ليلى الأخيلية
ليلى الأخيلية
هي ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية من بني عقيل من عامر بن صعصعة، توفيت حسب ما جاء في فوات الوفيات في عام (747ه)، ونسبت ليلى الأخيلية إلى جدها: معاوية بن عبادة المعروف بالأخيل، وهي شاعرة عربية عُرفت بفصاحتها وعفتها فمن يستقرئ شعرها يستطيع أن يلمس فيه عفتها وصدق عاطفتها فقالت في شعرها:
عفيفًا بعيد الهمّ صلبًا قناته
جميلًا محياه قليلًا غوائله
عاشت ليلى الأخيلية في عصر الخلفاء الراشدين ، أي أنها عاصرت عصر صدر الإسلام والعصر الأموي، وانتشرت قصة عشقها المتبادل لصاحبها توبة بن الحمير، ولها العديد من دواوين الشعر والرثاء وكل ذلك الرثاء كان لصاحبها توبة، وورد أنه كان بينها وبين النابغة الجعدي مهاجاة.
صفات ليلى الأخيلية
عُرف عن ليلى الأخيلية الذكاء وسرعة البديهة والفصاحة والجرأة، ولعل الموقف الذي أبرز هذه الصفات هو حوارها مع الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حين وجه إليها سؤالًا، قائلًا فيه: "ما رأى توبة فيكِ حتى عشقكِ؟ فقالت: رأى ما رآه الناس فيك حتى جعلوك خليفة".
زواجها
ورد أن ليلى تزوجت مرتين، مرة من رجل من قومها، والذي زوجها إياه والدها لرجلٍ لا يعرف اسمه لكنهُ يعود في أصله إلى بني الأذلغ من بني عبادة بن عقيل، وذكر عنه بأنه كان شديد الغيرة عليها، أما عن زواجها الثاني فقد تزوجت من سوار بن أوفى القشيري من بني قشير وهو معروف "بابن الحيا" نسبة لأمه.
وذكر عنه بأنه شاعر مخضرم، وفيه قال النابغة الجعدي قصيدة فاضحة، فنجد ليلى الأخيلية تدافع عن زوجها بحرارة وتبعد عنها شر الجعدي، فيقول النابغة الجعدي في قصيدته:
إِمّــا تَــري ظُــلَلَ الأَيــامِ قَــد حَـسَـرَت عَـــنّـــي
وشــمَــرتُ ذيــلاً كــانَ ذَيّــالا
فردت ليلى قائلة:
وما كنتُ لو قاذَفْتُ جلَّ عشيرتي
لأذكر قعبي حازرٍ قد تثملا
أولادها
لم يذكر عن ليلى بأنها أنجبت من زوجها أو زوجيها أولادًا، فليس في شعرها ما يدلُ على ذلك، لكن توجد إشارة واحدة أوردها المزرباني في نص لهُ في "أشعار النساء"،أنها وردت على عبيد الله بن أبي بكرة فقالت له: "أصلح الله الأمير أتيتك من بلاد شاسعة، ترفعني رافعة، وتهضبني هاضبة لملمات من البلايا، قد ضاق البلد العريض بعد عدة من الولد، وكثرة العدد"، وهنا يمكن الاستدلال على أن كان لها أولاد فقدتهم.
علاقة ليلى بتوبة
من قصص الحب التي اشتهرت وعرفت في العصر الأموي قصة حب ليلى الأخيلية وتوبة بن الحمير ، فعرف بأن توبة كان يهواها ويقول فيها الأشعار، لكن حينما جاء لخطبتها رفض والدها، وسارع بتزويجها لشخص آخر وهو أبو الأذلغ، فجعل يزورها ويلتقي بها حتى بعد زواجها من الأذلغ، وحسب ما ورد عن داود الأنطاكي عن بداية علاقتهما ولقاؤهما بأن قوم توبة نزل مع قوم ليلى يومًا فغزوا وعندما رجعوا، خرجت النساء للقاء القادمين، فرأى ليلى وافتتن بها، كما بادلته هي المشاعر ذاتها.
آراء القدماء في شعرها
هناك العديد من آراء القدماء في شعر ليلى الأخيلية منها ما يأتي:
- ذهب الأصمعي إلى تقديم ليلى الأخيلية على الخنساء.
- ورد عن المبرد أن المفاضلة بين ليلى والخنساء أمرٌ صعب، فقال: "وكانت الخنساء وليلى بائنتين في أشعارهما متقدمتين لأكثر الفحول ورب امرأة تتقدم في صناعة وقلما يكون ذلك".
- قال أبو زيد سعيد الأنصاري: "ليلى أغزر بحرًا، وأكثر تصرفًا، وأقوى لفظًا، والخنساء أذهب في عمود الرثاء".
مختارات شعرية لليلى الأخيلية
لليلى الكثير من القصائد والأبيات الشعرية منها ما يأتي:
تقول ليلى الأخيلية:
دعا قابضًا، والموتُ يخفقُ ظلُّهُ
وما قابضٌ إذ لم يجب بنجيبِ
وآسى عبيد الله ثم ابن أمهِ
ولو شاء نجى يوم ذاك حبيبي
وقالت أيضًا:
كأن فتى الفتيان توبةَ لم يرضْ
قضيبًا ولم يمسح بنقبة مجربِ
وقالت ترثي توبة:
أقسمت أرثي بعد توبة هالكًا
وأحفل من دارت عليه الدوائرُ
لعمرك ما بالموت عارٌ على الفتى
إذا لم تصبه في الحياة المعايرُ
وما أحدٌ حيٌّ وإن عاش سالمًا
بأخلد ممن غيبته المقابرُ
وفاة ليلى الأخيلية
يقال بأنها ذات يوم كانت في طريق سفر، فمرت على قبر توبة، فأصرت السلام عليه، واقتربت من القبر وقالت: "السلام عليكَ يا توبة"، ثم قالت لقومها: "ما عرفت له كذبة قط قبل هذا"، فلما سألوها، رثت توبة قائلة:
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت
علي ودوني تربة وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا
إليها صدى من جانب القبر صائح
فما باله لم يسلم علي كما قال؟ وعندما كانت بجانب القبر مرت بومة، فحينما رأت الهودج فزعت وطارت في وجه الجمل، ما أدى إلى اضطراب الجمل وسقوط ليلى على رأسها فماتت لحظتها ودفنت بجانب توبة.