ما عاصمة المغرب
المغرب
تُعرف المغرب (بالإنجليزيّة: Morocco) رسميّاً باسم المملكة المغربيّة، وهي دولة تقع في قارّة أفريقيا بالقرب من أوروبا ، تبعد المغرب حوالي 20 ميلاً عن مضيق جبل طارق ، وتتميّز المدن المغربيّة بأنّها خليط بين المدن الحديثة والتقليديّة التي تَظهر في المعالم الحضاريّة المُنتشرة في أرض المغرب؛ إذ تحتوي على العديد من الطُرقات والأسواق الشعبيّة التاريخيّة القديمة التي تُشكّل جزءاً من تاريخها الحضاري، وخصوصاً لتقديمها مجموعةً من الحِرف اليدويّة ، والمنسوجات، والمجوهرات وغيرها من المُنتجات الشعبيّة الأخرى، وأنواع الطّعام المُختلفة حيث يتمُّ إعدادها على الطّريقة المغربيّة الأصيلة، والتي تُشكّل جزءاً مُهمّاً من حضارة المغرب.
عاصمة المغرب
تعدُّ مدينة الرّباط عاصمة المغرب ، وتقع في الجهة الغربيّة من ساحل المُحيط الأطلسيّ ، وكان في موقع الرّباط قديماً أول مُستوطنة للرّومان على أرض المغرب، ثم جاء الأمازيغ وأسّسوا المعالم الحضاريّة الأولى لها، ولكن يُعتبر القرن الثاني عشر للميلاد هو العصر الذي تأسّست فيه مدينة الرّباط فعليّاً، وكانت تابعة للحُكم الإسلاميّ؛ إذ حكمها المُوحِّدون الذين شيّدوا على أرضها العديد من المعالم المُميّزة، والتي شملت على القصور، والمباني، والأسواق، ممّا أدّى إلى تطوّرها بشكل سريع.
في عام 1609م أصبحت الرّباط مُجتمعاً مُختلِطاً بين السُكّان الأصليين والمُهاجرين العرب الأندلسيّين من إسبانيا ، وعند قدوم الاحتلال الفرنسيّ إلى المغرب أصبحت كامل المدينة تتبع للمُستعمرة الفرنسيّة، وظلّت هي وباقي المدن المغربيّة تابعةً لاحتلال فرنسا حتّى حصلت المغرب على استقلالها، وتمّ اختيار الرّباط لتصبح العاصمة الإداريّة.
التّاريخ
إنّ التّاريخ المغربيّ يحتوي على مجموعةٍ من الأحداث التاريخيّة المُهمّة؛ وخصوصاً في مرحلة الحُكم الإسلاميّ لها ، فتعاقب على حكمها العديد من الحُكّام الذين تمكّنوا من توحيد أراضيها، والمُحافظة على مجتمعها، والمُساهمة في تطوّرها، ولكن في القرن السّابع عشر للميلاد ظهرت الحروب الأهليّة على أرض المغرب ، ممّا دفع الإسبان إلى السّعي لاحتلال جزء منها، الأمر الذي أدّى إلى تقسيمها إلى أكثر من إمارة وولاية.
عند قيام حكم الدّولة العلويّة في المغرب تمكّنت من توحيد الأراضي المغربيّة، فتمّ تعيين الأمير محمد بن الشّريف حاكماً عليها، ويُعتَبر أول من وضع القواعد الأولى للمملكة المغربيّة، وتمكّن أثناء حكمه من السّيطرة على العديد من المناطق في المغرب، ومن بعده استعاد أخوه ما تبقّى من المدن، مثل مرّاكش ، وفاس ، ومن ثمّ حكم المغرب السّلطان محمد الذي اختار مدينة مرّاكش لتصبح عاصمةً للدّولة، واهتمّ ببناء القصور فيها، وتعزيز قوّة الجيش المغربيّ وخصوصاً القوّات البحريّة.
بعد احتلال فرنسا للجزائر ومُساندة المغرب للجزائريّين ضدّ الاحتلال الفرنسي، قامت القوّات الفرنسيّة في عام 1844م بمُهاجمة الموانئ البحريّة للمغرب، ولكن تمّ توقيع مُعاهدة طنجة مع فرنسا، ممّا أدّى إلى استعادة الموانئ المغربيّة. وفي عام 1860م تعرّضت مدينة تطوان للهجوم الإسبانيّ، فتدخلت بريطانيا مُقابل الحصول على امتيازات في المغرب، ومن ثم تبعتها العديد من الدّول الأوروبيّة الأخرى، وظهرت الثّورات داخل المغرب التي طالبت جميعها بإنهاء كافّة الامتيازات الخاصّة للدّول الأوروبيّة، إلا أنّه في مؤتمر مدريد في عام 1880م أعلنت تلك الدول عن عدم تخلّيها عن امتيازاتها.
