ما الفرق بين سمك المرجان والبربون؟
التصنيف والأسماء الشائعة
يُعدّ الآتي من أبرز الأسماء الشائعة لسمك المرجان وسمك البربون:
سمك المرجان
يُعرف باسم سمك المرجان أو السمك المرجاني، وهو أحد أنواع الأسماك البحرية المرجانية الصغيرة ذات القرون، ولونه الشائع هو اللون الأحمر، ويجدر بالذكر أنّ سمك المرجان ينتشر بكثرة في البحر الأبيض المتوسط، وسواحل الأطلسي الواقعة في أوروبا وأمريكا، كما تنتشر هذه الأسماك في المناطق الدافئة والاستوائية، وتتبع هذه الأسماك الفصيلة الأسبرية (بالإنجليزية: Sparidae).
يجدر بالذكر أنّ هناك صنف شهير وشائع من سمك المرجان في آسيا وأوروبا وهو سمك الأبراميس أو سمك الدنيس الذي يعيش في المياه العذبة في أغلب الأوقات، كما أنّ هناك نوع آخر مُنتشر من المرجان وهو سمك الداوراد (بالإنجليزية: Daurade) والذي يتمّ الخلط بينه وبين الدنيس كثيراً، ويتواجد هذا السمك في مياه البحر الأبيض المتوسط، ويتميّز بالدهن الذي ينمو فوق لحمه ممّا يجعل مذاقه أكثر لذة عند أكله.
سمك البربون
يُعرف سمك البَرْبُون في مصر بالسمك البربوني، بينما يُعرف في الشام باسم سمك السلطان إبراهيم، ويعرف سمك البربون أيضًا باسم البربون القافز أو البربون السعيد، وهذا لكونه يقفز من الماء لتفادي الأسماك المفترسة، وللحصول على المزيد من الأكسجين، ويُشار إلى أنّ هذا النوع يتبع فصيلة أسماك أبو ذقن (بالإنجليزية: Mullidae)، وتتميّز هذه الأسماك بوجود ذراعين حسيين على ذقنها، كما تتميّز بألوانها الزاهية.
يُوجد العديد من الأسماء والأنواع لسمك البربون، ومن أبرزها ما يأتي:
- سمك الماعز (بالإنجليزية:Goatfish).
- البوري الأحمر (بالإنجليزية:Red mullet).
- البوري الأحمر القاني (بالإنجليزية:Bright-red mullet).
- البوري الكستنائي (بالإنجليزية:Brown-red mullet).
- البوري العقيقي (بالإنجليزية:Carnelian-red mullet).
- البوري الكرزي (بالإنجليزية:Cherry red mullet).
الموطن والتوزيع الجغرافي
تتوزّع أسماك المرجان والبربون في مواطن مُحددة جغرافيًا، وفيما يأتي توضيح لذلك:
سمك المرجان
تعيش أسماك المرجان في الخلجان والمياه العميقة، كما تتواجد عند الشعاب المرجانية ومصبّات الأنهار قليلة الملوحة، ويُذكر أنّ هناك 18 نوعاً مختلفاً من أسماك المرجان تعيش في المحيط؛ 13 منها تعيش في المحيط الأطلسي، ونوع واحد في المحيط الهادئ، كما يتواجد ثلث أسماك المرجان في العالم في مياه جنوب أفريقيا، ويُمكن إيجاد هذه الأسماك أيضًا في شمال أستراليا، و أرخبيل الملايو، وفي غرب المحيط الهندي، حيث تعيش أسماك المرجان في أعماق تتراوح ما بين 1-450 متر، ولكنّها تتواجد عادةً في أعماق تتراوح ما بين 5-100 متر.
سمك البربون
تتواجد أسماك البربون في قيعان المحيطات والمناطق الصخرية، وتعيش أيضاً في مياه البحر الأبيض المتوسط، وشمال المحيط الأطلسي، وفي البحر الأسود، كما تتواجد بكثرة في شواطئ البلدان الآتية:
- مصر.
- اليونان.
- فرنسا.
- بلغاريا.
- تونس.
- رومانيا.
- المملكة المتحدة.
- النرويج.
- الدنمارك.
وصف الشكل الخارجي؛ والمميزات
يختلف سمك المرجان عن سمك البربون في الشكل، وفي العديد من الصفات والمميزات، وفيما يأتي توضيح لذلك:
سمك المرجان
تختلف أحجام وسلوكيات سمكة المرجان بشكل طفيف، وعمومًا فإنّ حجم سمكة المرجان يترواح بين الصغير إلى المتوسط، إذ يصل طول أطول سمكة منها إلى 75سم، وتتميّز سمكة المرجان برؤوس كبيرة مع أسنان مخروطية الشكل تُشبه أسنان الكلاب، أو مفلطحة الشكل تُشبه أسنان القواطع، كما أنّ لديها من 7 إلى 20 خيشوم، و3 أشواك على ذيلها، وجسمها مستطيل إلى بيضاوي الشكل.
