لماذا خلق الله سبع سماوات
الحكمة من خلق الله للسماوات السبع
خلق الله -عز وجل- السماواتِ السبع وما فيها من عوالم وأفلاك وكواكب وأبراج ونجوم في يومين اثنين، وقيل إنّ اليوم الواحد فيها كان كألف سنة مما يعدّ البشر في مواقيتهم الدنيوية،وذلك لقوله تعالى: (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ).
وقد خلق الله -عز وجل- السماوات لحكم عديدة، منها ما استطاع العلماء أن يستنبطها من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تبيّن أنّ المخلوقات إجمالًا لم تخلق عبثًا، وأنّ لكلّ خلق حكمة عظيمة، ومنها ما هو من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله -عز وجل-.
يقول -تعالى-: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
وأما أهمّ الحكم التي أشار إليها العلماء فيما يتعلق بخلق السماوات السبع، فسوف نبين بعضًا منها من خلال ما يلي:
عبادة الله وحده لا شريك له
بين العلماء أن من حكم خلق السماوات والأرض عبادة الله -تعالى- وحده، وإقامة العدل والنظام في المجتمع، وذلك فإن الناظر في خلق السماوات يعلم أن وراء هذا الخلق ربًّا عظيمًا، وأنه لا مثيل لخلقه، وأنه وحده المستحق للعبادة.
إظهار عجائب خلق الله
إن من حكمِ خلق السماوات أيضًا بيان عجائب قدرة الله في خلقه، وذلك من خلال علو السماء وسعتها، وكبرها وعظمها، ولونها الذي يبعث الراحة، وإتقانها العجيب، وما فيها من نجوم وكواكب، وقد جعلها الله سقفًا للأرض، وحفظها من السقوط، وهذا الإعجاز ممّا لا يقدر عليه إلا الله -عز وجل-.
بيان أن الله على كل شيء قدير
خلق الله السماوات ليظهر لعباده عظمة قدرته، وأنّه على كل شيء قدير، ولا يعجزه شيء أبدَا، كما أنه -عز وجل- أيضًا محيط بكل شيء، وعالم بتفاصيل كل شيء، ولا يخفى عليه شيء من شؤون خلقه.
يقول -تعالى-: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
التفكر في خلق السماوات
أخبر الله -عز وجل- عباده في كتابه العظيم الحكيم أنه خلق السماوات والأرض، وأظهر لعباده جزءًا من إعجاز خلقه بهما، وأخبرهم أن خلق السماوات والأرض فيه آيات لذوي العقول والألباب، ثم أمرهم بالتفكر في خلق السماوات والأرض.
ومن هذه الآيات ما يلي:
- قوله -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ).
- قوله -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ).
- قوله -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ).
- قوله -تعالى-: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).