كيفية علاج جرثومة المعدة
علاج جرثومة المعدة
أغلب حالات جرثومة المعدة، أو الملوية البوابية، أو بكتيريا المعدة (بالإنجليزية: Helicobacter pylori) لا تتطلب أي علاج؛ إلا بعض الحالات الخاصة، مثل المصابين الذين عانوا منها سابقاً، أو الذين يعانون من القرحة في الاثني عشر، وتكمن أهمية علاج جرثومة المعدة في المساعدة على الشفاء من القرحة الهضمية، مع تقليل حدوث مضاعفاتها وكذلك تقليل احتمالية الإصابة بالقرحة مرة أخرى، ويعتمد اختيار طريقة العلاج الصحيحة والمناسبة لجرثومة المعدة على عدة عوامل، من أهمها إمكانية توفر الأدوية المختلفة، وسؤال المصاب حول طبيعة المضادات الحيوية التي أخذها في أي وقت سابق، وكذلك احتمالية مقاومة البكتيريا للعلاجات، كما يعتمد اختيار العلاج على التوصيات الطبية المعتمدة في الدول المختلفة.
العلاج الأولي لجرثومة المعدة
تستخدم المضادات الحيوية المختلفة في علاج جرثومة المعدة، وبهدف تقليل احتمالية ظهور المقاومة عند البكتيريا عادة ما يلجأ الطبيب إلى وصف نوعين مختلفين من المضادات الحيوية على الأقل، بالإضافة إلى نوع من الأدوية المثبطة لإفراز الحمض التي تستخدم لمساعدة بطانة المعدة على الالتئام والشفاء، إذ تشكل هذه الأدوية الثلاثة العلاج الأولي لجرثومة المعدة، والذي يستغرق مدة أسبوع إلى أسبوعين ليبدأ بعدها المصاب في الشعور بالتحسن، كما يمكن إضافة تركيبة البسموث سبساليسيلات (بالإنجليزية: Bismuth subsalicylate) للعلاجات السابقة،ويمكن التطرق لتفصيل الأدوية المستخدمة في العلاج الأولي فيما يأتي:
- المضادات الحيوية: يتم استخدام نوعين مختلفين من المضادات الحيوية على الأقل، بهدف التخلص من البكتيريا والقضاء عليها، وكغيرها من الأدوية يمكن أن يسبب تناول المضادات الحيوية ظهور بعض الآثار الجانبية عند بعض الأشخاص، فيمكن اللجوء إلى الطبيب أو الصيدلاني إذا استمر ظهورها، أو إذا سببت هذه الآثار انزعاجاً كبيراً عند المصاب،وتتوفر العديد من المضادات الحيوية التي يمكن استخدامها، ومن هذه المضادات يمكن ذكر ما يأتي:
- الأموكسيسيلين (بالإنجليزية: Amoxicillin): قد يسبب تناول الأموكسيسيلين الإصابة بالإسهال والغثيان، وتظهر هذه الآثار الجانبية في شخص واحد من كل عشرة أشخاص.
- الكلاريثروميسين (بالإنجليزية: Clarithromycin): يمكن أن يسبب استخدام كلاريثروميسين ظهور بعض الآثار الجانبية، مثل: الإسهال، والتقيؤ، والغثيان، والشعور بآلام وحرقة في المعدة، وصداع الرأس، بالإضافة إلى حدوث تغيرات في حاسة التذوق، وغازات البطن.
- المترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole): يسبب تناول هذا الدواء ظهور بعض الآثار الجانبية، مثل: الشعور بوجود طعم معدني في الفم، والغثيان، والتقيؤ، والإسهال.
- التيتراسايكلن (بالإنجليزية: Tetracycline): يسبب تناول التيتراسايكلن حدوث بعض الآثار الجانبية، ومنها: الإسهال، وحدوث اضطراب في المعدة، وتغيرات في لون الجلد، والإصابة بالقرح الفموية (بالإنجليزية: Sore mouth)، والإصابة بالحكة الشرجية أو المهبلية، والإصابة بالحروق نتيجة التعرض للشمس.
- التينيدازول (بالإنجليزية: Tinidazole): قد تظهر بعض الآثار الجانبية جراء تناوله، ومنها: الصداع، والدوار (بالإنجليزية: Vertigo)، والحكة بسبب ظهور طفح جلدي، والتقيؤ والغثيان، وفقدان الشهية، والإصابة بألم في المعدة، والإسهال .
- الأدوية المثبطة للحمض: تفضل بكتيريا المعدة العيش في وسط حمضي، إذ تحتاج إلى بيئة حمضية لزيادة كفاءتها في المعدة، ويتمثل دور هذه الأدوية في زيادة فعالية المضاد الحيوي في القضاء على البكتيريا وتقليل حموضة المعدة، وتقسم هذه الأدوية إلى مجموعتين كما يأتي:
- مضادات أو حاصرات مستقبلات الهستامين (بالإنجليزية: Histamine H2-receptor antagonist) واختصاراً H2RA، وتتمثل آلية عملها في إيقاف فعالية مركب الهيستامين (بالإنجليزية: Histamine)، والذي له دور في زيادة إفراز الحمض في المعدة ، ومن الأدوية التي تنتمي إلى هذه المجموعة: السيميتيدين (بالإنجليزية: Cimetidine)، والرانيتيدين (بالإنجليزية: Ranitidine)، والنيزاتيدين (بالإنجليزية: Nizatidine)، والفاموتيدين (بالإنجليزية: Famotidine).
