ما هو احتقان الانف
احتقان الأنف
يحدث احتقان الأنف (بالإنجليزية: Nasal congestion) أو انسداد الأنف (بالإنجليزية: Stuffy nose) عند انتفاخ الأنسجة والأوعية الدموية الموجودة داخل الأنف، والمجاورة له، وامتلائها بالسوائل الزائدة؛ مما يسبب الشعور بانسداد الأنف أو احتقانه، وقد يرافق احتقان الأنف حدوث سيلانٍ في الأنف أو نزول إفرازاتٍ من الأنف، وذلك مع عدم اشتراط حدوث هذه الأعراض، وعلى الرغم من أنّ احتقان الأنف يقتصر عادةً على الشعور بالانزعاج لدى الأطفال والبالغين؛ إلّا أنّه قد يشكّل خطرًا على صحّة الأطفال الرضّع الذين يؤثر الاحتقان في قدرتهم على الرضاعة بشكلٍ طبيعي، والأطفال الذين أدّى الاحتقان إلى اضطراب النوم لديهم.
أسباب احتقان الأنف
قد يكون احتقان الأنف ناجمًا عن أيّ من الأسباب التي تؤدي إلى التهاب أو تهيّج أنسجة الأنف، ويُشار إلى أنّ المصطلح الذي يُطلق على التهاب الجيوب الأنفية بالإضافة إلى التهاب تجويف الأنف: مرض التهاب الأنف والجيوب (بالإنجليزية: Rhinosinusitis)، وفيما يأتي بعض أسباب احتقان الأنف:
- التهاب الأنف والجيوب الناجم عن العدوى: ويحدث بسبب الإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي العلوي أو التعرض لفيروسات الزكام .
- التهاب الأنف والجيوب غير التحسسيّ: (بالإنجليزية: Nonallergic rhinosinusitis)؛ يحدث هذا النوع من التهاب الأنف والجيوب بسبب التعرض للمهيجات المتطايرة في الهواء، مثل: الدخان ، والمواد الكيمياوية، والتلوّث.
- التهاب الأنف والجيوب التحسسيّ: (بالإنجليزية: Allergic rhinosinusitis)؛ إذ يُحفّز التعرض لأحد المهيجات البيئيّة أو أحد مولّدات الحساسيّة (بالإنجليزية: Allergen) الإصابة بالتهاب الأنف والجيوب التحسسي.
- التهاب الأنف والجيوب التحسسيّ المستمر: (بالإنجليزية: Perennial allergic rhinosinusitis)؛ يتمّ تشخيص الإصابة بهذا النوع من الحساسيّة في حال حدوث ردة فعل من الجسم بسبب التعرض لمسبب الحساسيّة الموجود على مدار العام، مثل: وبر الحيوانات، والعَفَن، وعث الغبار، والصراصير.
- التهاب الأنف والجيوب التحسسيّ الموسمي: (بالإنجليزية: Seasonal allergic rhinosinusitis)، ويُعرَف أيضًا بالحساسيّة الموسميّة، ويتمّ تشخيص الإصابة بهذا النوع من الحساسيّة في حال التعرض لمسبب الحساسيّة الموسمي، مثل: غبار الطلع أو حبوب اللقاح من الأشجار والأعشاب، والتي تنتشر بكثرةٍ في موسم الربيع والخريف، ويحدث الالتهاب نتيجة استجابة أو ردة فعل الجسم عند التعرض لهذه المسببات.
توجد العديد من الحالات الأخرى التي لا يكون فيها الاحتقان الأنفيّ ناجمًا عن أحد المهيجات، أو الأجسام الممرضة، أو مسببات الحساسيّة؛ وإنّما قد يكون ناجمًا عن أسبابٍ أخرى، ومنها ما يأتي:
- وضعية الجسم: إنّ وضعية الاستلقاء تجعل عملية التخلص من المخاط وتصريفه أكثر صعوبةً؛ ولذلك فإن ضعف الحركة لدى بعض الأشخاص قد يجعلهم أكثر عرضةً للإصابة باحتقان الأنف.
