لماذا سمي الخضر بهذا الاسم
سبب تسمية الخضر بهذا الاسم
الخضر هو الرجل الصالح الذي تعلّم منه سيّدنا موسى -عليه السلام- ، والذي وردت قصّته في سورة الكهف، أمّا عن سبب تسميته بهذا الاسم فبيان ذلك فيما يأتي:
- أنّه جلس على فروةٍ بيضاء فتحوّلت إلى خضراء
والفروة يعني الحشيش اليابس، وقيل الفروة هي وجه الأرض، ويدلّ على سبب تسميته قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما سُمِّيَ الخَضِرَ أنَّهُ جَلَسَ علَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ، فَإِذَا هي تَهْتَزُّ مِن خَلْفِهِ خَضْرَاءَ)، وهذا هو القول الأشهر.
- قيل لأنّه كان حسن الوجه وفيه إشراق، واللون الأخضر يتناسب مع هذا الحُسْنِ والإشراق.
- قيل إنّ هذا هو اسمه في الحقيقة.
التعريف بشخصية الخضر
تعدّدت آراء العلماء في نسب الخضر، وقيل في ذلك عدّة أقوال، وأبرزها أنّ الخضر هو: "اليَسَع بن مَلَكان بن فالِغ بن عابِر بن شالِح بن أَرْفَخْشَذ بن سام بن نوح عليه السلام"، وهو قول مجاهد، وقيل هو: "بليا بن مَلَكان بن يقطن بن فالِغ بن عابِر بن شالخ بن أَرْفَخْشَذ بن سام بن نوح"، وهو قول مقاتل.
وقد تعدّدت آراء أهل العلم في كون الخضر نبياً أم عبداً صالحاً، وبيان أقوالهم باختصارٍ فيما يأتي:
- قيل إنه نبيٌّ من أنبياء الله
ذكر الألوسي أنّ الخضر نبيٌّ عند جمهور العلماء، واستدلّ مَن قال بذلك بعدّة أدلّة من القرآن، وأبرزها قول الله -تعالى- حكايةً عنه: (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي)، وهذا دليلٌ على أنّه فعل ذلك بأمر الله -تعالى- دون واسطة، وهذا لا يكون إلا من نبيٍّ.
واستدلّوا كذلك بقوله -سبحانه-: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا)، كما أنّ أفعاله في القصّة تدلّ على ذلك، فلا يكون الإقدام على قتل النفس وثقب السفينة وتعريض الأنفس للغرق دون وحي.
- قيل إنه رجل صالح أو وليّ
ذكر العديد من المفسّرين أنّ الخضر ليس بنبيٍّ بل هو عبد صالح، وقال البغوي إنه ليس بنبيٍّ عند أكثر العلماء، وعلّل القرطبي ذلك بأنّ النبوة لا يصحّ إثباتها إلا بدليل، ولا يكون ذلك بأخبار الآحاد، وقال السعدي إنّ الله وصفه بالعبودية، وذكر تفضّله عليه بالعلم، لكن لم يذكر نبوّته ورسالته، ولو كان نبيَّاً لذُكر ذلك بشكلٍ صريح كما ذُكر لغيره.
قصة موسى عليه السلام والخضر
خطب سيدنا موسى -عليه السلام- يوماً في قومه مبيِّناً لهم أنّه أعلم من في الأرض حينئذ، ولم ينسب هذا العلم إلى الله -تعالى-، فأوحى الله -تعالى- إلى موسى -عليه السلام- أن هناك مَن هو أعلم منه، ففي الحديث القدسي: (لي عَبْدٌ بمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ هو أعلم منك)، وقد سأل موسى ربّه أن يلتقي بهذا الرجل، فأمره الله أن يأخذ معه مكتلاً ويضع فيه حوتاً، ومتى ما فقد الحوت فسوف يجد الخضر.
وانطلق سيدنا موسى -عليه السلام- مع فتاه يوشع بن نون ، وفي الطريق أوى موسى وفتاه إلى صخرةٍ يستريحان عندها، فتسلّل الحوت خارج المكتل دون أن يشعرا، وبعد أن مَضَيا في طريقهما أمر موسى -عليه السلام- فتاه أن يُحضر غداءهما، فقال له فتاه إنهما نسيا الحوت عند الصخرة، فارتدّا على آثارهما ورجعا إلى الصخرة.
وعندما وصلا إليها وَجَدا عندها شيخاً كبيراً، فطلب منه موسى أن يُعلِّمه ممّا علّمه الله، فانطلقا في رحلةٍ رأى فيها موسى أفعالاً ظاهرها الإيذاء والشر، حيث خرق الخضر السفينة التي ركباها، ثم قتل غلاماً رآه في طريقه، وأقام جدار قومٍ رفضوا أن يُضَيِّفوهما، وبعد أن بيّن الخضر لموسى -عليه السلام- سبب فعله لكل تلك الأمور أيقن موسى -عليه السلام- أن العلم من الله -تعالى- ويؤتي هذا الفضل إلى من يشاء من البشر.