نحو 140 كيلوغراماً من النباتات، ويشرب قُرابة 150 لتراً من المياه، وذلك مع أنَّه قادرٌ على تحمُّل ثلاثة أيام ومسيرة 80 كيلومتراً دون طعامٍ إذ ما اقتضت الحاجة.
وصف الفيل
يشتهر الفيل بخرطومه غريب الشكل، وهو عبارةٌ عن أنفٍ طويلٍ جداً وخالٍ من العظام، وله قُوَّة عضليَّة هائلة تُمكِّنه من إسقاط الأشجار من جذورها، ويُمكن أن يستخدمه الفيل ليشرب، لكنَّه لا يسحب الماء عبر خرطومه حتى جوفه، وإنَّما يستعمله كوعاءٍ لنقل الماء من البركة أو النهر ومن ثمَّ الإلقاء به داخل فمه. وأما أنياب الفيل فلها استعمالاتها أيضاً، فمن المُمكن أن تكون وسيلةً للدِّفاع ضدَّ الحيوانات الأخرى، أو حفر الأرض بحثاً عن الطعام، أو رفع بعض الأشياء. ويمتاز الفيل بجلده السَّميك رمادي اللَّون، الذي يتدلَّى أحياناً في ثنيات مُترهِّلة، إذ قد يصل سُمكه عند الفيل البالغ إلى 3 سنتيمترات، ورُغم ذلك، يُمكن لبعض الحشرات (مثل الذباب) اختراقه. لا يمتلك الفيل أي غُددٍ لإفراز العراق، ولهذا فهو يحتاج إلى تبريد نفسه بوسائل أخرى، مثل رشِّ نفسه بالماء أو التمرُّغ بالوحل.
يزن ذكر الفيل الأفريقي البالغ (هو أكبر حجماً من نظيره الآسيويّ) حوالي 7.5 أطنان، أو 7,500 كيلوغراماً، وأما أكبر فيلٍ تمَّ تسجيله في التاريخ فقد وصل وزنه إلى 10,890 كيلوغراماً، وأمّا ارتفاعه فقارب أربعة أمتارٍ كاملة عند الكتف. تعيش الفيلة الآسيويَّة في غابات الأشجار الخفيضة والأدغال المطيرة، وكثيراً ما تنتشر حول الأنهار في المواسم الجافَّة، وأمّا تلك الأفريقيَّة فهي تُفضِّل الغابات المُنخفضة أو الجبليَّة والسهول الفيضيَّة وسهول السافانا. يستهلك الفيل كميَّاتٍ كبيرةً من الطَّعام، حيث يتناول ما يتراوح من 75 إلى 150 كيلوغراماً من الأعشاب وأوراق الشَّجر واللِّحاء والثّمار كلَّ يوم، وهو ما يُعادل حوالي 5% من وزن جسم الفيل البالغ، ولذلك فيُمكن أن تقضي 15 ساعة من يومها بالأكل فحسب.