ما مزايا وعيوب الزراعة المائية
مزايا الزراعة المائيّة
نوضح فيما يأتي مزايا الزراعة المائيّة:
مصدر غذائيّ للنّاس والكائنات البحريّة
يعتقد القائمون على تطوير عمليّة الزراعة المائيّة بأنّها حل فعّال لتلبية الطلب المتزايد على الأنواع المختلفة من الأسماك البحريّة ، فمن خلال تربية الكائنات البحريّة سيتم ضمان الكميّة التي يحتاجها المستهلكون.
بالإضافة إلى الكميّات التي تحتاجها المؤسسات الغذائيّة والمطاعم القائمة على المأكولات البحريّة: كالجمبري، والمحار، والسلمون، والأنواع الأخرى، كما تتم تربية بعض أنواع الأسماك بهدف تغذيّة الأنواع السمكية آكلة اللحوم.
مصدر للدخل
يعتقد مناصرو الزراعة المائيّة أنّ ممارسة هذه العمليّة تساعد على توفير عمل للصيادين وفتح فرص عمل للأشخاص الآخرين، وغالباً ما يستخدم منتجو الأسماك الخزّانات والأقفاص الموضوعة داخل المحيطات لتهذيب الأسماك.
بالإضافة إلى قيام بعض منتجي الأسماك بتهيئة الأوضاع ل تكاثر الأسماك في الأحواض والأقفاص، وبما أنّ هذه العمليّة تحتاج لقوّة الرجال فإنّها تزيد فرص العمل، كما أنّها توفّر دخلاً للمنتجين نظراً للطلب المتزايد على المأكولات البحريّة داخل البلاد وخارجها.
المرونة
يعتقد مؤيدو الزراعة المائيّة بأنّ المزارع يمكن أن تُبنى بأي مكان تتوافر فيه المياه، كما يمكن بناء الخزانات الخاصّة بالملاحة البحريّة على الأراضي البحريّة أو وضعها في صفوف في المياه العذبة، بالإضافة إلى إمكانيّة بناء الخزانات والأقفاص في البحيرات، والأنهار، والبرك الاصطناعيّة.
المساهمة في حل مشاكل المخلّفات
يعتقد مناصرو الزراعة المائيّة بأنّها تقدّم مساعدة كبيرة في تقليل، وإعادة استخدام، وإعادة تدوير مخلّفات المواد التي تعتبر مفيدة ل تربية الأسماك والبيئة.
الحد من الصيد الجائر
على مدى العقود الماضية، أصبح الصيد الجائر مشكلة كبيرة، وقد انخفضت أعداد الأسماك البرية بشكل كبير، ويجب علينا حماية تلك الأنواع حتى تتمكن من العودة إلى سابق عهدها، وتستعيد أعدادها الطبيعية، والمحافظة عليها من الانقراض.
ويتمثل أحد التدابير المهمة لحماية الثروة السمكية في إنتاج أعداد كبيرة من الأسماك عن طريق الزراعة المائية، حتى يتمكن الناس من استبدال الاستهلاك من الثروة السمكية البرية، إلى استهلاك الأسماك من المزارع المائية، وبذلك تكون تربية الأسماك أداة مناسبة للتخفيف من الصيد الجائر، وحماية مخزون السمك العالمي.
توفير فرص عمل
بما أن هناك العديد من الحرف اليدوية المتعلقة بصيد السمك، فإن الزراعة المائية ستوفر العديد من فرص العمل للسكان المحليين، في المناطق التي ترتفع فيها نسبة البطالة، قد يتمكن العديد من الناس من تحسين وضعهم المالي من خلال العمل في الاستزراع المائي، و لذلك نجد أن انتشار الزراعة المائية ستساهم في خفض مستويات البطالة في العالم.
تقليل أسعار السمك
يمكن أن تسهم الزراعة المائية في تقليل أسعار السمك بشكل ملحوظ، من خلال زيادة المعروض في السوق من جهة، واستقرار الطلب من جهة أخرى، الأمر الذي سيعود بالفائدة على سكان تلك المناطق، والذي سيمكنهم من استهلاك المزيد من الأسماك .
عيوب الزراعة المائيّة
نوضح فيما يأتي عيوب الزراعة المائيّة:
انتشار الأنواع العدائيّة
يعتقد منتقدو عمليّة الزراعة المائيّة بأنّه على الرغم من الإيجابيات الكثيرة التي تقدّمها في زراعة الأسماك للاستهلاك البشري ورفع عدد الأسماك إلّا أنّها تساهم أيضًا في زيادة عدد الأنواع العدائيّة.
الأمر الذي يُلحق الضرر بالأنواع البحريّة الأخرى عن طريق إزالة الإمدادات الغذائيّة للأسماك في البريّة، والتي يعتبر سمك الناطور إحداها حيث إنّه يهدد أنواع الأسماك التي تعيش في المياه العذبة بسبب تكاثره السريع، وتنافسه مع الأسماك الأخرى على الغذاء.
