ما الفرق بين الملاحظة والاستنتاج
الملاحظة والاستنتاج
يخلط العديد من الناس بين كلّ من مفهوم الملاحظة والاستنتاج، ويسود اعتقاد لديهم أنّ هذين المصطلحين يحملان نفس المعنى والدلالة والمفهوم، إلّا أنّ هذا الاعتقاد خاطىء، ونظراً لضرورة التفريق بين النقاط الأساسية بين هذين المجالين اللذان يعتبران أساساً في البحث العلمي اخترنا أن نتحدث عن هذا الموضوع بشكل مفصل في هذا المقال.
الملاحظة
تعتبر الملاحظة بمثابة الخطوة الأولى للبحث العلمي، حيث يُحدّد من خلالها الشخص أو الباحث أنّ هناك مشكلة ما وتغيّر غير متوقّع وغير طبيعي في اتّجاه وسلوك الأشياء يجب البحث فيه للتوصّل إلى حلّ أو اتّخاذ القرار المناسب بشأنه، وهي عبارة عن ذلك الاحساس والجهد الداخليّ، والحسيّ، والعقليّ بهدف إلى التعرف على الظواهر والأحداث والمواقف والتغيّرات السلوكيّة وغيرها، وتستخدم بشكل خاصّ في الأبحاث والدراسات الميدانيّة ولجمع المعلومات والبيانات، وذلك من خلال ملاحظة الباحث لظاهرة ما ومتابعتها وتكوين الدراسات وجمع البيانات حولها للتوصل إلى بناء قاعدة بيانات تمكن الباحث من فهمها، وتنقسم الملاحظة إلى عدّة أنواع فمنها الملاحظة البسيطة، والملاحظة المنظمة وكذلك الملاحظة المشاركة، وتبدأ الملاحظة من رصد الظاهرة أو المشكلة ثمّ البحث فيها.
الاستنتاج
يطلق عليه أيضاً اسم الاستدلال وكذلك الاستنباط، ويدلّ على العمليّة الذهنيّة التي تهدف بشكل رئيسي إلى استخلاص الحقائق والمعلومات والبيانات والبحث بشكل رئيسي حول الأسباب والتفسيرات المنطقيّة والتوصّل إلى المفاهيم المناسبة التي تحاكي العقل والمنطق، وينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية تتمثل في الاستنتاج الاستقرائي، والاستنتاج القياسي والاستنتاج الاستنباطي، وتشكل هذه العمليّة البحث المقصود حول التفاصيل والجزيئيات التي تقف وراء حدوثها، أي من الكل إلى الجزء ومن العام إلى الخاص أو من القاعدة العامّة وصولاً للجزيئيات الصغيرة والتوصل في النهاية لفهم الظاهرة.
الفرق بين الملاحظة والاستنتاج
يكمن الفرق بين كل من الملاحظة والاستنتاج في أنّ الأولى عملية غير مقصودة تحدث بمحض الصدفة من خلال النظر والتفكير الخاص بالشخص، أمّا الثانية فيتم التخطيط والإعداد لها مسبقاً من خلال دراسة جزيئيات وتفاصيل الأشياء للتوصل إلى إلى المسبّبات الرئيسيّة لها والتي تقف وراء حدوثها، وتشترك هذه العمليات في كونها أحد أهمّ الأدوات العلميّة للبحث ضمن منهجيّة سليمة وموضوعيّة، تمكّن الباحثين أولاً من الخوض في غمار المشاكل الهامّة التي يضيف البحث فيها شيئاً هاماً للمعرفة العلمية ويؤدّي إلى التخلص من المشاكل التنظيمية، ثمّ تمكنهم من الخوض في تفاصيلها للتوصل إلى القواعد العامة والنظريات السليمة وإثبات صحّة كافّة الافتراضات الموضوعة مسبقاً على أساس متين وعلمي.