ما حكم من يصوم ولا يصلي
أهمية أداء أركان الإسلام جميعها
فرض الله سبحانه وتعالى على عباده أداء خمس صلوات في اليوم والليلة، وذلك مأخوذ من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم والذي أورده البخاري في صحيحه من رواية نافع مولى عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، والصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت)، لذلك ينبغي على المسلم أداء أركان الإسلام كما جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم إيماناً وتسليماً، وعدم إغفال أيّ فريضةٍ منها، فالإسلام في مجمله كالبنيان الذي له أركان يقوم عليها، وأركانه العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده وألزمهم بالقيام بها، ومن ذلك أن أمر الله سبحانه وتعالى عباده بإقامة الصلاة والمحافظة عليها، والاهتمام بها، حيث قال في كتابه العزيز: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).
تعريف الصوم والصلاة
- الصيام في اللغة مصدر صام يصوم صوماً وصياماً، ويطلق على: الإمساك؛ يقال: صام النهار أيّ؛ وقف سير الشمس، قال الله سبحانه وتعالى (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا) أيّ: صمتاً؛ لأنّه إمساك عن الكلام، وقال الشاعر النابغة الذبياني: (خَيْلٌ صِيامٌ وخَيْلٌ غَيْرُ صَائِمَةٍ، تَحْتَ العَجَاجِ وأُخْرَى تَعْلُكُ اللُّجُمَا)، أيّ؛ الخيل القائمة بلا اعتلاف، أو: الخيل الممسكة عن الصهيل.
- أمّا الصيام في الاصطلاح فيُعرّف بأنّه: تعبّد المسلم المكلّف، البالغ، العاقل، لله سبحانه وتعالى بالإمساك مع وجود النية؛ عن المأكل، والمشرب، وسائر المفطرات، وذلك من وقت طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، بشروط مخصوصة.
- الصلاة في اللغة: الدعاء؛ قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ).أيّ؛ ادع لهم.
- أمّا الصلاة في الاصطلاح: هي أقوال وأفعال مخصوصة، يؤديها المسلم تعبداً لله سبحانه وتعالى، مفتتحة بالتكبير، ومختتمة بالتسليم.
حكم من يصوم ولا يُصلّي
من ترك الصوم ؛ فإنّه لا يكفر في قول جماهير أهل العلم، وعليه فمن أدّى الصلاة وترك الصوم ، كان مقترفاً لكبيرةٍ عظيمة، ويعرض نفسه للعقاب الشديد، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الصائم التارك للصلاة لا يقال له: اترك الصوم ؛ وإنّما يُنصح ويوعظ.
حكم الصّلاة والصوم
- الصلاة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل غير معذور شرعاً؛ كالحائض والنفساء، والدليل على ذلك من القرآن الكريم قول الله سبحانه وتعالى: (وَما أمروا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)، أمّا من السنة النبوية فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : (بني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، والصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت)، وقد أجمعت الأمة على وجوب خمس صلوات في اليوم والليلة على كل مسلم بالغ عاقل باستثناء الحائض والنفساء.
- صيام شهر رمضان المبارك واجب على كل مسلم بالغ عاقل، قادر، مقيم غير مسافر، خالٍ من الموانع التي تمنع الصوم ، والدليل على ذلك من القرآن الكريم، قول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون)، أمّا من السنة النبوية فقول النبي صلى الله عليه وسلم سالف الذكر الذي يبين أركان الإسلام الخمسة، أمّا من الإجماع فقد أجمعت الأمة على وجوب وفرضية صيام شهر رمضان المبارك على المسلم البالغ العاقل القادر الخالي من موانع الصيام.