ما الفرضيات التي فسر العلماء من خلالها أصل الأنواع الطائرة؟
أصل الأنواع الطائرة
إن القدرة على الطيران هي حلم بشري منذ الأزل، لذلك اهتم العلماء كثيرا بأصل الأنواع الطائرة من الطيور والحشرات وحاولوا استكشاف التطور الطبيعي الذي قاد تلك الأنواع للقدرة على الطيران معتمدين على نظرية النشوء والارتقاء التي أطلقها داروين رغبة منه في تفسير الاختلاف في الصفات التي تميز كل كائن حي عن الكائن الاخر.
تقسم الثدييات الطائرة من حيث قدرتها على الطيران إلى نوعين رئيسيين: تلك التي تستطيع التحليق بأجنحتها في السماء وتشمل على الطيور والخفافيش والحشرات الطائرة، بينما يطلق على النوع الآخر الثدييات المنزلقة، ويعني ذاك النوع من الثدييات التي يغطي أطرافها جلد رقيق يمنحها القدرة على الانزلاق، وتعد الجرابيات والزواحف مثالا على هذا النوع.
فرضيات أصل الطيور الطائرة
شكلت دراسة أصل الطيور تحديا كبيرا بالنسبة لعلماء البيولوجيا، إذ أظهرت الحفريات المكتشفة تشابها كبيرا في الصفات بين الطيور والديناصورات مما جعلهم يفترضون بأن تلك الديناصورات قد تكون سلفا للطيور وخاصة بعد اكتشاف أحفورة الاكريبيوتكس لأحد الطيور البدائية في المانيا.
وبسبب أن هذه الفرضية غير مثبتة علميا فقد ظهرت عدة فرضيات أخرى تعارض هذه الفرضية وقد نتج عم تلك الفرضيات فرضيات أخرى تفترض بأن اسلاف الطيور لم تكن قادرة على الطيران ثم تطورت من حالة القفز على فروع الأشجار للتحليق في السماء بعد أن نمت لها مخالب وأجنحة.
فرضيات أصل الحشرات الطائرة
افترض علماء البيولوجيا وجود سلف مشترك بين الحشرات الطائرة والطيور نظرا لقدرة كليهما على الطيران، إلا أن الاختلاف في طبيعة الأجنحة وفي صفات كل من الطيور والحشرات قد فند هذه الفرضية. وبالمقابل، في محاولة لتفسير العلماء لقدرة الحشرات الطائرة على الطيران فقد افترضوا أن الأجنحة قد نشأت على الجزء العلوي لجدار جسم الحشرات فيما يسمى بنظرية العدم.
وفي تفسير آخر لاكتساب الحشرات القدرة على الطيران فقد افترض العلماء أن الأجنحة قد نشأت من أجزاء الساق القديمة التي تعود لأسلاف الحشرات ثم تطورت جينيا وانحدرت للجزء السفلي.
فرضية أصل الخفاش
تقول الفرضية أن قدرة الخفاش على الطيران قد تطورت جينيا من سلف مشترك، وبالاعتماد على هذا الافتراض نكتشف لجوءه لنظرية النشوء والارتقاء التي تقول بوجود سلف مشترك يربط بين جميع أنواع الخفافيش، وأن قدرة الخفاش على الطيران قد تطورت على عدة مراحل عبر العصور التاريخية المختلفة، وهو ما لم يكن عليه اسلافهم الذين كانوا يتميزون بطبيعة منزلقة.
وتقودنا هذه الفرضيات لتمييز الثدييات عن بعضها البعض في الصفات وتفسير قدرة بعضها على الطيران وعدم قدرة البعض الآخر على اكتساب تلك المهارة، فافتراض بأن كل نوع من الأنواع الطائرة يجمعه سلف مشترك قد يساهم في فهم اختلاف الصفات الوراثية لتلك الأنواع أو تشابهها بما يساهم في تقدم العلم.