- انحراف الحاجز الأنفيّ: (بالإنجليزية: Septal deviation)؛ وهو من الاضطرابات التي قد تؤدي إلى احتقانٍ أنفيّ مزعجٍ؛ وذلك لأن حاجز الأنف الذي يمثل الجدار الرقيق الذي يفصل المسافة بين فتحتي الأنف ينحرف باتّجاه إحدى الفتحتين؛ ممّا يؤدي إلى صعوبة التنفّس، وقد يحدث ذلك حتى في حال عدم وجود مشاكل صحيّةٍ أخرى تسبب الاحتقان، مثل: الحساسيّة أو العدوى.
- بعض الأدوية: قد يؤدي استخدام بعض الأدوية إلى الإصابة باحتقان الأنف، مثل: مضادات الاكتئاب، وأدوية ارتفاع ضغط الدم، وأدوية النوبات، والأدوية المستخدمة لعلاج ضعف الانتصاب ، والأدوية المستخدمة في علاج عددٍ من المشاكل الصحيّة الأخرى، بالإضافة إلى فرط استخدام بخّاخات الأنف المزيلة للاحتقان (بالإنجليزية: Decongestant nasal spray).
- الاضطرابات الهيكليّة في الجيوب الأنفيّة: وقد يشمل ذلك: الأورام، أو تضيّق الممرات الأنفيّة، أو سلائل الأنف (بالإنجليزية: Polyps)، أو انحراف الحاجز الأنفي.
- الربو المهنيّ: (بالإنجليزية: Occupational asthma)؛ وهو نوعٌ من مرض الربو، ويحدث بسبب استنشاق بعض المواد والعناصر المسبّبة للحساسيّة في بيئة العمل مثل: بعض الغازات، والغبار، والأبخرة الكيمياويّة أو بسبب التعرّض لأحد العناصر السامّة والمهيّجة؛ ممّا يؤدي بدوره إلى تطوّر ردّة فعل مناعيّة.
- الاضطرابات الصحيّة التي تقلل من انتقال السائل المخاطيّ: مثل: اضطراب الحويصلة الصفراويّة أو المرارة المعروف بخلل حركات المرارة (بالإنجليزية: Biliary dyskinesia)، ومرض التليُّف الكيسيّ (بالإنجليزية: Cystic fibrosis).
- الاحتقان الارتداديّ: (بالإنجليزية: Rebound congestion)، ويحدث بسبب الاستخدام المطوّل لقطرات أو بخّاخات الأنف المحتوية على دواءٍ مضادٍّ للاحتقان؛ ممّا يؤدي إلى المعاناة من احتقانٍ أنفيّ مستمرٍ حتى في حال عدم المعاناة من أعراض الزكام أو أحد أنواع الحساسيّة.
الأعراض المرافقة لاحتقان الأنف
فيما يأتي بعض الأعراض المصاحبة لاحتقان الأنف:
- سيلان الأنف أو انسداده.
- انتفاخ أنسجة الأنف.
- الشعور بألمٍ في الجيوب الأنفيّة .
- تجمع وتراكم السائل المخاطيّ.
تشخيص احتقان الأنف
يتم تشخيص احتقان الأنف بناءً على الأعراض والعلامات الظاهرة على الشخص المصاب، وبناءً على الفحص السريريّ الذي يُجريه الطبيب المختص؛ إذ يفحص الطبيب الحلق، والأنف، والأذنين للكشف عن سبب الاحتقان، وقد يُلجأ للتنظير باستخدام جهازٍ مرنٍ مرفقٍ بضوءٍ لفحص الأنف، وقد يتم في بعض الأحيان إجراء بعض الاختبارات التصويريّة في حال الشكّ بوجود انسداد في أحد أجزاء الأنف، مثل: التصوير الطبقيّ المحوسب (بالإنجليزية: Computed tomography scan)، كما قد يجري الطبيب في بعض الحالات النادرة مسحة للحلق لزراعتها أو قد يطلب إجراء التصوير بالأشعّة السينيّة (بالإنجليزية: X-ray)؛ لاستبعاد بعض المشاكل الصحيّة الأخرى التي قد تتسبب باحتقان الأنف أيضًا.
