ما قيل في الجمال
الجمال
بعض الناس ينظر إلى الجمال بأنّه الاهتمام بالوجه، والجسد، وبعضهم يرى الجمال في جمال الروح، وبعضهم بالعقل والعمل، وآخرون يرون الجمال بكل ما سبق معاً، إلّا أنّه من النادر أن ترى أحدهم قد جمع جميع معايير الجمال التي لا تكتفي بجمال المظهر فقط، وسنذكر فيما يأتي بعض مما قيل في الجمال.
مما قيل في الجمال
- الحكمة هي ملخص الماضي، والجمال هو وعد المستقبل.
- الأشياء الأكثر جمالاً في العالم لا يمكنك رؤيتها أو حتّى لمسها، يجب أن تشعر بها بقلبك.
- ليس هناك جميل ولا قبيح، وإنّما تفكير الإنسان هو الذي يصور الجمال والقبح للإنسان.
- نقيض الجمال ليس القبح، وإنّما الزيف.
- صوت الجمال همس يتكلم: إنّه لا يتسلل إلّا إلى الأرواح اليقظة.
- إنّ الجمال هو وجه الوطن في العالم، فلنحفظ جمالنا كي نحفظ كرامتنا.
- في حضرة الجمال يبدو العالم نقياً كما خلقه الله، لا زيف فيه ولا خطيئة.
- فإني رأيت الذي لا يفكر في معاني الجمال حين يمتنع ويبعد، لا يدرك كل معانيه حين يمكن ويدنو.
- في جمال النفس ترى الجمال ضرورة من ضرورات الخليقة، كأن الله أمر العالم ألّا يعبس للقلب المبتسم.
- الإنسان ينسج حياته على غير علم منه، وفقاً لقوانين الجمال حتى في لحظات اليأس الأكثر قتامة.
- الجمال سلاح نافع حقاً في يد الفقير.
- من يعشق الجمال تمتلئ روحه حناناً على البشر.
كلمات في جمال الروح
- جاذبية الرّوح لا تُشترى، هي منحة الله لمن يستحقها.
- لا ينطفئ بريق الرّوح إلّا إذا انطفأ نور النّقاء من قلب صاحبه.
- لا يوجد ثراء أعظم من عزّة النّفس، ولا يوجد جمال يفوق فتنة الروح.
- الجميلون روحاً جاذبيتهم طاغية، وإطلالتهم فاتنة، لا يفعلون أشياء كثيرة، ولكنّهم يربكون القلوب بدرجة كبيرة.
- الجميلون قلباً يعشقون الفرح بكل أبجدياته، يتناغمون مع إيقاعات البهجة في كل حالاتهم، لأنّهم يدركون أنّ القوة تكمن في السعادة.
- الجميلون لا يدهشهم رونق الأشياء من الخارج فقط، بل قلوبهم شغوفة بإدراك ذلك الجمال الكامن في كُنة الأشياء، ومعانيها الجوهرية.
- الجميلون روحاً هم لُطف ساقه الله إلينا، يبعثون الأمان للنفوس، والبهجة للقلوب، هم ضياء للرّوح.
- قمة الإبداع أن تتقن فن الإنصات لصوت روحك، هو يُخبرك بكلّ شيء، إنّها نافذة الكون في داخلك، ولكنّك لا تدري.
- السكون معزوفة رائعة تهدأ مع ترانيمها الرّوح، وتغادر مع إيقاعاتها الأفكار، وتبدأ أنت في استشعار السلام وتجليات الجمال.
- القوة هي الوجه الآخر لجمال روحك الحقيقي، القوة هي مقياس صبرك وحكمتك، القوة أن تتزهّر وأنت في قلب الشدة.
- تُزهر الروح عندما تكون وجهتها السماء، ويبتهج القلب عندما تسري فيه تجليات الدعاء، فكن منصتاً للنداء.
