لماذا اوصى الرسول بالنساء
أسباب وصاية الرسول بالنساء
اهتمَّ الإسلام بالمرأة وأوْصى النَّبي -عليه الصلاة والسلام- بها للعديد من الأسباب، ومنها ما يأتي:
صلاح المرأة صلاح المجتمع
إنّ في صلاح المرأة صلاحٌ للمُجتمع، وفسادها فسادٌ للمُجتمع؛ نتيجة لأدوارها فيه وتشكيلها نسبةً كبيرةً من المجتمع ممَّا يزيد من أهمية الاعتناء بسلوكها وتربيتها، وتعليمها الأخلاق.
حاجة المرأة لمراعاتها نفسيًا وعاطفيًا
حاجة المرأة إلى الاهتمام بعواطفها ومُراعاة نفسيّتها بالإضافة إلى مُدارة انفعالاتها؛ لما يطرأ عليها من الأُمور التي تجعلها تشعر بالضيق والانفعال النفسي كالحيض والولادة، بالإضافة إلى قيامها بالكثير من الأدوار المتباينة في حياتها كالتربية، والحضانة، والرّضاع، والحمل وغيرها، ومزاجها المُتقلب.
تفاوت قدرات المرأة الجسدية عن الرجل
مُراعاة الضّعْف في خِلقَة المرأة وبنيتها الجسدية، وحثّ الرجال على البُعد عن إيذائها جسدياً أو معنوياً، والسَّعي إلى حمايتها، لذلك أكّد النبي على أهمية مُراعاة هذا الضعف في حجة الوداع بقوله: (اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا)، وقصورهنّ الذي يحتاج إلى جبرٍ ومواساة، يقول -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ).
وصايا الرسول بالنساء
حَرص النّبيُّ -صلى الله عليه وسلّم- على نُصْح المسلمين بكلِّ ما فيه خيرٌ لهم من أمور الدُّنيا والدين، وفي خُطبة الوداع جاءت وصاياه جامعةً شاملةً لجميع مناحي الحياة ومن هذه المناحي الأسرة والمرأة، فقد أوْصى النبي بالإحسان للمرأة، وتقوى الله في معاملتها ومن ذلك قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (اتَّقوا اللهَ في النِّساءِ).
وأكّد على أن لها من الحقوق مثل ما عليها من الواجبات، وحذّر من التقصير في أداء حقوقها، وأمر بحسْن عشرتها وكفالة نفقتها وتوفير احتياجاتها يقول -صلى الله عليه وسلم-: (ألا وحقُّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن).
هذا وقد ربط النبي بين الخيرية وبين الإحسان إلى المرأة والأهل بقوله: (خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي)، ومنه نفيه الخيرية عن الرجال الذين شكتهم زوجاتهم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لسوء معاملتهم فقال: (لقَد طافَ بآلِ محمَّدٍ نِساءٌ كثيرٌ يَشكونَ أزواجَهُنَّ ليسَ أولئِكَ بخيارِكُم).
وأكَّد الإسلام على أن ما بين المرأة وزوجها أعظم من العاطفة المؤقتة، ويُشدِّد الإسلام على ضرورة مُعاشرتها بالمعروف، وكراهية طلاقها من غير سبب أو لِهفْوةٍ أو خطأ طارئ غير مقصودٍ بَدَر منها.
مظاهر اهتمام الإسلام بالنساء
تكريم المرأة
كرَّم الإسلام المرأة واهتمَّ بها مُنذ الولادة وحتَّى الموت، سواءً أكانت زوجةً، أو بنتاً، أو أُختاً أوغير ذلك، فقد أمر الزوج بمُعاملتها بالمودة والرحمة وهو الأساس الذي تقوم عليه العلاقة بينهما، وأمّا إن كانت أُمّاً فقد أمر بالإحسان إليها، بقوله -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا)، وقد رغّب الإسلام في البنات وتربيتهن وجعل جزاء ذلك الأجر العظيم يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ).
وهذا التكريم يجعل المرأة تفتخر بدورها في المجتمع الذي أعلى من شأنها فيه، وجعلها تُقدّر قيمتها وترضى عن نفسها، مما عكس أثر ذلك على تربية أبنائها وتنشئتهم النشأة الصالحة، فقد كانت قبل الإسلام مُهانةً وضيعة.
نزول القرآن في الكثير من قضايا المرأة
من صور تكريم الإسلام للمرأة نُزول سورة من القُرآن باسم سورة النساء، ومن مظاهر تكريم المرأة الواردة في سورة النساء ما يأتي:
- المُحافظة على حقها، وخاصةً في حال يُتمها، لقوله -تعالى-: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا).
- نصيبها من الميراث يختلف مقداره بحسب قرابتها من الميِّت، وألزم الرجل بدفع المهر لزوجته، وأمر الأزواج بِمُعاملتهنّ بالمعروف، حتى وإن كان ذلك في حال كُرههنَّ فقال -تعالى-: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
مساواتها في الأوامر والنواهي مع الرجل
التَّسوية بين الرَّجل والمرأة في خطابات القُرآن وفي الأوامر والنواهي وعند تحدُّثه عن الآداب العامة، كغض البصر وحفظ الفرج، لقوله -تعالى-: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ).
كما ساوى بينهما في التكافل الاجتماعي؛ باعتبارها مُساويةً للرجل من حيث التأثير والتبعيّة، بالإضافة إلى التسوية بينهما في استغفار النبي -صلى الله عليه وسلم- لهما، لقوله -تعالى-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ).
إقرار أهلية المرأة لتحمل المهام المختلفة
تحميل المرأة مسؤولية بيتها وجعلها راعيةَ شؤونه وشؤون أبنائها وزوجها، وإقرار أهلية المرأة للاستشارة في القرارات العظيمة ومن ذلك استشارة النبي -عليه الصلاة والسلام- زوجته أُم سلمة -رضي الله عنها- في صُلح الحُديبيّة بعد أن امتنع الصحابة من نحر الهدي وحلق رؤوسهم، فاستشارها النبي -عليه الصلاة والسلام-، فأشارت عليه أن يحلق وينحر أمامهم من غير أن يتكلم معهم، فلما فعل النبي ذلك تبعه الصحابة وحلقوا ونحروا.
خلاصة المقال: كرّم الله المرأة وأوصى بها في القرآن الكريم، وحثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على الإحسان لها بنتاً وزوجةً وأماً، وتناول المقال هذه الوصايا بشكل من التفصيل.