ما سبب حرقة البول
حرقة البول
حرقة البول أثناء خروج البول من المثانة هو عَرَض يتمثّل بشعور اللّدغ واللّسع المتفاوت بالحدّة من المعتدل إلى الشّديد، وقد يستمرّ هذا الشّعور بعد الانتهاء من عمليّة التّبوّل لعدّة دقائق وأحياناً لعدّة ساعات، وعادةً ما تترافق حرقة البول مع أعراض أخرى؛ حيث يُعرَف الشّعور بالألم وعدم الرّاحة مع حرقة البول خلال عمليّة التّبوّل بعُسر التّبوّل (بالإنجليزيّة: Dysuria)، وهو شائع عند النّساء أكثر من الرّجال، وبين الرّجال هو شائع أكثر عند كبار العمر.
أسباب حرقة البول
- التهابات المسالك البوليّة: من الأسباب الرّئيسيّة لحرقة البول ويمكن أن تصيب الالتهابات أي جزء من المسالك البوليّة ؛ سواء الكلية أو الحالب (الأنبوب الّذي ينقل البول من الكلى إلى المثانة)، أو المثانة، أو الإحليل (الأنبوب الّذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم)، وغالباً ما يكون السّبب وراء التهابات المسالك البوليّة هو البكتيريا.
- التهاب المثانة (بالإنجليزيّة: Cystitis): هو مرض شائع بكثرة بين النّساء الّتي تتراوح أعمارهنّ ما بين العشرين والخمسين عاماً، وغالباً ما يحدث نتيجة دخول البكتيريا من الإحليل خلال الجِماع، أو نتيجة المسح بمناديل الحمّام من الخلف إلى الأمام عند النّساء، أو نتيجة تضخّم البروستات عند كبار العمر من الرّجال.
- التهاب الكلية (بالإنجليزيّة: Pyelonephritis): ويحدث نتيجة وصول البكتيريا إلى الكلية عادةً عن طريق التهاب المثانة، وهو شائعٌ أكثر عند النّساء، والحوامل، والمصابين بالسّكّري، والمصابين بحصوات الكلى المُتكرّرة، ومن يُعاني من تضخّم البروستات من الرّجال، بالإضافة لمن يُعاني خللاً في وظائف المثانة.
- التهاب الإحليل (بالإنجليزيّة: Urethritis): غالباً ما يحدث بسبب الأمراض المنقولة جنسيّاً مثل: الكلاميديا (بالإنجليزيّة: Chlamydia) والسّيلان (بالإنجليزيّة: Gonorrhea)، وقد يحدث نتيجة التّهيّج الكيميائي من المطهّرات وبعض المبيدات المنويّة أو التّهيج من أنبوب القسطرة البوليّة.
- التهابات المهبل؛ قد يكون السّبب في التهاب المهبل بكتيريّ؛ نتيجةً لحدوث تغييرات في البكتيريا الموجودة بشكلٍ طبيعيّ في المهبل، أو قد يكون السّبب فطريّات المهبل (بالإنجليزيّة: Candidiasis)، أو بسّبب داء المشَعَّرات (بالإنجليزيّة: Trichomoniasis)؛ وهو مرضٌ يُنقل جنسيّاً، يسبّبه كائن حي وحيد الخليّة يُسمّى المشعَّرة المهبليّة (بالإنجليزيّة: Trichomonas Vaginalis).
- الأمراض المنقولة جنسيّاً؛ مثل الكلاميديا والسّيلان والهربس التّناسلي (بالإنجليزيّة:Genital Herpes).
- التّهيُّج من مُنتجات النّظافة النّسائيّة غير الضّروريّة: يحدث نتيجة استخدام منتجات التّنظيف لمنطقة المهبل والّتي من شأنها أن تُغيّر من درجة الحموضة الطّبيعيّة للمهبل؛ حيث تُعتبر منطقة المهبل ذاتيّة التّنظيف ولا داعي لاستخدام الدوش المهبلي أو الغسول النّسائي لتنظيفها؛ وذلك لأن بشرة المنطقة حسّاسة جداً وممكن أن تتهيّج من ملامسة بعض المواد الكيميائيّة.
- تواجد الحصى في المسالك البوليّة مثل تواجدها في الكلية .
- حدوث تهيّج في منطقة الإحليل نتيجة ممارسة النّشاطات الجنسيّة.
- وجود تضيّق في الإحليل : ويحدث نتيجة التهاب الأنسجة أو وجود أثر لجروح في النّسيج، وبذلك يصعُب مرور البول ؛ مما يؤدّي إلى تهيّج المنطقة وحرقة في البول ، وتحدث هذه المشكلة في الغالب عند الرّجال.
- محتوى البول؛ يُمكن أن تحدث حرقة البول نتيجة تناول الطّعام الحِمضيّ أو كثير التّوابل أو شرب الكفايين أو الكحول.
