ما معنى الغزوة
تعريف الغزوة
شهد التاريخ معارك عدة لنشر الدين الإسلامي وإعلاء كلمة الله تعالى، وقد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم للقاء العدو في معارك عدة تُعرف باسم الغزوات، وهذه الغزوات بدأت بعد تشريع القتال والإذن به من عند الله تعالى؛ لإظهار قوة المسلمين أمام القبائل المحيطة بهم وزرع الخوف في صدورهم، والغزوة لغة مشتقة من غزا، يغزو، غَزوة، فهو غازٍ والجمع غُزاة، وهي القصد والطلب، ومهاجمة العدو في داره، وهي اسم مرة من غزا، وجمعها غزوات، واصطلاحاً هي كل قتال خرج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم للقاء العدو، سواء حدث فيه قتال أم لم يحدث.
عدد الغزوات التي غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم
غزا الرسول صلى الله عليه وسلم غزوات عدة بلغ عددها سبعاً وعشرين وقيل تسعاً وعشرين غزوة، وقد قاتل الرسول صلى الله عليه وسلم في تسع غزوات منها فقط، وهذه الغزوات هي: بدر، وأحد، والمريسع (بني المصطلق)، والخندق، وبني قريظة، وخيبر، وفتح مكّة، وحُنين، والطائف، أمّا الغزوات الباقية فلم يقاتل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم.
لم يقتل عليه الصلاة والسلام في غزواته جميعها إلّا رجلاً واحداً في غزوة أحد وهو أُبَي بن خلف، وهي الغزوة ذاتها التي جُرح فيها عليه الصلاة والسلام، واستمرت الغزوات مدة ثماني سنوات؛ وذلك في الفترة الممتدة بين السنة الثانية وحتى التاسعة للهجرة، وقد وقع أكبر عدد منهات في السنة الثانية للهجرة؛ حيث بلغ عدد الغزوات التي حدثت فيها ثماني غزوات.
وقعت غزوة ودان وهي أولى الغزوات في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة، وقد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم فيها في سبعين رجلاً من المسلمين؛ لاعتراض عير لقريش، حتى بلغ ودان وهي قرية بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولم يجد العير فيها، ولم يحدث في هذه الغزوة قتال، وآخر غزوة غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم هي غزوة تبوك، التي وقعت في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة، وكان عدد المسلمين فيها ثلاثين ألف رجل، وقد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم فيها للقاء هرقل عظيم الروم، ولم يحدث في هذه الغزوة قتال أيضاً.
الفرق بين الغزوة والسرية
كل قتال خرج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه يُعرف باسم الغزوة، أمّا السرية فهي كل قتال أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم أحداً من أصحابه إليه، ولم يحضره، ولم يخرج إليه بنفسه، وقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم عدداً كبيراً من السرايا تراوح عددها بين 40-60 سرية، وأول سرية بعثها الرسول صلى الله عليه وسلم كانت سرية حمزة بن عبد المطلب، التي أرسلها إلى سيف البحر في شهر رمضان من السنة الأولى للهجرة، وآخر سرية كانت سرية أسامة بن زيد في صفر من السنة الحادية عشر للهجرة.