ما سبب نزول سورة القدر
ما سبب نزول سورة القدر؟
ورد في سبب نزول ليلة القدر قول عن مجاهد "وهو حديث مرسل" مفاده أنّ رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله -تعالى- ألف سنة، فتعجّب المسلمون من ذلك العمل، فأنزل الله -تعالى- السورة الكريمة، فنزل القول بأنّ العبادة في ليلة القدر وفي ليلة واحدة مباركة خير من الألف شهر الذي لبس فيه الرجل السلاح في سبيل الله -تعالى-.
مكان نزول سورة القدر
تعتبر سورة القدر سورة مكيّة، فقد نزلت قبل الهجرة النبوية في مكة المكرّمة. قال -تعالى-: {إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
ترتيب نزول سورة القدر
نزلت سورة القدر بعد نزول سورة عبس، وقبل نزول سورة الشمس.
فضل سورة القدر
لم يرد في سورة القدر أحاديث نبوية صحيحة تنصّ على فضلها على وجه الخصوص، وما ورد ما هي إلّا أحاديث ضعيفة أوردها الفيروزآبادي في كتابه بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، ونوّه على ضعفها، ومنها: عن أُبىّ قال: "مَنْ قرأَها أُعطِىَ من الأَجر كمن صام رمضان، وأَحيا ليلة القدر"، بالإضافة إلى أنّ: "من قرأَها فى ليلة نادى منادِ: استأْنِفِ العمل فقد غفر الله لك"، وكذلك قول أنَّ: "من قرأَها فتح الله فى قبره بابين من الجنَّة، وله بكلّ آية قرأَها ثوابُ مَن صلَّى بين الرّكن والمقام أَلف ركعة". فهي روايات ضعيفة.
وفيما يأتي بعض الفوائد واللطائف في موضوعات سورة القدر:
- حديثها عن الليلة التي فيها الاتصال المطلق بين المسلمين والملأ الأعلى، وهي ذات الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم على قلب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلّم-.
- حديثها عن فضل ليلة القدر، فإنّ العبادة فيها تفضل عن العبادة في ليالٍ أخرى بألف شهر، والألف الشهر على سبيل التكثير وليس على سبيل تحديد المدّة الزمنيّة، وفيما ورد من أحاديث نبوية عن فضل العبادة فيها قول النبيّ: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
- حديثها عن نزول الملائكة إلى الأرض في ليلة القدر والروح -وهو جبريل عليه السلام-، فهذا الأمر يميّز ليلة القدر عن باقي الليالي.
ملخص المقال: ورد قول عن مجاهد في سبب نزول سورة القدر، وهي سورة مكّية، لم يرد في فضلها نصوص ثابتة في السّنة، وهي تتحدث عن ليلة القدر التي لها فضل عن باقي الليالي في السنة، فالعبادة فيها تفضل بألف شهر؛ لما لهذه الليلة من خصائص، كنزول القرآن الكريم على رسول الله فيها، إضافة إلى نزول الملائكة إلى الأرض في هذه الليلة، فيجتهد المسلم في هذه الليلة بالعبادة بسائر أشكالها.