- التهاب المهبل الضّموري: عَرَض يظهر بعد انقطاع الطّمث عند النّساء نتيجة تغيّر في مستوى الهرمونات يؤدّي إلى ترقّق وضُعف منطقة الفرج والمهبل، وبهذا قد يحدث التّهيج والحرقة أحياناً.
- وجود ورم خبيث في المسالك البوليّة.
- وجود مشاكل في البروستات؛ سواء كان تضخّم في البروستات أو التهاب غدّة البروستات أو سرطان البروستات.
- عَرَض جانبي لبعض أنواع الأدوية والمُكمّلات الغذائيّة.
- وجود خدوش وجروح في المهبل ؛ ذلك نتيجة الولادة أو ممارسة النّشاطات الجنسيّة العنيفة، وبالتّالي يحدث الشّعور بالألم والحرق عند ملامسة البول لهذه الخدوش.
الأعراض المرافقة لحرقة البول
هناك العديد من الأعراض الّتي من الممكن أن تترافق مع حدوث حرقة البول وتختلف بناءً على المُسبّب لحرقة البول:
- وجود دم في البول (بالإنجليزيّة: Hematuria).
- حدوث تغيّر في لون البول .
- تعكّر البول.
- احتباس البول وصعوبة التبوّل.
- بول ذو رائحة كريهة.
- تبوّل متكرّر مع خروج كميّات قليلة من البول في المرّة الواحدة.
- التبوّل المؤلم.
- الحاجة الملحّة للتبوّل.
- تدمّي المني (بالإنجليزيّة: Hematospermia): وهو وجود الدّم مع السائل المنوي عند الرّجال.
- الزّحير المثاني (بالإنجليزيّة:Vesical Tenesmus) وهو الشّعور بتفريغ غير مكتمل للمثانة.
- سلس البول (بالإنجليزيّة: Urinary Incontinance) وهو خروج البول اللإرادي.
- ارتفاع في الحرارة.
- الشّعور بالغثيان وأحياناً التقيُّء.
- الألم خلال الجماع.
- الألم في منطقة الحوض وأسفل البطن.
تشخيص الحالة المرضيّة
الكثير من الأشخاص يعانون بصورة عرضيّة من عدم الارتياح عند بداية التبوّل وغالباً لا يكون هناك حاجة للعلاج، ولكن إذا استمرّت المشكلة لمدّة طويلة أو كانت شديدة فيجب الذّهاب للطّبيب لعلاج المشكلة.
يحتاج الطّبيب لمعرفة التّاريخ المرضيّ والأعراض الّتي يشعر بها المريض من حيث التّغيّرات في تدفّق البول وطبيعة البول الخارج والأعراض المصاحبة لحرقة وألم البول، وأيضاً يقوم الطّبيب بالفحص السّريري لملاحظة وجود ألم عند ملامسة الكلى ويقوم أيضاً بفحص الأعضاء التّناسليّة، وغالباً ما يحتاج الطّبيب لفحوصات مختبريّة للبول وأحياناً للدمّ أو لمسحة تُؤخذ من المنطقة المُصابة وذلك للتأكد من وجود التهاب معيّن أو معرفة نوع البكتيريا المسبّبة له.
طرق الوقاية من الإصابة بحرقة البول
بعض النّقاط المهمّة لتفادي الشّعور بحرقة البول:
- شرب كميّات كبيرة من الماء يوميّاً بحيث تتدفّق المياه وتُنظّف المسالك البوليّة .
- يجب على النّساء المسح من الأمام للخلف بعد إخراج البراز.
- يجب على النّساء التّبول بعد الجماع لطرد البكتيريا بعيداً عن الإحليل.
- يجب على النّساء المحافظة على المنطقة التّناسليّة نظيفة وجافّة، مع تجنُّب استخدام الصّابون والدوش المهبلي وتغيير الفوط الصّحيّة باستمرار.
- التّبوّل عند الحاجة؛ لأنّ حبس البول ممكن أن يُساعد في تكاثر البكتيريا.
- يُمكن استخدام الواقيات الذّكريّة لتجنب الأمراض المنقولة جنسيّاً.
علاج حرقة البول
يعتمد علاج حرقة البول على السّبب وراء المشكلة، فمثلاً يتمّ علاج الالتهابات البكتيريّة في المثانة أو الكلى أو الحالب أو المهبل عن طريق المضادّات الحيويّة الفمويّة، أما في حالة التهاب الكلى الشّديد ممكن أن تُؤخذ المضادات الحيويّة بالوريد، بينما يتمّ علاج الالتهابات الفطريّة للمهبل عن طريق مضادّات الفطريّات الفمويّة أو المهبليّة، بالإضافة إلى ذلك يمكن لشراب التّوت البرّي أن يُساعد في علاج الأعراض البسيطة الناتجة عن التهابات المسالك البوليّة.