ما هو أساس الحب
ما هو أساس الحب
يرتكز الحب على عدّة أساسات مهمة تدعم العلاقات، وتُعزز استقرارها واتزانها، ومنها ما يأتي:
وجود مشاعر قويّة تجذّب الشخص لشريكه
عندما يُصادف المرء شخصاً مميّزاً وتنجذّب مشاعره نحوه بشكلٍ فوريّ، أو مع مرور الوقت، تُحفّز المُحرّكات العصبيّة في الدماغ الهرمونات المسؤولة عن زيادة شعوره باللذّة والسعادة، فتمنحه إحساساً عظيماً بالرضا والراحة النفسيّة عند الالتقاء بالحبيب، كما تحدّ من تفكيره العقلانيّ الذي يُساعد على تقييم شريكه بشكلٍ أكثر حكمة ومنطقيّة، بالتالي يشتهي قُربه وودّه دائماً بغض النظر عن شخصيّته؛ للحفاظ على تلك المشاعر الدافئة التي تزداد كميّتها ومُحفّزاتها كلما زاد الاتصال والتوافق بينهما.
قدرّة الشخص على العطاء وتلقيّ تلك المشاعر
يجب على المرء أن يحترم نفسه، ويبدأ بحب ذاته، ويشعر بالرضا الداخلي والقناعة التامة قبل أن يبدأ بتقديم مشاعر الحب والعطاء للآخرين، حيث إن الشخص الذي يُعاني من مشكلة عدم الرضا عن نفسه، ويعجز عن تقديرها واحترامها، قد يُعاني لاحقاً من مشاكل في جذب احترام وحبّ الشريك له، لأن الحب هو إمكانيّة تلقي المرء وعطاءه للمشاعر العميقة الدافئة التي يحتاجها كلا الحبيبين، وعجز المرء عن إعطاء نفسه الحب والاحترام الكافي الذي تحتاجه للشعور بالراحة والاستقرار الداخليّ، سيُصعّب عليه تلقيّ وإعطاء تلك المشاعر لشخص آخر، كما أن اتزان المرء ينبع من ثقته بذاته، وتقبّله لشخصيّته والرضا من نفسه، وصدقه من الداخل، وهي عوامل جذب هامة ينظر لها الحبيب، ولا ننسى ضرورة تقديره للشريك أيضاً والتزامه تجاهه، والاجتهاد في الاهتمام، وتقبّله للعطاء، وتقديم الاحترام والحب له.
التواصل الجيّد بين الشريكين والتعمّق بالعلاقة بمرور الوقت
يتطلب استمرار العلاقة مع الحبيب الاتصال المُنتظم والهادف بينهما، كما أن استخدام اساليب التواصل الجيدة أمر مهم، وهو أحد أساسيات الحب التي تُنميه وتوطّده وتبني العلاقة مع مرور الوقت، ويكون ذلك بالطرق الآتية:
- الاجتهاد في إرضاء الحبيب والحفاظ على علاقة جيّدة معه، من خلال فهمه، والاهتمام به، وتذكيره بسبب حبه له، وإظهار الامتنان له.
- مُغازلة الحبيب واستخدام الرومانسيّة والطرق المُميّزة للتعبير عن مشاعر الحب التي يُكنّها الشريك له، وعدم الاكتفاء بالشعور بها داخليّاً، بل إظهارها والمُصارحة بها.
- إضافة عناصر المُغامرة والمُفاجئة للعلاقة، لكسر الملل، وإدخال المُتعة والترفيه لقلب الشريكين، وتعزيز مشاعر السعادة والألفة والتناغم التي تربطهما بشكلٍ مُستمّر.
عدم التأثر بالظروف والعقبات والحفاظ على المشاعر الصادقة
ينحصر الشعور بالافتتان اتجاه الحبيب مع مرور الوقت لدى البعض، على خلاف مشاعرهم في بداية والتي تكون في ذروتها، كما قد يرى المرء شريكه جذاباً ولا يُخطئ، وخالياً من العيوب والسلبيّات، لكن مع تقدّم العلاقة وتعمّقه به، وإمضاء الكثير من الوقت معه، والتواصل بشكلٍ مُستمر قد يكتشف بعض الأمور المخالفة لنظرته الأوليّة له، وهنا يجب عليه أن يكون صادقاً مع نفسه ومنطقيّاً في تفكيره؛ حيث إن الجميع يُخطئون، والكمال فكرة قد لا تتحقق، ومن الطبيعي اختلاف بعض الطباع والسلوكات، وحدوث بعض الخلافات، أو التعارض بالتفكير ووجهات النظر بين كليهما، وبالتالي فإنّ أساس استمرار الحب هو التفاهم الذي يوجب على الأحبة التغاضي عن زلات بعضهم، وتقبّل شخصياتهم، وعدم الإلحاح عليهم بالتغيير لإرضاء رغباتهم، وعلى الشخص بالمُقابل أن يُحافظ شخصيّته، ويكون راضيّاً عن نفسه ومُتقبّلاً لها كما ذُكر سابقاً، مع التنويه لأنّ التغيير قد يكون حاجةً ضرورية عندما يتصف المرء بصفات سلبيّة تؤثر على علاقاته وطريقة سير حياته، ويجب عليه تقبّل النقد في هذه الحالة وتقويم سلوكه.