شعر عن الجمال
قصيدة جمال بلادي
تعود القصيدة للشاعرة باكزه أمين خاكي، شاعرة عراقية ولدت في بغداد، وتصف لنا في قصيدتها جمال بلادها وتشببها بالخيال، فلا شك عندها أنّ جمال كوردستان لا يضاهيه أيّ جمال، فعشقت الجبل الأشم بصموده، وكبريائه، وتقول في قصيدتها:
عشقتُ السهولَ .... عشقتُ الجبالْ
فلينُ السهـول .... أحبُ الخصالْ
وبـأسُ الجبـال.... بعيـدُ المنال
صمـودُ وليـنُ .... عديمُ المثـالْ
جمال بلادي يحاكى الخيال
سفوحُ الجبال ِ .... عرين الكُمـاة
وتلك البراري .... بيوتُ الأبـاة
بهذا النعيـمِ .... وتلـكَ الحيـاة
على لحن ناي ٍ .... يغـنى الرعـاة
جمال بلادي يحاكى الخيال
ودجلةُ تروى .... جمالَ الوجـود
وموج الميـاه .... سطورُ الخلـود
بتلك البراري .... بتلك النجـود
تغنت طيـورٌ .... وزارت أسـود
جمال بلادي يحاكى الخيال
وفجـرٌ يشع .... بلـون اللهـب
فيكسو الرياض .... بلـون الذهـب
فتصحو العذارى .... تلـم الحطـب
وسـربٌ يغنى .... ويجـنى الحلـب
جمال بلادي يحاكى الخيال
وبعـد العنـاءِ .... شـموعُ تزول
فيرمى الصحاب .... عنـاءَ الحقول
فهـذا ينـامُ .... وهـذا يجـول
بقلـب مُعنى .... وطرفٍ يقـول
جمال بلادي يحاكى الخيال
وليـل محلـى .... بثـوبِ السـلام
وبـدرٌ يطـل .... وراء الغمــام
فتصحو السماءُ .... ويحلـو المقــام
بهـذا الهـدوء .... يغـنى الحمــام
جمال بلادي يحاكى الخيال
قصيدة كل وقت جمال وجهك بادي
تعود القصيدة للشاعر عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي، شاعر سوري، وعالم بالدين، والأدب، ورحالة مكثر من التصنيف، ويروي في قصيدته بأن جمال الوجه، والمنظر قد خطف قلبه، وجعله قد وقع في العشق ، ويصف حاله بعد ذلك ويقول:
كل وقت جمال وجهك بادي
- يتجلى في مهجتي وفؤادي
ولقد دلني عليك محيا
- لك قام الجمال فيه ينادي
وبجسمي أودى السقام وقلبي
- زال الصبر زاد الإيقاد
وعيوني مدى الدجى شاخصات
- آه من فرط دمعها والسهاد
وشج بين صبوة وغرام واشتياق وحرقة وارتعاد
- واجتناب وقسوة وجفاء وصدود ونفرة وبعاد
ورقيب ولائم وعذول
- وبغيض وكاشح ومعادي
كيف يهنا بل كيف يبقى وهذا
- حاله وهو مؤذن بالنفاد
يا هلا طلعت بالنفس مني
- فتحققت كثرتي واتحادي
شهدت نورك القلوب فولت
- ظلمة الكون من عيون البعاد
نظري للسوى إليك ولكن
- دق عن فكرتي لفقد رشادي
ثم لما أردت مني تدنو
- كنت أنت الحشى وسر الفؤاد
وتلطف بي فشاهدت مرئى
- مقتضى ذاك أنت بالمرصاد
قصيدة تلقيت من روح الجمال رسالة
تعود القصيدة للشاعر والأديب، والصحفي، والأكاديمي العربي المصري، زكي مبارك، يصف الجمال في قصيدته الجمال بأنه رسالة قد تسللت كلماتها إلى قلبه، وأصابته بروح جمالها، فأصبح فؤاده بحال غير الذي كان.
تلقيتُ من روح الجمال رسالةً
- أضلت فؤاداً بالجمال يضلّل
تلقيتها والليل يطغى ظلامهُ
- فكان بها الصبح المنور يقبل
تناولت عطفيها بخمسين قبلةً
- وخطّك كالخال الجميل يقبّل
أخطّك هذا أم تصاوير جنّةٍ
- تقول بما يهدى الضلال وتفعل
أناظرهُ روحا لروح كأنني
- أراك ومن لألاء وجهك أنهَل
أتدعو أتدعو للزيارة عاشقاً
- يجنّ كما شاء الغرام ويعقل
سأركب متن البرق فوراً سنلقى
- دقائق تحدوني إلأيك وتنقل
يقول الخطاب العذب إني أحبكم
- فإن كان حقا ما تقولون فاعدلوا
لقد وضح العنوان عنوان داركم
- أفى شارع الكرنيش يا روح تنزل
أفي شارع الكرنيش أنت وللهوى
- وللسحر بالكرنيش مأوى وموئل
خلعت على الكرنيش دهرا صبابتي
- وكرنيش مرسليا اضل وأجهل
بكرنيش مرسليا بدأت وعنده
- تركت هوى يبقى فلا يتحوّل
أكرنيش مرليا سلامٌ ولوعةٌ
- وشوقٌ إلى أيامك البيض يرسل
أعندك يا مارسيل سحر أديره
- لروحي إذا ما عدت بالجهل أنبلُ
تبدلت الدنيا تبدّل أهلها
- وأظهرُ آيات الحياة التبدل
فأين أحبائي بمرسيل أين هم
- وأين زمانٌ بالصفاء مؤهّل
خواطر مبعثرة عن الجمال
الخاطرة الأولى:
طاغية الجمال أنتِ سيدتي، ألا تعلمين، وسهماً من سهام إبليس اللعين، وأنتِ فتنة تمشي على قدمين، وخطر محدق بالرجال أيان سرتي، شمالاً أو يمين، قولي بربكَ، ألا تعلمين؟
الخاطرة الثانية:
جمالك فاق حد الجمال، أيا خيالاً في خيال، يا شبيهاً للغزال، أنتِ شيء لا يقال، واحة أنتِ .. بين الرمال، قمر أنتِ بعيد المنال، فأنتِ المحال، أنتِ المحال.
الخاطرة الثالثة:
جـمال الـروح ذاك هو الجمالُ، تـطيب بـه الـشمال والخِلالُ، ولا تُـغني إذا حـسنت وجـوه، وفـي الأجـساد أرواح ثـقال، ولا الأخـلاق لـيس لها جذور، مـن الإيـمان تـوّجها الكمال.
الخاطرة الرابعة:
ليس الجمال بأثواب تزيننا إنّ الجمال جمال العلم، والأدب، الجمال يدوخ أحياناً، ولكن البؤس يصرع صاحبه، ولو استطعنا أن نرى الجمال حتى وراء ستائر القبح لصارت الحياة شيئاً محتملاً، وربما يبعث الضياع صورة الجمال القديم الذي كانت العين غافلة عنه، والأصل قائم.