سمك البربون
يسهل التعرّف على سمك البربون في الماء، إذ إنّها سمكة سريعة الحركة وماهرة جدًا في السباحة، ويتميّز شكلها بشفاه رمادية اللون، وبُقع صفراء على جسمها، ولون يميل إلى الحمرة، مع قدرة بعض الأنواع على تغيير ألوانها، كما أنّ لها زعنفتين ظهريتين طويلتين، وأذرع حسية طويلة على ذقنها للاستشعار، وتتميّز بعض أنواع سمك المرجان بوجود أسنان على لسانها.
يُشار إلى أنّ وزن هذه الأسماك يتراوح ما بين 544-998 غرام، في حين يختلف طولها بين الأنواع المختلفة، فقد يتراوح ما بين 20-30 سم، أو ما بين 30-90 سم، وتتميّز معظم هذه الأسماك بحراشف كبيرة وأجسام ممتلئة نسبيًا.
الفوائد الصحية
تتعدّد الفوائد الصحية للأسماك، وفيما يأتي أبرز الفوائد الصحية لسمك المرجان وسمك البربون:
سمك المرجان
من أبرز فوائد سمك المرجان ما يأتي:
- علاج مشكلات الجهاز التنفسي.
- تقوية مناعة الجسم.
- الوقاية من السرطانات والالتهابات.
- تعزيز الفيتامينات المهمّة للجسم، والأملاح المعدنية، ومضادات الأكسدة.
- تسكين الآلام.
- تقوية الذاكرة وتعزيز القدرات العقلية للإنسان.
- ضبط مستويات السكر.
سمك البربون
من أبرز فوائد هذه السمكة ما يأتي:
- يُعدّ مصدراً للبروتين، والفيتامينات A,B,D,E، والمعادن، مثل: الكالسيوم، والفسفور، واليود.
- يُحسّن الحالة النفسية ويُساعد في حالات الاكتئاب.
- يُساعد في أمراض الغدة الدرقية والالتهابات، كما يُحسّن من صحة القلب.
- يحمي من السرطانات لاحتوائه على مضادات الأكسدة، مثل: السيلينيوم.
- يُساعد على خسارة الوزن لاحتوائه على نسبة عالية من المياه ونسبة ضئيلة من الكربوهيدرات.
- يُعدّ غذاءً مناسبًا للأم والجنين لكونه مصدرًا للكالسيوم، إذ يُساعد على بناء عظام الجنين وتقوية عظام الأم.
يجدر بالذكر أنّ دخول سمكة البربون في النظام الغذائي والوجبات البحرية يُعدّ أمراً شائعاً، إذ إنّها سمكة لذيذة الطعم وفيها مستويات عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية، كما أنّ طهيها يُعدّ سهلاً، ولكنّها سامة إذا أُكلت دون طهي، لذا يجب الانتباه لذلك.
طريقة الصيد
تتعدّد طُرق صيد سمكة البربون وسمكة المرجان حسب موقع الصيد وحجم السمكة، وفيما يأتي توضيح لذلك:
سمك المرجان
تعتمد طريقة صيد سمك المرجان على حجم السمك الموجود، وعلى خبرة الصيادين، وعلى توافر المواد اللازمة، ويُفضّل استخدام طُعم سمك السبيط أو الماكريل لسمك المرجان، كما يجب استخدام خيط قوي للصيد، حيث يُرمى هذا الخيط بالقُرب من مجموعات سمك المرجان، وعندما تُمسك سمكة بهذا الخيط تبدأ عملية السحب، وإذا قاومت السمكة خلال عملية السحب فعلى الصياد أنّ يتوقّف قليلًا ثُمّ يُكمل.
يُذكر أنّ هناك عدد من الإشاعات عن أنّ هذه السمكة تهرب خلال الصيد أو أنّ المجموعات تهرب من مكان الصنارة، ولكنّ هذه الأمور غير دقيقة؛ وذلك لأنّ السمك ذاكرته قصيرة، حيث يتذكر لمدة 5 ثوان، فحتّى إن شعر بوجود خطر فإنّه سيعود للمكان بعد 5 ثوان وهو لا يتذكّر أيّ شيء.
سمك البربون
يُعدّ صيد سمك البربون وحفظها أمراً سهلاً للغاية، حيث إنّ صيد أسماك البربون يتمّ عادةً بالشباك؛ وذلك لجمعها بشكل أسهل، ولكن أحيانًا يتمّ اصطيادها بالصنارة خاصّةً الكبيرة منها، ويُعدّ طُعم الجمبري المُقطّع أو الدود أفضل طُعم لها، حيث يُوضع على السن ثمّ يُرم حبل الصنارة في الماء، وعندما تمسك السمكة بالصنارة تبدأ عملية السحب، ويُشار إلى أنّ عمر معظم الأسماك التي يتمّ اصطيادها أقلّ من عامين.
