كيفية كتابة مقدمة موضوع تعبير
التعبير
يعد التعبير من الفنون الكتابيّة، ويحتاجه الطالب في مدرسته كما يحتاجه الكاتب بشكل عام أو الباحث، وللتعبير أهميّة كبيرة في نشر الوعي والمعرفة، وتبادل خبرات الحياة، ونشر القيم الإيجابيّة، وحصر القيم السلبيّة فضلاً عن محاربتها وطمسها، وفيه أيضاً عرض للأفكار بشكل منظم ودقيق، وتعتمد شهرة المقالة ودرجة قبولها على لباقة كاتبها وأسلوبه في كتابتها، ومنهجيته العلمية الدقيقة في عرض أفكاره وتسلسلها، ولموضوع التعبير عناصر أولها المقدمة، وثانيها العرض، وثالثها الخاتمة، وسأقتصر الحديث هنا على المقدمة ومواصفاتها وعناصرها، وأشكالها، ونموذج لإحدى المقدمات.
أهميّة المقدمة
تكمن أهميّة المقدمة في أنّها ممهدة لما بعدها، وموطئة له، فهي ممهّدة لموضوع التعبير مشوّقة له، مثيرة التحفيز نحوه، مسلطة الضوء عليه، فالنجاح في صياغة المقدمة نجاح في الموضوع.
أشكال المقدمة
للمقدمة أشكال متعددة، يحدّدها الكاتب وأسلوبه الذي يرتئيه، ومنهجه في الكتابة، فتارة تكون بالأسلوب الإنشائيّ التقريري، وتارة تكون بالأسلوب الاستفهاميّ، وأحياناً أسلوب عرض المشكلة، وقد تكون بذكر جزء من نص يراد تفصيل عناصره، ويبقى أسلوب الكاتب هو المحدد لنوع المقدمة وشكلها، وكلّما برع الكاتب في إظهار مواهبه الكتابية في المقدمة بعيداً عن الاقتباسات يكون أفضل.
مواصفات المقدمة وعناصرها
وللمقدمة الناجحة والمميزة مواصفات عدة نذكر منها:
- العبارات الموجزة المختصرة، بعيداً عن الإطالة والتفاصيل.
- أن تكون متضمنة بعض عناصر الموضوع بشكل موجز.
- فيها عرض لأسباب اختيار الموضوع وأهميّته.
- التناسق بين العبارات، مع أسلوب شيّق في التعبير.
- الانسياق التدريجي نحو العرض، بحيث لا تكون هناك فجوة ولا حاجز بين المقدمة والعرض.
نموذج مقدمة عن أهمية استغلال وقت الفراغ
يُعَدُّ الوقت من أنفس ما يملكه الإنسان، والنّاس أشكال متعددة في تعاملهم معه، والمسلم له نهجه الخاص في ذلك، وهناك طرق للتعامل الإيجابي مع الوقت، كما وأنّ هناك آثاراً إيجابيّة لحسن استغلال الوقت، وأخرى سلبيّة تترتب على إساءة التعامل مع الوقت.
ويبقى الكاتب وأسلوبه ونهجه وثقافته من أهم عناصر نجاح موضوعه التعبيري، فمتى نجح في صياغة مقدمة مناسبة ممهدة للموضوع بشكل جيد، بذكرها بعض عناصره، ثمّ انتقل بشكل تدريجي، ودون ترك حاجز بين المقدمة والموضوع، لعرض الموضوع بشكل تفصيليّ مراعياً قواعد اللغة والكتابة السليمة، ووضع في النهاية خاتمة مناسبة للموضوع، فيها تصور استنتاجي كلي عن الموضوع، يكون قد حقق الفائدة العظيمة والمرجوة من موضوعه، فيلقي موضوعه اهتماماً مناسباً يليق به، وبخلاف هذه الأمور لا يكون موضوعه مقبولاً، ولا يجد اهتماماً.