ما صحة دعاء ليلة عرفة المستحب؟
صحة دعاء ليلة عرفة المستحب
ورد في الحديث أنّ النبيّ قال: (خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيونَ مِن قبلي: لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ)، وهذا الحديث ضعّفه عددٌ من المحدّثين، وتجدر الإشارة إلى أنّ الوارد في الحديث هو ذكرٌ وثناء أكثر من كونه دعاء، وإنّما سُمّي بالدعاء كون الثناء على الله أفضل ما يُفتتح به الدعاء، ويجدر بالذكر أنّ هذا الحديث يعدّ في حكم المحدّثين مرسلاً .
وقد أخرج هذا الحديث الإمام مالك عن التابعي طلحة بن عبيد الله، وقال البيهقي إن هذا الحديث رواه الإمام مالك مسندا -أي مرفوعا إلى النبي- لكنّ إسناده ضعيف، والحديث المرسل هو الذي سقط من آخر إسناده ما بعد التابعي؛ بأن يقول التابعي مباشرة: قال الرسول، والحديث المرسل يعتبر ضعيفاً عند المحدّثين. ويجدر بالذّكر أنّ هذا الحديث حسّنه الألباني في "صحيح الجامع: (1102)".
فضل الدعاء يوم عرفة
إنّ فضل دعاء "لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ" عظيم، فلا شكّ أنّ كلمة التوحيد هي أساس الإسلام، وكلمة التقوى، وهي الأساس التي يُبنى عليها جميع الأعمال، وبها بُعث الأنبياء والرسل، وأُنزلت الكُتب، قال -تعالى-: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ)، وقد قال ابن عبد البر -رحمه الله-: "وفي الحديثِ دليلٌ على أنَّ دعاءَ يومِ عرفة مُجابٌ في الأغلب، وأنَّ أفضلَ الذكرِ لا إله إلا الله"، لِذا يحرص المسلمون الحاجّ منهم وغير الحاجّ على الدعاء في هذا اليوم، والتضرّع إلى الله، والافتقار إليه، وبثّ حوائجهم إليه -سبحانه-.
أدعية ليوم عرفة
يحرص المسلمون على الإكثار من الدعاء في هذا اليوم العظيم، وأعظم ما يدعو به المسلم هو ما أُثِر عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من الأدعية، وفيما يأتي مجموعة من الأدعية العامة المأثورة:
- (رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
- (اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).
- (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى).
- (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).
- (اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا علَى طَاعَتِكَ).
- (اللهمَّ إنَّي أعوذُ بك من شرِّ سمْعي، ومن شرِّ بصري، ومن شرِّ لساني، ومن شرِّ قلْبي، ومن شرِّ منيَّتي).
- (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي).
- (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).
- (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا).
فضل يوم عرفة
إنّ ليوم عرفة فضائل عظيمة جداً، فيما يأتي ذكر أهمّها:
- يوم عرفة فيه تُجاب الدعوات بإذن الله، سواءً للحاجّ أم لغير الحاجّ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ).
- صيام يوم عرفة يُكفّر سنتين؛ سنة ماضية وسنة لاحقة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ).
- يوم عرفة يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ).
- العمل الصالح فيه من أفضل الأعمال وأحبّها إلى الله، فهو من ضمن العشر الأوائل من ذي الحجّة الذين قال فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ).