ما الفرق بين الغباء والجهل؟
الفرق بين الغباء والجهل
هناك اختلاف كبيرًا بين صفة الغباء والجَهل، لكنْ يحدث اللبس بينهما نتيجة اشتراكِهما بمشكلة نقصِ المعرفة،، وفيما يأتي الفرق بين الغباء والجهل:
- الجهلُ هو عدم امتلاك المعرفة، أمّا الغباء فهو امتلاك المعرفة مع عدم تطبيقها أو الاستفادة منها.
- الجاهل قد يكون لديه الإمكانيات التي تخولّه لأن يصبح عالمًا وصاحب معرفة، بينما لا يمتلك الغبي ذلك -عادةً- لعَوَز قدرتِه على الفَهم ومَلكات التّحليل.
- الجهل هو نقصٌ في المعرفة، بينما الغباء هو نقصٌ في الإدراك العقلي .
- الجهل يمكن إصلاحُه بالتعزيز الثقافيّ، بينما الغَباء يحتاج إلى معالجة للأسباب الأساسيّة التراكميّة التي أدّت إليه.
- الجهل ينتجُ بسبب الظروف المحيطة للفرد أو بسبب عدم تفرّغه أو صبره على القراءة والاطّلاع والاحتكاك بالآخرين، لكنّ الغباء يتمركز حول علّة انخفاض الكفاءة العقليّة.
- الجهل له معنى واحد وسبب واحد وهو عدم المعرفة، لكنّ الغباء يحتمل عدّة معانٍ، وينتج عن أسباب مختلفة كذلك.
مفهوم الغباء
الغباء كلمة لاتينية تُشير في معناها إلى الحالة العقلية للشخص الذي يفتقر لمهارات التّفكير وأدواته، وبالتالي فإن قدراته العقليّة أقلّ بالنسبة لغيره ممّن ملكَها، ولِكلمة الغباء مُرادفات كثيرة، مثل: الحماقة، الغفلة.
الجدير بالذكر أنّ الجهل مسألة معياريّة تعتمد كذلك على أدوات كلّ عصر وتطوّره، فمثلًا، يُذكر لبعض الفلاسفة والعلماء بعضٌ من الأفكار التي واجهت تحديًّا في قبولها ببدايتها، مثل الآتي:
- ذكر أرسطو في كتابه تاريخ الحيوانات أنّ الذكور يمتلكون عدد أسنان أكثر من الإناث، سواء كان الذّكور من الرجال والأغنام والماعز والخنازير.
- ذكر كلفن عالم الرياضيات والفيزياء أنه لا يمكن لأية آلة الطّيرانُ في حال تخطّى وزنها وزن الهواء.
- كتب مخترع الراديو Guglielmo Marconi -الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1909م- لوزارة البريد والتلغراف الإيطالية آنذاك عن إمكانية الإرسال اللاسلكي للصوت، فتم الرد عليه من قبل الوزير بأن يتجه للمصحة العقلية في روما.
بناء على ما سبق نستنتج أنه لا يمكننا اختصار تعريف الغباء بنقص القدرة العقلية، حيث إن هذا المعنى يتغير بحسب المكان والزمان والأشخاص، ويحدث اللبس أحيانًا في أننا لا نستطيع أن نميز الأفكار فيما إذا كانت غبية فعلًا أم أنها سابقة لزمانها، لذا، فإنّه من الأفضل عدم التسرع بالحكم على الأفكار والأشخاص، بل الاحتفاظ بأفكارهم حتى يحين موعد مناسب لتطبيقها أو تجربتها.
مفهوم الجهل
يستخدم مصطلح الجاهل لوصف شخص في حالة عدم وعي، حيث يكون لديه مستوى منخفض من المعرفة والمعلومات، والذي يمكن معالجته بالقراءة والتثقف أكثر حول موضوع معين، فهناك الكثير من العباقرة الذين يجهلون بعض الأمور، ولهذا لا يمكننا أن ننعتهم بالأغبياء، بل هم فقط جاهلون في هذا المجال أو تلك المسألة، وللجهل مرادفات كثيرة أبرزها غير متعلم أو بسيط.
ومِن المفارقات التي اعتبرت أنّ للجهل -أحيانًا- فوائد ما يأتي:
- استخدم جورج أورويل في روايته شعار "الجهل قوة" بشكل ساخر، للإشارة إلى أن جهل الشعب هو قوة للحزب، وبرغم استخدامه لها بشكل ساخر إلا أنه -بحسب وجهة نظره- يمكن للجهل أن يكون قوة بعكس ما تم تعليمه لنا، وبعكس الفطرة السليمة التي نشأنا عليها.
- أخرج أورسون ويلز فيلم "Citizen Kane" والذي اعتبره النقاد أحد أفضل الأفلام على الإطلاق، كان هذا العمل هو الأول لأورسون، وعندما تم سؤاله من أين حصل على الثقة للمجازفة والمخاطرة بإخراج عمل دون خبرة سابقة في المجال، أجاب وقال الجهل ثم الجهل ، لأنني أجهل المخاطر والصعوبات، لم أفكر في الأمر، ولو فعلت لما أخرجته.