قواعد الحب
تتحكم في مشاعر الحب العديد من القواعد المهمة التي تجعل العلاقات أكثر وضوحاً، وتُساعد المرء على التيقّن من مشاعره، وفهمها أكثر؛ لضمان نجاح علاقاته لاحقاً، ومنها:
- الصدق: يجب على المرء أن يكون صادقاً مع حبيبه، ويلجأ لمُصارحته بالحقائق والأمور المُختلفة، شرط أن يكون ذلك بأسلوبٍ مُهذب ولطيف لا يؤذي مشاعره، أو يُزعجه.
- الخصوصية: توجب العلاقة وجود بعض الأسرار والأمور الخاصة بين الحبييبن التي لا يجب الحديث بها أمام الآخرين واحترامها، ويجب الاتفاق المُسبق على الاحتفاظ بها بشكلٍ خاص وتشارك فقط بينهما.
- الاشتياق: يُعزز الاشتياق من مشاعر التقدير والحب بين الحبيبين، كما يُنمّي مشاعر الحب والمودة والفقدان اتجاه الحبيب أثناء غيابه، ويُشعر الطرف الآخر بمكانته الكبيرة والمميزة لديه، وبالتالي يجتهد في الحفاظ عليه.
- الثقة والإخلاص: تُعد الثقة قاعدة أساسيّة تدعم علاقة الحُب وتُُعزز استمرارها، بالتالي يجب على الحبيبين إدراك أهميّتها، والسعي لتوثيقها وإظهار الإخلاص والوفاء للشريك للحفاظ على علاقة صحيّة ومُستقرة معه.
- الاعتراف بالحب: وهو أمر طبيعيّ لا يجب أن يتردد المرء بالاعتراف به لحبيبه باستمرار، كقول عبارة "أنا أحبك" والتعبير عن العاطفة بمُختلف التعابير اللفظيّة الأخرى، إضافةً لإثبات هذا الحب وتوثيقه بالأفعال أيضاَ.
- التعامل الجيّد: يُفترض أن يقوم كل من الحبيبين بدعم الطرف الآخر، والتعامل معه بطيبة وحُسن نيّة، وبصورة لائقة بغض النظر عن الخلافات والعقبات التي تعترضهما، فالتواصل الجيّد مفتاح القلوب، والحب الكبير الذي يجمعهما يُجبرهما على احترام بعضهما، والتعامل معاً بأدب وذوق.
- المساواة: عندما يرتبط شخصين معاً ويدخلان في علاقة حب حقيقية، لا يُحاول أي منهما السيطرة على الآخر، أو تملّكه، أو السيطرة على العلاقة لوحده ومحاولة نشر سلطته والتحكّم بالطرف الآخر، فالحب علاقة تشارك وتناغم تُلزم كليهما بالعمل معاً بشكلٍ مُتساوٍ لضمان نجاحها واستمرارها.
تعريف الحب
وهو موقف عاطفي عميق ينجذب المرء من خلاله لشخص مُعيّن دون قيود أو روابط واضحة، حيث تتملكه سلسلة من المشاعر المُعقّدة تجعله يُحب ما يفعله، والطريقة التي يُفكّر بها، والشخصيّة التي تُميّزه، كما يُعجب بمظهره وصفاته، وإن كانت جميعها صفاتاً عاديّةً بالنسبة للآخرين، فهي في نظره نقاط جذبٍ فريدة من نوعها تجعله شخصاً مُهمّاً له، يستمتع بوجوده في حياته، ويرغب بالحفاظ عليه، ويمنحه الحنان والعطف، ويُحسن مُعاملته، ويتودّد له؛ ليحظى معه بعلاقة مُستقرّة ودافئة تحت مظلة الحب العظيم الذي يربط قلبيهما.