لسان الدين بن الخطيب
لسان الدين بن الخطيب
لسان الدين بن الخطيب هو علامة أندلسي، واسمه الكامل لسان الدين محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السلماني الغرناطي، يكنى أبو عبدالله، وينسب من سلمان وهو حي بن مراد، من بنو سلمان بن يشكر بن ناجية بن مراد، من عرب اليمن القحطانيين، ولد بمدينة لوشة، في الأندلس سنة (1313)، هاجرت عائلته قبل ولادته إلى الأندلس ، وأقاموا في قرطبة ثم طليطلة، ثم استقروا في غرناطة، حيث تلقى لسان الدين علومه وثقافته في هذه المدينة.
ألقابه
اشتهر بالعديد من الألقاب من أهمها ما يأتي:
- لسان الدين: هو لقب مشرقي، يطلق على العديد من العلماء مثل: جلال الدين، سراج الدين، خير الدين.
- الخطيب: نسبة إلى عائلته آل الخطيب، حيث اشتهرت عائلته بالخطابة، من خلال جده سعيد الذي كان خطيباً.
- ذي الوزارتين: وهذا لربطه بين الكتابة وعمله في القصور.
نشأته وثقافته
نشأ في بيت علم وجاه في مدينة غرناطة ، حيث كان أبوه يعمل كاتباً في ديوان الإنشاء، ودرس على يد الكثير من العلماء في علوم الأدب والتاريخ والطب والفلسفة والجغرافيا والفقه وأصوله، وغيرها من العلوم.
كان طموحاً في أن يصل لمبتغاه من نتائج دراسته، ويعتبر موسوعة عقلية لما عرفه من معارف وفنون عصره، حيث بدأ العمل ككاتب خلفاً لوالده في ديوان الإنشاء سنة (1340)، وبعد فترة من الزمن استلم رئاسة الديوان.
المهام التي استلمها
مع مرور الوقت ارتفعت مكانته لدى سلطان غرناطة الحجاج يوسف بن إسماعيل بن فرج حيث جعله كاتب سره في المكتبة السلطانية، وازدادت ثقة السلطان بلسان الدين، حيث أرسله لتقديم التعزية بوفاة والد سلطان المغرب.
توفي السلطان الحجاج، واستلم الحكم من بعده ابنه الغني بالله محمد بن يوسف بن إسماعيل بن فرج، وبقيت مكانة لسان الدين في حكمه كما هي سابقاً، حيث أرسله لطلب المساعدة من سلطان المغرب ضد ملوك قشتالة، وحين وصوله للسلطان ألقى قصيدة شعرية، ومطلعها كالآتي:
خليفة الله ساعد القدر
علاك ما لاح في الدجى قمر
والناس بأرض أندلس
لولاك ما أرضوا وما عمروا
وبعد عدة سنوات حدث انقلاب في غرناطة، اضطر فيها السلطان ولسان الدين الالتجاء إلى المغرب، ثم عادوا إلى غرناطة بعد انتهاء الانقلاب في سنة (1362) حيث استلم منصب الوزير لمدة 10 سنوات، وأثناء حكمه في الوزارة، بدأت المؤامرات ضده، حيث اتهم بالزندقة والخروج عن الشريعة الإسلامية وتم إقناع السلطان بصحة هذه التهم، مع المطالبة بإعدامه، إلا أنه غادر غرناطة متجهاً إلى المغرب، لكن بعد عدة سنوات، تم العثور عليه وحبسه ثم قتله.
مكانته العلمية
اطّلع العديد من العلماء على سيرة علم لسان الدين بن الخطيب، حيث وصلوا لنتيجة حبه للعلم والعلماء، ومن أبرز هؤلاء العلماء وأقوالهم كالآتي:
- ابن خلدون : "شاعر الأندلس والمغرب، وأنه كان من اللسان ملكه لا تدرك".
- أبو العباس التنبكتي: "الإمام الأوحد الفذ، صاحب الفنون المنوعة والتألف العجيبة".
- ابن الأحمر: "شاعر الدنيا وعلم المفرد والثنيا".
- فروخ: "كان لسان الدين بن الخطيب بارعاً في السياسة والفلسفة والطب، أما في التاريخ فكان مؤرخ عصره بلا منازع، وهو أديب ناشر، مترسل وشاعر مقتدر".
مؤلفاته
تنوعت مؤلفات لسان الدين بن الخطيب؛ فمنها التاريخية والأدبية والشعرية والجغرافية والفلسفية والطبية، حيث وصلت بحدود (60) كتاباً، ومنها ما يأتي:
- أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام، وما يجر ذلك من شجون الكلام.
- اللمحة البدرية في الدولة النصرية.
- الإحاطة في أخبار غرناطة.
- معيار الاختيار في ذكر المعاهد والديار.
- خطرة الطيف في رحلة الشتاء والصيف.
- نفاضة الجراب في علالة الاغتراب.
- جيش التوشيح.
- الكتيبة الكافة فيمن لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة.
- ديوان شعري يحتوي على 746 قصيدة.
- ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب.
- كناية الدكان بعد انتقال السكان.
- روضة التعريف بالحب الشريف.
- عمل من طب لمن حب.
- أرجوزة في الطب.
- رجز في الأغذية.
- الوصول لحفظ الصحة في الفصول.
- الأرجوزة المعلومة (كتاب يتحدث عن السموم).
وفاته
توفي لسان الدين بن الخطيب سنة (1374) ودفن في مدينة فاس المغربية.