مؤلفات الفارابي في الفلسفة
مؤلفات الفارابي في الفلسفة
يُعرف أبو النصر محمد الفارابي، بكونه فيلسوف عربي ومسلم من أصول تركية، وُلد في مدينة فاراب الواقعة حاليًا في تركيا، ولُقّب بالمُعلم الثاني، وألّف العديد من الكتب، وعُرف بموسوعيته، وزُهده في الحياة الدنيا، فتفرّغ للعلم والفلسفة، والقراءة، ويُقال إنّه كان يُحب الكتابة عندما كان يستظلّ بالشجر، أمّا تصنيفات كتب الفارابي فقُسمت إلى العديد من الأقسام، على النحو الآتي:
- المنطق، وهو أهم إنجازاته.
- الفلسفة السياسية والاجتماعية.
- الفلسفة اليونانية خاصةً فلسفة أفلاطون وأرسطو، والأفلاطونية المحدثة.
مؤلفات الفارابي في الفلسفة حسب تصنيف الفلاسفة اللاحقين
صنّف الفلاسفة اللاحقون مُؤلفات الفارابي في الفلسفة بناءً على الموضوع الذي تناولته، ومن أهم المواضيع التي تناولها ما يأتي:
مصنفاته في المنطق
إنّ علم المنطق تأسس على يد الفيلسوف اليوناني أرسطو، واهتمّ الفارابي بمُؤلفاته لدرجة، قيل إنّه لم يبلغها إلا القلّة، وكان هو منهم، وسُئل الفارابي ذات يوم، من أعلم أنت أم أرسطو؟ فردّ بأنّه لو أدركه لكان من أكبر تلاميذه، ولذلك يُعدّ من رواد فلسفة أرسطو التي اهتمّ بها وصنفها، ومحصها، وقال ذات مرة لأحد تلاميذه أنّه قرأ كتاب السماع أربعين مرة، والنسق الذي صنّف به كتب أرسطو نقل إلى مُختلف اللغات الأوروبية، ومن أهمّ ترجماته ما يأتي:
- قاطيغورياس (المقولات).
- هرمنطقي (فن التفسير).
- التحليل الأول (القياس).
- التحليل الثاني (البرهان).
- طوبيقا (الجدل).
- السفسطة.
- البلاغة.
- الشعر.
أثنى القاضي صاعد على جهود الفارابي، بقوله إنّه بذّ جميع الفلاسفة، في المنطق، فشرح ما هو غامض فيه، وكشف سرّه، وقرّبها للقارئ العربي، فكتبه غنية، وسهلة مُمتنعة، أمّا نبوغه في المنطق فليس فقط بسبب الترجمة، بل لكونه وظفه في النحو.
هذا من الأمور المُستحدثة في علوم اللغة، وقال إنّ المنطق نحوٌ يضبط سائر الألسن، ويضبطها من الزلل، وقسّم الفارابي المنطق إلى قسمين، وهما التصور والتصديق ويتضمّن التصوّر مجموعة من الأفكار والتعريفات، أمّا التصديق ففيه الاستدلال والررأي، والتصوّر لا يشترط الصدق أو الكذب.
مصنفاته في الفلسفة السياسية
يُعدّ الفارابي من الفلاسفة الذين تأثروا بالطرح الأفلاطوني في جمهورية أفلاطون، ولم تقف حدود نظرياته في الفلسفة على تناول قضية الوجود، ونشأة العالم، إلّا أنّه قدّم طرحًا سياسيًا في المُجتمع الثالي، أو المدينة الفاضلة، ومن أهمّ مُصنفاته السياسية ما يأتي:
- مبادئ آراء أهل المدينة الفاضلة.
- السياسة المدنية.
يرى الفارابي أنّ المدينة الفاضلة هي المدينة التي يتحقّق فيها الاجتماع البشري للتعاون وتحقيق السعادة، وحدّد أنواع الاجتماعات الإنسانية، وفصل في مواصفات المدينة الفاضلة من نواحي سكانية، وجغرافية، وعزّز قيمة الاستقرار الحضري بالقرب من البحر أو النهر، والمدينة الفاضلة لا وجود إلّا للفضائل فيها على عكس المدينة الفاسقة، أو المدينة الجاهلة، فكلاهما فقدتا الفضائل.
المدينة الجاهلة وقعت في فخ الشهوات، واستسلمت للملذات الحسية، إلا أنّها تطمح للوصول إلى الفضيلة، أمّا الفاسقة فتعرف طريق الحقّ، لكنّها تُصرّ على الباطل ولا تتبع الفضيلة، وهنالك نوع آخر من المدن وهو المدينة المُتبدلة وتُعرف بأنّها فاضلة في أول مسيرتها إلا أنّها تنحرف لاحقًا وتنقلب على أعقابها فيسودها الفساد والفسق، وشبّه الفارابي هيكل المدينة بالجسد من حيث التناسق وقيام أجهزته بوظائفها رغم اختلافها.
كذلك الناس في المدينة، يختلفون عن بعضهم البعض، ويتفاضلون في نواحي أخرى كالهيئة والاستعداد، ويرأس المدينة الفاضلة حاكم يتحلّى بصفات روحية وجسدية، ولكن من الجدير بالذكر أنّ الفارابي يُفرق بين أعضاء الجسم والمدينة، فالرابطة التي تجميع بين أعضاء الجسم، وتُهيء كلّ عضو لوظيفته، هي رابطة طبيعية، أمّا الرابطة السياسية في المدينة الفاضلة، رابطة مُصطنعة، وغير طبيعية.
مؤلفاته في الفلسفة اليونانية
تأثّر الفارابي بفلسفة أفلاطون وأرسطو، ولُقّب بالمعلم الثاني خلفًا للمعلم الأول أرسطو، ونظرية الفيض عند الفارابي مُستقاة من أصول يونانية، ومن أهمّ مصادره أفلاطون، وأفلوطين، وعُرفت فلسفته بالتصوف، الناتج عن الإغراق في العقلانية، ومن أهمّ مؤلفات الفارابي في الفلسفة اليونانية ما يأتي:
- التوفيق بين رأيي الحكيمين أفلاطون وأرسطو.
- فيما ينبغي الاطلاع عليه قبل قراءة أرسطو.
مؤلفات الفارابي في الفلسفة الطبيعية
من أهم كتب الفارابي في الطبيعيات ما يأتي:
- كتاب السماء والعالم.
- التوليد والفساد.
- الطبيعيات.
- علم الجو.
- علم النفس.
- الحس والمحسوس.
- كتاب النبات.
- الحيوان.
مؤلفاته في مواضيع أخرى
كتب الفارابي في مواضيع أخرى، وتُرجمت إلى العربية تحت إشراف الدكتور أحمد لطفي السيد، ومن أهمّ هذه الكتب ما يأتي:
- ما وراء الطبيعة.
- الأخلاق.
- السياسة.