كيفية علاج حصى المرارة
هل تعالج حصى المرارة بالجراحة دائمًا؟
يُعدّ الخيار العلاجي المعتاد لحصى المرارة هو الخيار الجراحي الذي يهدف لاستئصال المرارة، بينما توجد خيارات طبية أخرى للسيطرة على حالة حصى المرارة مثل الأدوية والإجراءات الطبية، ولكن مثل هذه الخيارات لا يُلجأ إليها إلا إذا كانت الحصى من نوع حصى الكوليسترول وكان الخيار الجراحيّ غير متاح لسبب ما.
الطرق الجراحية لعلاج حصى المرارة
تُمثل الجراحة حلّاً جذرياً للتخلص من الأعراض والمشاكل المرتبطة بحصى المرارة ومنع تشكّلها مستقبلًا، وعند استئصال المرارة تنتقل العصارة الصفراوية مباشرةً من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة دون أن يتمّ تخزينها في المرارة.
أنواع جراحات استئصال حصى المرارة
ويُشار إلى أنّ عملية استئصال المرارة تُجرى بطريقتين؛ إمّا عن طريق الجراحة المفتوحة وإمّا عن طريق المنظار، ويُمكن بيان كلّ نوع منهما على النّحو الآتي:
الجراحة المفتوحة
تستوجب هذه الجراحة إخضاع المريض للتخدير العامّ، وتتمثل بإجراء شقّ أيمن البطن تحديداً أسفل الأضلاع مُباشرةً، بحيث يبلغ طوله حوالي 15 سنتيمتراً، ليتمّ بعد ذلك استئصال المرارة، يلي ذلك إغلاق موضع الجرح، وتجدر الإِشارة إلى أنّ الجراحة المفتوحة تستغرق فترة تتراوح بين ساعة إلى ساعتين لإتمامها، وقد يتطلب الأمر مكوث المريض في المستشفى لما يقارب خمسة إلى سبعة أيام ليتعافى، وتُقدر المدة الزمنية التي يحتاجها المريض ليسترد كامل عافيته حوالي أربعة إلى ستة أسابيع.
الجراحة بالمنظار
تتمثل هذه الجراحة بإجراء عدد من الشقوق الصغيرة في البطن يتراوح عددها بين 3-4 شقوق، إضافة إلى إجراء شقّ واحد كبير يبلغ طوله 2-3 سنتيمترات عن السرّة، وواحد آخر بطول سنتيمتر واحد أو أقلّ في الجانب الأيمن من البطن، بحيث يتمّ بعد ذلك إدخال المنظار عبر أحد شقوق البطن، بما يُتيح رؤية ما داخل البطن على شاشة مُخصّصة لذلك واستئصال المرارة.
وقد يُصوّر الطبيب القناة الصفراوية أثناء هذه الجراحة في حال الاشتباه بوجود حصى في هذه القناة، بحيث يتمّ إغلاق موضع الشقوق بعد العملية، وعادةً ما يتمّ إجراؤها في غضون ساعة إلى ساعة ونصف بحيث يكون بإمكان المريض مغادرة المستشفى في اليوم نفسه، وتُقدر المدة الزمنية التي يحتاجها المريض ليسترد كامل عافيته حوالي سبعة إلى عشرة أيام، وتجدر الإشارة إلى توفر تقنية حديثة تُعرف بالجراحة بالمنظار عن طريق الثقب الواحد، بما يُمكّن من إجراء استئصال المرارة عن طريق إجراء شقّ واحد صغير.
الإجراءات قبل الخضوع للجراحة
يوصي الطبيب المُصاب ببعض الإجراءات لاتباعها قبل الخضوع للعملية، ويترتب على ذلك ضرورة إخبار المريض طبيبه بجميع الأدوية والمكمّلات الغذائية التي يستخدمها، إذ قد يوصي الطبيب بالتوقف عن بعضها قبل مُدّة مُعينة من الخضوع للجراحة نظراً لاحتمالية ارتباط بعضِها بخطر النزيف، وفي اليوم السابق للعملية يتوجّب على المريض الاكتفاء بشرب الماء والسوائل مع الأدوية في حال أشار الطبيب بذلك دون تناول أيّ من الأطعمة، مع ضرورة التوقّف عن الطعام والشراب بشكلٍ تامّ قبل أربع ساعات من العملية على الأقل.
وقد يتمّ إخضاع المريض لمجموعة من التحاليل الطبية والفحوصات قبل خضوعه للجراحة بهدف التّأكد من مدى تأثير الحصى في صحّة المُصاب، وقد تشمل ما يأتي:
- تحليل الدم.
- التصوير بالأشعة فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound).
- المسح الكبدي الصفراوي باستخدام الرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI Hepatobiliary iminodiacetic acid scan)، ويجرى ذلك عن طريق حقن الجسم بمادة ملونة بما يُمكّن من تشكيل صورة لأيّ انسداد في القنوات.
- التصوير التنظيري بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Endoscopic ultrasonography)، ويتمّ ذلك عن طريق إدخال منظار من الفم وتمريره خلال الجهاز الهضمي بما يُمكّن الموجات الصوتية من إنشاء صورة مفصلة للأمعاء الدقيقة.
