مؤسس مدينة مراكش
مدينة مراكش
مدينة مراكش هي إحدى المدن المغربيّة الواقعة جنوب وسط المغرب، على بعد ثلاثمئة وسبعة وعشرين كيلومتراً جنوب غرب الرباط، وعلى بعد عشرين ميلاً من جبال الأطلس، وتُعد مراكش ثالث أكبر المدن المغربيّة من حيث كثافة العدد السكاني؛ حيث قارب عدد سكانها المليون نسمة بحسب إحصائيّة عام 2014 ميلادي، وتُسمى مراكش بالمدينة الحمراء، أو مدينة النخيل، ويسميها السكان أيضاً بمدينة البهجة؛ بسبب الشخص الذي أسسها، وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.
ابن تاشفين مؤسس مراكش
أسس يوسف بن تاشفين مدينة مراكش عام 1062 ميلادي، ويُحكى أنّ قصة تسمية المدينة متعلقة بابن تاشفين حدثت حين أراد اتخاذ عاصمة لدولته (المرابطين) خارج حدود المكان الذي أقام فيه سابقاً قبل مدينة مراكش، ووقع اختياره على موقع مراكش الحالي؛ لانبساط الأرض فيه، لكنه لم يوفق في اختيار الاسم بسهولة، وحين استمع لحديث رجل يسأل ابنه: (هل حقاً سقيت هذا الحقل؟ فيجيب الابن: نعم قد فعلت مرة وكش)؛ بمعنى أنّه سقى الحقل مرة واحدة وجفّ، فأُعجب ابن تاشفين بكلمتي: (مرة وكش) وجمعهما في كلمة واحدة ليصبح اسم المدينة يحمل هذه القصة حتى اليوم، فيما يقول البعض إنّ تسمية مراكش بهذا الاسم يعود إلى الكلمة الأمازيغيّة أموراكش، وتعني بلاد الله.
حياة يوسف بن تاشفين
يُرجح أن يوسف بن تاشفين ولد في صحراء موريتانيا، حيثُ ينتمي إلى قبيلة لمتونة، وهي إحدى قبائل الصناهجة التي تستوطن جبل لمتونة المعروف باسم (أدرار) بموريتانيا، وعندما بلغ ابن تاشفين ولاه ابن عمه الذي كان يُسمى بأمير المرابطين، وهو أبو بكر بن عمر اللمتوني قيادة الجيش خلال الانتفاضة البرغواطيّة التي وصل ابن تاشفين خلالها إلى الشمال حتى بلغ المغرب الأقصى وأسكت المنتفضين هناك، وبنى مدينة مراكش دون أن يكتفي بذلك؛ فقد توسع شرقاً حتى أخضع الجزائر، وتونس، ويُذكر أنّ يوسف بن تاشفين توفي في شهر محرم، عام خمسمئة هجري، عن عمر ناهز المئة عام.
ابن تاشفين والأندلس
اهتم ابن تاشفين ببناء المساجد، وكان له الفضل في توحيد صفوف المسلمين في الغرب الإسلاميّ، واستغاث به ملوك الطوائف وعلى رأسهم أمير إشبيلية المُعتمد بن عباد عندما هاجمهم ملك قشتالة فلبى ابن تاشفين ذلك على الرغم من عدم رغبة الكثيرين بذلك، فكانت معركة الزلاقة الشهيرة ضدّ جيوش قشتالة وليون بقيادة الملك ألفونسو السادس بتاريخ الثاني عشر من شهر رجب عام أربعمئة وتسعة وسبعين هجري، وعلى إثر المعركة استعاد المسلمون مدينة بلنسية والحكم في الجزيرة الخضراء.
بايع ملوك الطوائف في الأندلس يوسف بن تاشفين بعد ذلك، وحمل لقب أمير المسلمين لأول مرة في التاريخ الإسلامي، ثمّ طلب الولاية في بغداد من الخليفة العباسي المستظهر بالله، فكان له ذلك، وفي عام أربعمئة وواحد وثمانين هجري عاد ابن تاشفين إلى الأندلس للمرة الثانية، فأحكم السيطرة على مدينتي غرناطة ومالقة، وبعد ذلك بخمسة عشر عاماً، أحكم سيطرته على بلاد الأندلس كاملة.