ما معنى الهوية
مفهوم الهويّة
تعتبر الهوية مجموعة من الخصائص والميزات التي يمتلكها شخص ما ويتمّ التعرّف عليه من خلالها، ويمكن لمفهوم الهويّة أن يبقى على تطوّر وتغيّر مدى الحياة، وبمعنى آخر فهو غير ثابت بحيث يشمل العديد من الجوانب الذي لا يمكن التحكّم بها، مثل لون البشرة، وجنس الفرد، أو حتى المكان الذي وُلد ونشأ فيه، بالإضافة إلى الجوانب التي يختارها الفرد بإرادته في الحياة مثل معتقده أو كيفية تمضيته لوقت الفراغ وغير ذلك، هناك بعض الجوانب من الهويّة الشخصيّة التي يمكن أن يظهرها الفرد لمن حوله وذلك من خلال ما يرتديه، أو ما يمارسه من العادات والمعتقدات، أو من خلال تفاعله مع من حوله من أفراد المجتمع، ويمكن أن يحافظ على بعض الجوانب لنفسه بالرغم من أنها جوانب مهمّة جداً من شخصيّته.
تم طرح العديد من الأسئلة التي تدور حول طبيعة الإنسان وهويّته عبر التاريخ، بحيث أفنى العديد من الفلاسفة والمفكّرين حياتهم في البحث عن مفهوم الهويّة، حيث قاموا بخلق محادثات حول أكثر الأسئلة طرحاً في المجتمع والذي بدوره أدى إلى خلق (فلسفة الهويّة الشخصيّة) التي كانت تهدف إلى معالجة مسائل الوجود وكيف وجد الإنسان عبر الزمن وتكونت هويّته، ومن الأسئلة التي سألوها الفلاسفة في هذا المجال كيف للفرد أن يعرف أنه ما زال الشخص نفسه منذ الصغر حتى الوقت الحاضر؛ بحيث يعالج هنا مسألة (الاستمراريّة) أي استمرار وجودنا عبر الزمن، فاقترح كل من أفلاطون ، وديكارت ، والعديد من الأديان أن الاستمرارية هو الجواب الأمثل وذلك لأن الإنسان يمتلك الروح، وهو الجوهر الدائم فيه.
الجوانب الرئيسيّة للهويّة
هناك العديد من الجوانب الرئيسيّة للهويّة التي تلعب دوراً مهمّاً في فهم وتجربة العالم من حولنا، بالإضافة إلى تقبّل الفرص والتحديّات التي نواجهها، ومن الأمثلة على هذه الجوانب:
- العمر.
- الجنس.
- الطبقة الاجتماعيّة.
- العرق.
- الدّين.
- الإعاقة .
تنوّع الهويّة
تنوّع الهويّة يعني اختلافها، والذي يختلف من شخص إلى آخر فلا يمكن حصر الشخص بهويّة واحدة، وهناك ثلاثة تصورات للتنوّع التي تشكّل الهويّة أو بالأحرى الهويّات وهي:
- التنوّع الديموغرافي: يرتبط التنوّع الديموغرافي بالخصائص التي تميّز الشخص منذ ولادته وحتى بقيّة حياته، والتي تعتبر هويّته الأصلية.
- التنوّع التجريبي: يرتبط التنوّع التجريبي بحياة الإنسان وما يصنع فيها من تجارب، والتي تحدّد له حياته العاطفيّة، والذي من خلاله يشارك ما يحب ويكره، والذي يؤدي إلى بناء مجتمعات عاطفيّة.
- التنوّع المعرفي: يرتبط التنوّع المعرفي بإصرار الشخص للبحث عن عقول أخرى لاستكمال تفكيره أو طموحه، لذلك يمكن تسميته أيضاً بهويّة الطموح.
الهويّة والتفاعل الاجتماعي
إنّ معنى الهويّة مبني على مضامين تاريخيّة واجتماعيّة، والذي بدوره يقوم بمساعدة الناس للتعرّف على هويّتهم وكذلك على هويّة الآخرين من خلال التواصل مع العائلة، والأقران، والمؤسسات، والمنظمات، ووسائل الإعلام وغيرها من وسائل التواصل في حياتنا اليوميّة، أما الهويّة الاجتماعيّة الثقافيّة فإنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقضايا السلطة وأنظمة القيم والأيدولوجيّات.
الهويّة ووسائل الإعلام
تلعب وسائل الإعلام دوراً رئيسيّاً في نقل الأفكار والقيّم ومنحها الوزن والقوّة، حيث تستخدم الصوّر، والكلمات، والشخصيّات، بالإضافة إلى التمثيلات الإعلانيّة، كما تعتبر موقعاً للتغيير والذي من شأنه يعمل على نقل الأيديولوجيّات والمعايير، أي يعكس ما يحدث تماماً في المجتمع، أما علاقته بالهويّة فإن جميع أعضاء وسائل الإعلام من كتّاب السيناريو والمخرجين ووكلاء الشركات ومصمّمي الأزياء والملابس يتّخذون جميع الخيارات التي تساعد الجمهور على فهم الهويّة الشخصيّة وما يهتمون به، بحيث يتحكّمون من وراء الكواليس بالمكياج والشعر والطريقة التي تتحدّث فيها الشخصيّات، وكيف يتحرّكون لإيصال الهدف من قصّتهم باختصار، وعندما يتم إنشاء الهويّات في وسائل الإعلام فإن كل فرد يعتمد لفهم التمثيلات الإعلاميّة على الجوانب المختلفة للهويّة الخاصّة به، وذلك لخلق هويّته الخاصّة والحصول على فكرة أفضل، كما أنّ كل مثال على وسائل الإعلام والأسئلة المصاحبة لها يدفعنا للبحث بعمق والتفكير الناقد في طريقة خلق الإعلام للقيّم والمعاني والتوقّعات المرتبطة بهوياتنا.