الإجراءات بعد الخضوع للجراحة
لا تؤثر عملية استئصال المرارة في حياة المصاب أو صحته مستقبلاً، إذ سيستعيد المُصاب نشاطه بعد الخضوع للعملية بوقتٍ قصير ويعتمد ذلك بشكلٍ رئيسي على نوع الإجراء المُتّبع والصحّة العامّة للمُصاب، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ جراحة استئصال المرارة لن تؤثر في صحّة الجهاز الهضمي، ولكن قد يُعاني البعض من سلس البراز (بالإنجليزية: Loose stool) بعد العملية من حينٍ لآخر أو تغير في العادات الإخراجية، إلّا أنّ ذلك يختفي مع مرور الوقت.
العلاج الدوائي لعلاج حصى المرارة
في الحقيقة لا يُعدّ استخدام العلاجات الدوائية لإذابة حصى المرارة أمراً شائعًا، إذ يُلجأ لها في الحالات التي لا يُمكن فيها إخضاع المريض للجراحة كما تم ذكره، وتوصف هذه الأدوية الفموية لفترة أشهر أو سنوات في سبيل تحقيق المُراد من استخدامها، ولكن قد لا تُجدي هذه الأدوية فعاليّة في إذابة حصى المرارة في بعض الحالات.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية لا تؤدي إلى اختفاء الحصى بشكلٍ دائم في جميع الحالات، ففي العديد من الحالات قد تعود الحصى للظهور مرة أخرى فور التوقّف عن تناول الدواء، وفيما يأتي بيان لأبرز الأدوية التي قد تُوصف في حالات حصى المرارة.
حمض اورسوديوكسيكوليك
دواعي استعمال الدواء
يُعدّ حمض اورسوديوكسيكوليك (بالإنجليزية: Ursodeoxycholic acid) من الأدوية التي تستخدم لإذابة حصى المرارة عندما يكون في حجم الحصى صغيراً ولا يحتوي في تركيبته على عنصر الكالسيوم، وللوقاية من تطوّر حصى المرارة في الحالات التي يمتلك فيها الشخص عوامل مُعينة تزيد من احتمالية تطور الحصى لديه؛ كحالات فقدان الوزن السريع بعد الخضوع لجراحات تقليل الوزن.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية لا توصف بشكلٍ شائع نظراً لمحدوديّة فعاليّتها، ووجوب المواظبة عليها لفترة طويلة من الزمن لتحقيق الهدف من استخدامها عدا عن ذلك فإنّ الحصى قد تظهر مرة أخرى بمجرد التوقف عن تناول الدواء،
موانع استعمال الدواء
يُنصح بعدم وصف هذا النّوع من الأدوية للنساء في فترة الحمل أو الرضاعة الطبيعية في العادة، كما يتطلّب استخدامها الاستعانة بوسيلة منع حمل طيلة فترة الاستخدام، ويُنصح باختيار الواقيات أو حبوب منع الحمل منخفضة الإستروجين، لأنّ باقي أنواع حبوب منع الحمل الفموية قد يؤثر حمض اورسوديوكسيكوليك في عملها فيحول دون منع الحمل.
طريقة استخدام الدواء
يُنصح بتناول هذا الدواء مع وجبة الطعام أو بعدها في ذات الأوقات من كلّ يوم تجنّباً لنسيان أيّ من الجرعات، وفي حال نسيان أو تفويت أيٍّ منها فيجدُر أخذها فور تذكّرها، عدا الحالات التي يكون فيها وقت الجرعة التالية قد اقترب، ففي هذه الحالة يجب تناول جرعة واحدة فقط ولا يجوز أخذ الجرعتين في نفس الوقت كمحاولة لتعويض الجرعة الفائتة.
الآثار الجانبية للدواء
يُميّز هذا الدواء أنّ الآثار الجانبية المُترتبة على استخدامه قليلة الحدوث وتكون خفيفة في حال ظهورها. فغالباً ما تختفي هذه الأعراض خلال الأيام القليلة الأولى من ظهورها، ومن الآثار الجانبية الشائعة لاستخدام حمض اورسوديوكسيكوليك الإصابة بالإسهال، ويُمكن التغلّب على ذلك عن طريق تناول كميات كبيرة من السوائل لتعويض السوائل المفقودة، ويجدر التنبيه إلى ضرورة استشارة الطبيب في حال استمرار الأعراض لفترة طويلة أو زيادتها سوءاً بما يُزعج المريض.
حمض شينوديوكسي كوليك
دواعي استعمال الدواء
يستخدم حمض شينوديوكسي كوليك (بالإنجليزية: Chenodeoxycholic Acid) لإذابة حصى المرارة في بعض الحالات؛ تحديداً الحالات التي لا يُمكن إخضاع المريض لعملية جراحية فيها، وفي الحقيقة لا يُساهم هذا الدواء في الوقاية من تطوّر حصى المرارة، وحتّى مع العلاج فمن المُحتمل أن تعود الحصى بالظهور بعد اختفائها في غضون خمسة أعوام.
