ما معنى بيت الله الحرام
تعريف بيت الله الحرام
يُقصد ببيت الله الحرام الكعبة المشرفة، قال -تعالى-: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ)؛ والكعبة: بيت الله -تعالى- الواقع في وسط المسجد الحرام، وتمتاز بشكلها المربع إلاّ أنّ جدرانها غير متساوية.
وأضاف الله -تعالى- البيت الحرام إلى نفسه؛ لتشريفه وتعظيمه وإظهار مكانته على لسان سيدنا إبراهيم -عليه السلام- بقوله -تعالى-: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّم)، ووُصفت الكعبة بالبيت الحرام؛ لأن الله -تعالى- حرمّه وجعله آمناً، وحرّم القتل والصطياد فيه.
والمسجد الحرام مصطلحٌ أعمّ يشمل الكعبة المشرفة، ومقام إبراهيم، وحجر إسماعيل -عليهما السلام-، وبئر زمزم، والحجر الأسود، والركن اليماني، وكل ما يٌحيط ببيت الله الحرام من ساحات واستراحات، ويشتمل أيضاً على صفوف المصلين خلف الإمام مهما اتسعت وطالت تلك الصفوف حول الكعبة المشرفة.
فضائل الحرم المكي
إن أعظم فضلٍ للحرم المكي تواجد بيت الله الحرامِ فيه، قال -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
وهي حرم الله -تعالى- ورسوله، ودار الأمن والأمان والعبادة، وإنّ صلاة المسجد الحرام تعدل مئة ألف صلاة، وهي أحبّ البلاد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتتواجد فيها ماء زمزم، وهي مركز الأرض.
أحكام وخصائص الحرم المكي
الحرم المكي يتميز عن غيره من البلاد بمجموعة من الأحكام والخصائص التي سنذكرها فيما يأتي:
- لا يجوز الصَيد في حدود الحرم المكِّي على جميعِ النَّاس حتى سكَان الحرم.
- يُمنع دخولُ غيرِ المُسْلمينَ سواءً كانوا مُقيمين أم عابرين.
- لا يَحلُ أخذ اللُّقَطَة من الطَّريق بِهَدَفِ التَملُك، إنَّما تَحِلُ لمن يطلب صاحبها ويَنشُده.
- تشديدُ العقِابِ فيه خاصَّةً للقاتِل فتَغْلُظُ عليه الدِّيَّةُ؛ لأنَ الذَنب فيهِ أغلظ وأشَد من غَيْرِه.
- تحريمُ دَفْنِ المُشْرِكِ فيهِ.
- لا تُكْرَهُ فيه صلاةُ النَّافلة في أيِّ وقتٍ من الأوقاتِ.
- يُكْرَهُ حمْلُ السِّلاحِ بمكةَ دون ضرورةٍ؛ نظراً لنهي النَّبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك.
تحويل القبلة للبيت الحرام
المسجد الأقصى هو القبلة الأولى للمسلِمين؛ حيث كان رسول الله -صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم- يُصلِّي وهو في مكَةَ المكرمة مُتَجِها نحو الصخرة المشرفة في المسجدِ الأقصى، وفي العام الثَاني من الهِجْرةِ كان تحويلُ القبلة نحوَ الكعبةِ الشَّريفة؛ وفي ذلك تعظيمٌ للمكانين الشريفين، وليس فيه إنقاصٌ لفضل أحدهما على الآخَر.
وإنّ مُصطلَح ثالث الحرمين الشَّريفين هو مُصطلحٌ عارٍ عن الصِحَة؛ فقد حرَّم الله -عز وجلَّ- مكة المكرَمةَ وحرَّم الرسول المدينة المنوَّرة، أمَّا المسجد الأقصى فلم يُحرِّمُه أحدٌ إنَّما فضله وبركته ذُكرت في رحلة الإسراء والمعراج وفي كونه أحدَ المساجدِ الثلاثة التي تُشدُّ لها الرِّحال.