علاج احتقان الأنف
فيما يأتي بيان بعض التدابير المنزلية بالإضافة إلى الأدوية المستخدمة لعلاج احتقان الأنف:
التدابير والإجراءات المنزلية
تجدر المحافظة على رطوبة الأنف في حال المعاناة من احتقان الأنف؛ وذلك من خلال اتباع بعض النصائح والتدابير، ومنها ما يأتي:
- الحرص على شرب كميّةٍ كافيةٍ من السوائل للمساعدة على ترقيق المخاط؛ مما يساعد على الوقاية من انسداد الجيوب الأنفية.
- الاستحمام المطوّل المصحوب بالبخار أو استنشاق بخار الماء الدافئ.
- رفع الرأس أثناء النوم للحصول على الراحة الكافية وتسهيل عمليّة التنفّس.
- وضع قطعة قماشٍ مبلّلةٍ بالماء الدافئ على الوجه؛ مما قد يخفف الانزعاج ويساعد على فتح ممرات الأنف.
- استخدام جهاز الترطيب المنزليّ (بالإنجليزية: Humidifier) أو المِرذاذ (بالإنجليزيّة: Vaporizer).
- استخدام بخّاخ المحلول الملحيّ ؛ للوقاية من جفاف الممرات الأنفية.
- استخدام طريقة إرواء الأنف (بالإنجليزية: Nasal irrigator)، أو وعاء نيتي (بالإنجليزية: Neti pot)، أو حقنة الأنف المطاطيّة (بالإنجليزية: Bulb syringe)؛ لشطف الأنف، وذلك مع الحرص على استخدام الماء المقطّر، أو المعقّم، أو المغلي بعد تبريده، وغسل الجهاز المستخدم بعد كل استخدام، والحرص على تجفيفه.
- تطبيق الكمّادات البادرة على المناطق المؤلمة من الوجه.
- استخدام مسكنات الألم التي لا تحتاج وصفةً طبيّةً لصرفها عند الشعور بضغط الجيوب الأنفيّة أو الشعور بالألم؛ وذلك بعد استشارة الطبيب.
العلاجات الطبية
بعد أن يشخّص الطبيب السبب الرئيسي لاحتقان الأنف المستمر والدائم؛ فإنه يضع خطّةً علاجيّةً، وتتضمّن الخطط العلاجية غالبًا الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لصرفها أو الأدوية الموصوفة، وذلك مع ضرورة استشارة الطبيب قبل أخذ أيّ من العلاجات التي تستخدم لإزالة الاحتقان، ومن هذه العلاجات ما يأتي:
- المضادّات الحيويّة .
- بخاخات الأنف المحتوية على مضادات الهيستامين؛ كدواء أزيلاستين (بالإنجليزية: Azelastine).
- بخاخات الأنف الستيرويدية ، مثل: دواء فلوتيكازون (بالإنجليزية: Fluticasone) ودواء موميتازون (بالإنجليزية: Mometasone).
- مضادّات الهيستامين الفموية (بالإنجليزية: Oral antihistamines)، مثل: دواء سيتيريزين (بالإنجليزية: Cetirizine)، ودواء لوراتادين (بالإنجليزية: Loratadine) لعلاج الحساسيّة.
- مضادّات الاحتقان الموصوفة أو التي لا تحتاج وصفةً طبيّة؛ ولكن تجدر الإشارة إلى أنه يمكن استخدامها فقط لمدة 5-7 أيام كحدٍ أقصى؛ وذلك لتجنّب الإصابة بالاحتقان الارتداديّ كما ذكر سابقًا.
- في بعض الحالات قد يوصي الطبيب بإجراء عمليةٍ جراحيّةٍ؛ لاستئصال وإزالة الأورام أو السلائل الأنفيّة التي تمنع تصريف المخاط والتي تكون موجودةً في الممرات الأنفية أو في الجيوب الأنفية؛ مما يساعد على علاج انسداد الأنف.