موانع استعمال الدواء
يجدر الانتباه إلى ضرورة تجنّب استخدام هذا الدواء في حال وجود أي مشاكل صحية قد تؤدي إلى حدوث انسداد في الجهاز الهضمي، أو أي أمراض في الكبد، أو التهاب البنكرياس المُرتبط بحصى المرارة، كما يُنصح بعدم وصف هذا النّوع من الأدوية للنساء في فترة الحمل، نظراً لكونه قد يتسبّب بالإضرار بالجنين وحدوث تشوّهات خلقيّة،
طريقة استخدام الدواء
وغالباً ما يوصف هذا الدواء بجرعة مناسبة مرتين في اليوم الواحد إلى أن تذوب الحصى بشكلٍ تامّ، وقد يتطلّب الأمر استخدامه لمدّة عامّ إلى أن يُلحظ تحسّن الأعراض، ويجب عدم استخدامه لمدّة تتجاوز العامين، كما يجدُر بالمريض مراجعة الطبيب إذا استخدم هذا الدواء وفقاً لإرشاداته لمدّة ستة أشهر ولم تبدأ الأعراض بالتحسّن خلال هذه المدة، وفيما يتعلق بتفويت الجرعة أو نسيانها فيتمّ التعامل مع ذلك كما هو الحال مع حمض اورسوديوكسيكوليك.
الآثار الجانبية
فيما يتعلّق بالأعراض الجانبية الأكثر شيوعاً فهي تتمثل بتقلصات المعدة الخفيفة واضطراب نتائج تحليل الدم عن الطبيعي، ويترتب على ذلك إخضاع المريض لفحوصات الدم بشكلٍ دوري خلال فترة استخدام هذا الدواء، وتجب استشارة الطبيب في حال عدم تحسّن الأعراض أو ظهور الآثار الجانبية الناتجة عن هذا الدواء أو زيادتها سوءًا، أو ظهور بعض الأعراض الأخرى؛ كالإسهال الشديد أو المستمر، أو فقدان الشهية، أو اليرقان.
تفتيت الحصوات بموجات صادمة من خارج الجسم
يتم تفتيت الحصوات بموجات صادمة من خارج الجسم (بالإنجليزية: Extracorporeal shockwave lithotripsy) عن طريق استخدام جهاز يولد موجات لتحطيم الحصى الى قطع صغيرة بما يُسهّل عبورها عبر النّظام الصفراوي دون إحداث أيّ انسداد.
ويُلجأ لهذا الخيار في الحالات التي يكون فيها حجم الحصى صغيراً والمرارة تعمل بكفاءة جيّدة، وقد يُلجأ لهذا الخيار لدى المرضى غير القادرين على الخضوع للجراحة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الإجراء لا يتطلّب إخضاع المريض للتخدير، ويُمكن إجراؤه في العيادات الخارجية.
تقنية تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع
تعتمد التقنية تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (بالإنجليزية: Endoscopic retrograde cholangiopancreatography) على إجراء تنظير الجهاز الهضمي العلوي إلى جانب التصوير بالأشعة السينية، ويُلجأ لهذه التقنية في حال أشارت نتائج الفحوصات الأخرى إلى وجود انسداد في القنوات الصفراوية، وتتمثل هذه التقنية باستخدام أداة تشبه الأنبوب بهدف إزالة حصى المرارة وأيّ انسداد موجود في القناة الصفراوية، إذ يتمّ إدخال المنظار عبر الفمّ، وأسفل الحلق، ومن ثمّ المعدة مروراً بالاثني عشر.
وفي بعض الأحيان يلجأ الطبيب إلى وضع دعامة دائمة في القناة الصفراوية بما يُسهّل مرور العصارة الصفراوية والحصى، ويتطلّب هذا الإجراء إخضاع المريض إلى نوع مُعين من التخدير؛ بحيث يكون واعياً تماماً لما يحدث حوله أثناء العملية دون الشعور بالألم، وتتراوح مدّة العملية بين 15-60 دقيقة، وغالباً ما تستغرق حوالي ثلاثين دقيقة، وقد يتطلّب الأمر إبقاء المريض لبعض الوقت في المستشفى للمراقبة.
العلاج عن طريق الجلد
يُلجأ لخيار العلاج عن طريق الجلد (بالإنجليزية: Percutaneous Therapy) في الحالات التي يكون فيها المرضى مُعرضين لمخاطر عالية إذا خضعوا للجراحة، إذ يهدف هذا الإجراء إلى استخدام المنظار بهدف فتح المرارة، وتوسيع القناة، إضافة إلى إزالة أيّ حصى موجود فيها، ويتضمّن هذا الإجراء عدّة تقنيات.
من بينها العلاج الانحلالي المتّصل (بالإنجليزية: Contact dissolution therapy)؛ إذ يتمثل ذلك بإدخال قسطر في المرارة، بحيث يتمّ بعد ذلك حقن المذيب بشكلٍ مُباشر في المرارة، بما يُمكّن من إذابة أنواع مُعينة من الحصى؛ تحديداً حصى الكوليسترول.
فيديو عن حصوات المرارة
يتحدّث الفيديو عن حصوات المرارة، وكيفية علاجها.