في عام 1911م احتلّت القوّات الفرنسيّة والإسبانيّة المُشتركة الكثير من المدن والمناطق المغربيّة، وفي عام 1912م أعلنت فرنسا احتلالها رسميّاً للمغرب ، وظهرت الثّورات في مُختلف المناطق المغربيّة التي طالبتْ بانسحاب القوّات الفرنسيّة، واستعادة المغرب لاستقلاله، وبعد العديد من الاحتجاجات التي شملت كافّة الأراضي المغربيّة اعترفت فرنسا باستقلال المغرب، وقيام النّظام الملكيّ على أرضه في 2 آذار (مارس) عام 1956م.
التّضاريس الجغرافيّة
تصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة للمغرب إلى 710,850 كم²، وتحدّها من الجهتين الجنوبيّة والشرقيّة الجزائر ، أمّا من جهة الجنوب موريتانيا ، ويحدّها من الشّمال البحر المُتوسّط ، أمّا من الجهة الغربيّة فيحدّها المُحيط الأطلسيّ. تُقسم التّضاريس الجغرافيّة في المغرب إلى مجموعة من الأقاليم، وهي:
- الأراضي الساحليّة المُنخفضة: هي المناطق التي تقع على امتداد سواحل كلٍّ من المُحيط الأطلسي والبحر الأبيض المُتوسّط ، وترتفع هذه الأراضي لتُشكّل هضبةً تتّصل مع مناطق الجبال، أمّا الأراضي المُنخفضة فتحصل على الماء الذي يُساعد على ريّ المزروعات من خلال الأنهار التي تمرّ فيها؛ لذلك يُعتبر هذا الإقليم من أكثر الأقاليم المُنتِجة للزّراعة في المغرب.
- سلسلة جبال أطلس : وتُقسم إلى قسمين، وهما:
- الجبال الساحليّة: وهي التي تقع بالقرب من البحر الأبيض المُتوسّط، ويُطلَق عليها اسم جبال أطلس الساحليّة، كما تُعرف باسم الرّيف.
- الجبال الداخليّة: وهي التي تقع في المناطق الداخليّة، ويطلق عليها مُسمّى جبال أطلس الداخليّة، كما تُعرَف باسم جبال أطلس.
- الصّحراء: هي المناطق الجافّة التي تقع في الجهتين الشرقيّة والجنوبيّة من جبال أطلس، وتُغطّي أغلب أراضيها الرّمال والحصى وفتات الصّخور.
- السّهول: هي المناطق المُنبسطة التي تُشكّل بعض المُرتفعات، وتتميّز بجودة تُربتها. من أشهر هذه السّهول سهول مِكناس، وسهول مرّاكش، وسهول فاس، ويفصلها عن بعضها بعضاً مجموعة من المُستنقعات والمناطق الجغرافيّة الأخرى.
- الأنهار: هي من أكثر أشكال التّضاريس الجغرافيّة التي تتميّز بها المغرب ، إذ تنتشر فيها العديد من شبكات الأنهار التي تُعدُّ من الرّوافد المائيّة التي ترتبط مع البحر المُتوسّط والمُحيط الأطلسيّ، وتنبع أغلبها من مناطق جبال أطلس.
التّركيبة السُكانيّة
يصل العدد التقديريّ لسُكّان المغرب إلى ما يُقارب 33,655,786 مليون نسمة، ويُشكّل العرب والبربر النّسبة الأكبر من سُكّان المغرب بحوالي 99%، مع وجود مجموعاتٍ من الأقليّات التي تعيش على الأراضي المغربيّة. تُعدُّ اللّغة العربيّة هي اللّغة الرسميّة للمغرب، مع استخدام السُكّان البربر للغة البربريّة بصفتها اللّغة المُرتبطة بتراثهم وثقافتهم، كما تُستخدَم اللّغة الفرنسيّة بصفتها لغةٍ ثانويّةٍ؛ وخصوصاً في قطاعات الأعمال والمجالات الدبلوماسيّة.