ما الفرق بين الحلم والرؤيا
ما الفرق بين الرؤيا والحلم
يقسم العلماء ما يراه الإنسان في منامه إلى ثلاثة أقسام، وهي:
- الرؤيا الصالحة أو الصادقة.
- الحلم.
- حديث النفس، أو أضغاث الأحلام. وبيان ذلك فيما يأتي.
تعريف الرؤيا والحلم
الرُؤْيا، بضم الراء مع تشديدها، وتسكين الهمزة، ومد الألف، هي في اللغة: ما يراه المرء في منامه، "والرؤيا: ما رأيته في منامك"، والرؤيا جمعها: رُؤى.أما الحُلم، بضم الحاء، وتسكين اللام، ويأتي أيضاً: بضم اللام: هو في اللغة مرادف للرؤيا، فالرؤيا هي الحُلُم، والحلم هو الرؤيا، وجمعه: أحلام.
والأصل أن الحلم والرؤيا مترادفان، وأن كُلًّا منهما يصح أن يستعمل في موضع الآخر؛ ولكن غلب استعمال الرؤيا على ما يراه الرائي من الخير في منامه، وغلب استعمال الحلم على ما يراه الرائي من الشر في منامه، وبالتالي هناك فرق بينهما.
الفرق بينهما
ويقول ابن أثير في هذا الصدد: "الرؤيا والحُلْم عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء، لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن، وغلب الحُلْم على ما يراه من الشر والقبيح، ومنه (أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ)، ويستعمل كل منهما موضع الآخر، وتضم لام الحُلم وتسكن".
وهذا التفريق بين الحلم والرؤيا مستمد من نصوص أحاديث نبوية شريفة، نذكر منها قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حَلَمَ فليتعوذ منه، وليبصق عن شماله، فإنها لا تضره).
الرؤيا الصالحة تكون من الله
حيث يوكل الله -تعالى- بها مَلَكاً ليقوم بتصويرها للمؤمن، وتبشيره بها، فهي من المبشرات التي يبشر بها المؤمن في الحياة الدنيا، كما وتكون الرؤيا مركزة ومستقيمة فليست مثل أضغاث الأحلام، ويستحب لمن يرى الرؤيا أن يحدث بها أحبته.
الحلم يكون من الشيطان
ويتميز عن الرؤيا بأنه يتضمن أموراً مكروهة ومحزنة، فالشيطان يسعى دوماً لتخويف المسلم، وتحزينه، وتكدير حياته، فيتلاعب به في المنام، ويصور له صوراً يكرهها، أو أن يكون في أمر لا أساس له ولا أصل، بل ولا وجه له.
ومن هدي النبوة في حال إذا رأى المسلم حلماً يزعجه، أن يتعوذ منه، وأن يبصق عن يساره ثلاثاً، وألا يحدث أحداً بما رآه، وأن يتحول عن الجنب الذي كان عليه، وأن يقوم فيصلي ركعتين فإنها بذلك لا تضره إن شاء الله.
أما حديث النفس، أو أضغاث الأحلام، فهي عبارة عن انعكاسات وتخليطات واضطرابات يراها الإنسان في منامه، وهي نتيجة لبعض الأمور التي يواجهها الإنسان، ويفكر فيها في اليقظة. وهذه الأضغاث لا تأويل لها.
الرؤيا جزء من أجزاء النبوة
قال -صلى الله عليه وسلم-: (الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِن سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ)، وفي رواية أخرى قال -عليه السلام-: (الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ).
تعبير الرؤيا
وتعبير الرؤيا ليست له قواعد ثابتة، إنما هي ظنون تستخدم فيها وسائل كثيرة، وهي كذلك تفسيرات اجتهادية بتصويرات تقربها إلى الفهم، لكن لا يعلم حقيقة الموضوع إلا الله -سبحانه-، فهو من عالم الغيب وأحوال النفوس والأرواح.
كما أن أحسن الأوقات التي تصدق فيها الرؤيا واختلاف الناس فيها، هي السَّحر أو النهار أو القيلولة، وعلى من يريد أن تصدق رؤياه أن يكون ملتزماً للصدق في حياته، وأن ينام على وضوء.