لماذا أصابع اليد غير متساوية
سبب عدم تساوي أصابع اليد
يعدّ تباين الطول الواضح في أصابع يد الإنسان من الأمور التي حيّرت العلماء والباحثين، ممّا أدى إلى ظهور عدد من السيناريوهات والنظريات التي تفسّر ذلك، والتي دار معظمها حول عدد من الأفكار ومن ضمنها، أهمية اختلاف أطوال أصابع اليد وتميّزها عن باقي المخلوقات، إضافةً إلى دورها في تكيّف الإنسان من خلال تلبية مطالبه، والحفاظ على حياته.
ويمكن القول بأنّ التفسير الدقيق للشكل الموجود لليد والأصابع غير مؤكّد، فالأصابع نحيلة وصغيرة لدى مقارنتها بالكفّ، ورغم ذلك فهي قوية ودقيقة، كما أنّ يد الإنسان تتميّز بالإبهام القادر على التقاطع مع جميع الأصابع الأخرى بسهولة بالغة، وفيما يأتي بعض النظريات التي تقدّم بعض الأسباب لعدم تساوي أصابع اليد:
الحاجة إلى صناعة الأدوات
يُعتقَد بأنّ الإنسان سابقًا كان يملك أصابع أكثر ثخنًا ومختلفة قليلًا عن الشكل الحالي، وقد مكّنه ذلك من العيش في البيئات القديمة والتأقلم معها، إلّا أنّه لم يكن قادرًا على صناعة أدواته بصورة دقيقة كما الآن، أمّا الآن فإنّ الإنسان أصبح قادرًا على صناعة الفؤوس والسواطير على سبيل المثال بطريقة متطوّرة جدًا.
ويحتاج الإنسان إلى الأدوات المختلفة لبقائه، كما يحتاج إلى صناعتها بدقّة، وذلك من خلال أصابعه التي يُمكنه الاعتماد عليها في إنتاج أفضل الأدوات بقوّة ودقّة، كما يمكن القول بأنّ تطوّر الأدوات يعتمد اعتمادًا مباشرًا على شكل يدّ الإنسان، وتباين طول الأصابع فيها، فكلّما كانت الأدوات أكثر تعقيدًا، زادت الحاجة إلى يد أكثر تخصّصًا.
إمساك الأشياء ورميها بدقة
يستطيع الإنسان التحكّم في يديه وأصابعه النحيلة القصيرة للإمساك بالأشياء ورميها بدقّة، كما أنّ تفاوت أطوال الأصابع أدّى إلى زيادة قدرته في السيطرة عليها، إذ يُمكن للإنسان الإمساك بالشيء في باطن اليد ، وتثبيته بإغلاق الأصابع عليه كالقبضة، كما يُمكن الإمساك بالشيء بأطراف الأصابع مع الراحة.
تُظهر أصابع يد الإنسان ميّزتين أساسيّتين ناتجتين من اختلاف أطوالها، الأولى هي الدقّة والتي تظهر بصورة واضحة من خلال مراقبة لاعبي البيسبول في أثناء إمساكهم بالكرة ورميها، والثانية هي القوّة، إذ تظهر القوّة من خلال قدرة الإنسان على حمل الأدوات الثقيلة بسهولة، كالفأس مثلًا.
تشكيل القبضة
يُساهم تفاوت أطوال أصابع يد الإنسان في جعل اليد سلاحًا حاضرًا معه دائمًا، وذلك من خلال تشكيل القبضة في أي وقت، إذ يؤدي اختلاف العظام المكوّنة للأصابع إلى تعبئة جميع الفراغات في القبضة بالتفاف هذه الأصابع معًا، كما أنّ الإبهام يلعب دورًا أساسيًا في تقديم الدعم، ممّا يزيد من قوّة القبضة.
وتعدّ قبضة الإنسان فريدةً جدًا، ولا يُمكن تحقيق قوّة قبضته ذاتها من خلال أصابع متساوية في الطول والحجم، فلولا تصميم يده المميّز لما كان هذا ولاستحال تشكيلها، إضافةً إلى ذلك يُمكن قياس قوّة القبضة من خلال أجهزة ديناميكية، إذ إنّ هناك متوسّطات محدّدة للذكور أو الإناث لا بدّ من تحقيقها للحُكم على صحّة الشخص.