التأثير على النظم الإيكولوجيّة للسواحل
يعتقد معارضو الزراعة المائيّة بأنّ هذه العمليّة تساهم في زيادة النفايات بدلاً من إعادة تدويرها، ومن الأمثلة على ذلك زراعة سمك السلمون الذي يعيش في المياه القريبة من الساحل والذي ينتج عنه تلوّث الأجسام الساحلية.
وذلك بسبب التخلّص من نفايات السلمون في البيئة المائيّة، بالإضافة للنفايات التي تغرق في قاع البحار والتي قد تلحق الأذى بمنازل الكائنات البحرية التي تعيش هناك.
تلوّث المياه وتهديد الصحّة
يعتقد منتقدو الزراعة المائيّة أنّ هذه العمليّة تؤدّي إلى زيادة التلوّث، كما ينتج عنها أسماك ملوّثة، حيث إنّ المَزارع السمكيّة يمكن أن تُبنى بأي جزء من الماء، وبالتالي فإنّ فرص تلوّث المياه تكون أعلى؛ بسبب بقاء نفايات الأسماك في المياه والتي تستخدم أحيانًا في الشرب من قِبل النّاس الذين يسكنون في المجتمعات الفقيرة.
كما يمكن أن تدخل هذه النفايات في شبكات المياه، مما يؤدّي إلى تلويث مياه الشرب الخاصّة بالمنازل، بالإضافة إلى إمكانيّة تلوّث الأغذية السمكية، بسبب المبيدات، والآفات، والمواد الكيميائيّة الموجودة في الأعلاف، الأمر الذي قد يلحق الأذى أيضًا بالأشخاص الذين يشترون منتجات الأسماك الناتجة عن هذه العمليّة.
تهديد الأسماك البريّة
من عيوب عمليّة الزراعة المائيّة هو الحاجة لتقديم بعض الأسماك البريّة كغذاء لأسماك الاستزراع كسمك السلمون، حيث يقول معارضو هذه العمليّة إنّ الأمر يتطلّب كميات أكبر من الكميّة الموجودة من الأسماك البريّة لإطعام سمك السلمون المخصص للاستهلاك التجاري، مما يؤدّي إلى انخفاض أعداد الأسماك البريّة، الأمر الذي يهدد إمكانيّة استمرار الحياة البحريّة.
التأثير على البيئة
يشكك منتقدو الزراعة المائيّة في التغيّرات التي من الممكن أن تحدث على المواطن التي تُبنى الأقفاص والخزّانات للأسماك بها، حيث كان هناك مناطق معروفة في غابات قارّة آسيا كالصين، وفيتنام تمّ إزعاجها من أجل إفساح المجال للمزارع السمكيّة وأنواع أخرى من الصناعات.
وبسبب تدمير أشجار هذه الغابات لن يكون هناك أي احتياطات للتأثيرات الحاصلة بسبب الكوارث الطبيعيّة، كتدمير الممتلكات وحدوث خسائر في الأروح نتيجةً للأعاصير.
استخدام المضادات الحيوية
إن أحد عيوب الزراعة المائية هي استخدام تلك المزارع لكميات كبيرة من المضادات الحيوية، وذلك للحفاظ على صحة أسماكها، فغالبًا ما يتم تربية أعداد كبيرة من الأسماك في أماكن ضيقة، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار أي مرض بسرعة حتى لو أصاب سمكة واحدة فقط.
إن استخدام هذه المضادات يطرح قضايا خطيرة، ليس على سبيل الحفاظ على البيئة فقط، وإنما على صحة الإنسان أيضًا، فعلى سبيل المثال، إن تناول الأسماك المعالجة بالمضادات الحيوية، قد يعرض أجسامنا إلى تشكيل مقاومة للمضادات الحيوية.
الأمر الذي قد يؤدي بعد ذلك إلى عدم استجابة أجسامنا لتلك المضادات الحيوية في حال مرضنا، مما يعرضنا لمشاكل خطيرة قد تصل إلى الموت.
ومن الممكن أيضًا أن تتسرب هذه المضادات الحيوية إلى التربة والمياه المحيطة بها، وهذا قد يسمم الأراضي الزراعية، كما أنه يولد كميات كبيرة من النفايات السائلة.
استخدام هرمونات النمو
أظهرت الدراسات أن هرمونات النمو تستخدم في تربية الأسماك بشكل متكرر، وذلك من أجل تسريع نمو الأسماك، وزيادة أرباح المزارع السمكية، وغالبًا ما يدَعي معارضو الزراعة المائية أن استخدام هرمونات النمو سيكون ضارًا جدًا على صحة الإنسان، خاصة أن آثارها طويلة الأمد وليست معروفة بعد.
التعديل الجيني للأسماك
ومن الجوانب السلبية للزراعة المائية استخدام المزارع السمكية لأنواع السمك الخاضعة للتعديل الوراثي، الأمر الذي يضمن لهم إنتاجية أعلى، بمعدلات نمو سريعة، ومعدل أمراض أقل بكثير.
ولا ننسى أن موضوع الهندسة الوراثية في عمومه مثير للجدل بشكل كبير، كما يثير الكثير من المخاوف، ويضع علامات استفهام حوله، وهي إشارات أخلاقية وصحية على حد سواء.