سلوكات التعايش والتواصل
يوجد العديد من أنماط التعايش والتواصل الخاصة بسمك المرجان وسمك البربون، ومن أبرزها ما يأتي:
سمك المرجان
تعيش سمكة المرجان غالبًا في مناطق الجرف والمنحدرات القارية على شكل تجمّعات، ولكن عندما تكبر السمكة تُصبح انفرادية بشكل أكبر، حيث تُفضّل التنقّل والبحث عن الطعام لوحدها في المياه العميقة، وتتغذّى سمكة المرجان على اللافقاريات، مثل: الرخويات، والقنافذ، والسرطانات، بالإضافة إلى مجموعة متنوّعة من النباتات والحيوانات الأخرى، كما أنّه لا يوجد فروقات في نوعية الأغذية التي تتناولها هذه الأسماك سواء كانت ذكراً أم أنثى، ومن الجدير بالذكر أنّه قد تقوم بعض أنواع سمك المرجان بالتحوّل من ذكر إلى أنثى في منتصف حياتها.
سمك البربون
يُعدّ سمك البوري أو البربون من الأسماك البحرية ذات الزعانف التي يبلغ متوسط عمرها حوالي 4 سنوات، ولكنّها يُمكن أن تصل إلى عمر 10 سنوات، ويقضي البربون معظم وقته بالقرب من قاع المحيط، حيث ت عيش هذه الأسماك في مجموعات، ويُذكر أنّها لا تُعدّ أسماكاً مُفترسةً، إذ إنّها تنتظر بصمت حتى تأتي الفريسة لها، وفي بعض الأحيان تتحد مع الأسماك الأخرى كثعابين الموراي لتصطاد معًا.
تأكل أسماك البربون القشريات، والديدان، وبعض الأسماك الميتة التي تجدها بين الصخور، وتعتمد هذه الأسماك على الصوت أكثر من البصر، بالإضافة إلى وجود خط جانبي في ظهرها لاكتشاف الاهتزازات، كما تستخدم أذرع الذقن للتحسس والتواصل، ويُشار إلى أنّ أسماك البربون الكبيرة تميل للعيش بشكل انفرادي في أعماق المياه، أمّا الأسماك الصغيرة فتميل للعيش في تجمّعات عند مصبّات الأنهار، وتمتلك هذه الأسماك القدرة على تحويل جنسها.
تتكاثر أسماك البربون في فصل الخريف أو الربيع بالاعتماد على نوعها، إذ تُصبح هذه الأسماك قادرةً على التكاثر عندما تكون في الثانية من عمرها، حيث تضع بيوضها في المياه الضحلة، ويتراوح عدد البيوض التي تضعها ما بين بيضة واحدة إلى 7 ملايين بيضة، ويُذكر أنّ أسماك البربون لا تهتمّ بصغارها بعدما تفقس من البيوض، إذ تكبر الصغار بالاعتماد على نفسها.
أنماط الهجرة
تتعدّد أنماط هجرة أسماك البربون وأسماك المرجان، وفيما يأتي توضيح لذلك:
سمك المرجان
تُهاجر سمكة السكوب وهي أحد أنواع سمك المرجان الشائعة في الولايات المتحدة الأمريكية من ولاية مين إلى كيب هاتيراس في شمال كارولينا، حيث تنتقل إلى الجنوب وتبتعد عن الشاطئ في الخريف، في حين تعود إلى المناطق الشمالية الشاطئية في الربيع.
سمك البربون
تُهاجر أسماك البربون كلّ سنة حسب الموسم السائد أو بهدف وضع البيض، وتستمر الهجرة لمدة 45 يوم في بداية الصيف من كلّ عام، وتكون هذه الهجرة على 3 مراحل؛ حيث تمتدّ كلّ مرحلة لأسبوعين، ويفصل بينها وبين المرحلة التي تليها أسبوعين آخرين، ويُذكر أنّ هذه الهجرة ترتبط بالقمر، حيث تبدأ الهجرة مع اكتمال القمر، كما تُهاجر عشرات الآلاف منها في الرحلة الواحدة.
تتعدّد أنواع الأسماك، ومن أنواع الأسماك الشهيرة: سمك المرجان وسمك البربون، وعلى الرغم من تشابه هذين النوعين إلّا أنّه يوجد العديد من الفروقات بينهما، حيث يُمكن دراسة الاختلاف بينهم من حيث: الأسماء الشائعة، وأماكن تواجدهم جغرافياً، والشكل الخارجي، وأنماط الهجرة، والفوائد الصحية، وسلوكات التعايش، وطريقة الصيد لكلّ نوع منهما، ومن أبرز الأمثلة على سمك المرجان سمك الدنيس، كما يُعدّ سمك السلطان إبراهيم مثالاً على سمك البربون.