- أدوية مضادات مضخات البروتون (بالإنجليزية: Proton pump inhibitors) واختصاراً PPIs، إذ تغلق هذه الأدوية مضخات البروتون داخل المعدة، وبالتالي تقليل كمية الحمض المفرز بداخلها، وتتميز هذه الأدوية بأنَّ لها تأثيراً سريعاً في تخفيف الألم، والسيطرة على درجة الحموضة في المعدة، وكذلك امتلاكها تأثيراً مضاداً لنمو الميكروبات، لذلك يفضل استخدامها بدلاً من حاصرات مستقبلات الهيستامين في علاج جرثومة المعدة خاصة عند المصابين في القرحة الهضمية، وتنتمي لمضادات مضخات البروتون مجموعة من الأدوية، ومنها: الإيزوميبرازول (بالإنجليزية: Esomeprazole)، والأوميبرازول (بالإنجليزية: Omeprazole)، واللانسوبرازول (بالإنجليزية: Lansoprazole)، والرابيبرازول (بالإنجليزية: Rabeprazole)، والبانتوبرازول (بالإنجليزية: Pantoprazole).
- البسموث سبساليسيلات: تساعد هذه التركيبة على تكوين طبقة على القرحة الهضمية لحمايتها من حمض المعدة، ومن الآثار الجانبية المميزة لهذه التركيبة هو التغير غير الضار في لون اللسان ، إذ قد يتغير لونه إلى اللون الأسود، كما يمكن أن يتغير لون البراز ليتخذ لوناً غامقاً، ويمكن أن يعاني المصاب من الإمساك.
أسس اختيار العلاج الأولي لجرثومة المعدة
- العلاج الثلاثي لجرثومة المعدة: يعد العلاج الثلاثي (بالإنجليزية: Triple therapy) علاجاً أولياً في حالة التأكد من أنَّ 85% من سلاسل جرثومة المعدة ما زالت تتأثر بالمضادات الحيوية المستخدمة، وتستخدم في خطة هذا العلاج ثلاثة أنواع من الأدوية، ويستغرق تناولها مدة تتراوح ما بين 10 إلى 14 يوماً، إذ تستخدم أحد الأدوية المضادة لمضخات البروتون المذكورة سابقاً، بالإضافة إلى تركيبة الأموكسيسيلين أو تركيبة مترونيدازول، وتركيبة كلاريثروميسين، ويمكن اللجوء إلى تركيبة الريفابوتين (بالإنجليزية: Rifabutin) كبديل عن تركيبة كلاريثروميسين، وذلك في حال انتشار مقاومة المضادات الحيوية المعهودة لهذه البكتيريا.
- العلاج الرباعي لجرثومة المعدة:عادة ما يكون العلاج الرباعي (بالإنجليزية: Quadruple therapy) خياراً ممتازاً في الدول المتقدمة، إذ تبلغ نسبة مقاومة جرثومة المعدة لتركيبة كلاريثروميسين أعلى من 15% في هذه الدول، ويتكون العلاج الرباعي من أربعة أنواع من الأدوية التي يلتزم المصاب بتناولها لمدة 14 يوماً، وهذه الأدوية هي: التيتراسايكلن، والمترونيدازول، والبسموث سبساليسيلات، وأحد الأدوية المضادة لمضخات البروتون.
فشل العلاج الأولي لجرثومة المعدة
أشارت بعض الدراسات السريرية الكبيرة التي نشرت في مجلة طب الجهاز الهضمي العالمية (بالإنجليزية: World Journal of Gastroenterology) عام 2008م، إلى احتمالية فشل العلاج الأولي في 20% من المصابين، تكون النسبة أعلى من ذلك على أرض الواقع، وفي هذه الحالة يمكن اللجوء إلى خطة علاج بديلة لمدة 14 يوماً، وتتضمن أحد الأدوية المضادة لمضخات البروتون، بالإضافة إلى نوعين من المضادات الحيوية بحيث يكون أحدهما على الأقل يختلف عن المضادات المستخدمة في العلاج الأولي.
متابعة علاج جرثومة المعدة
يجدر بالذكر أنَّه بالرغم من القضاء على جرثومة المعدة باستخدام العلاجات المختلفة، إلا أنَّه يستمر وجود الأجسام المضادة في الدم مدة أربعة أشهر أو حتى أكثر، لذلك لا ينصح باللجوء إلى فحوصات الدم لمتابعة المصاب، بل يمكن التأكد من فعالية العلاج في القضاء على جرثومة المعدة من خلال فحص التنفس، أو فحص البراز بعد الانتهاء من تلقي العلاج بأسبوع أو أسبوعين.
ولمعرفة المزيد عن مدة علاج جرثومة المعدة يمكن قراءة المقال الآتي: ( كم مدة علاج جرثومة المعدة ).
حقائق حول جرثومة المعدة
عادة ما يصاب الفرد بهذه الجرثومة في مرحلة الطفولة، وهي من أنواع العدوى التي لا يرافقها ظهور أي علامات أو أعراض في البداية، ولأنَّها تعد أشهر أسباب الإصابة بقرحة المعدة، فقد يلجأ الطبيب لفحوصات طبية للتأكد من وجود هذه البكتيريا إذا اشتكى المصاب من أعراض قرجة المعدة، وبشكل عام يقدر أنَّ نصف سكان العالم مصابون بهذه الجرثومة، إذ تتراوح نسبة الإصابة بجرثومة المعدة في الدول النامية ما بين 85-95%، بينما تتراوح هذه النسبة في الدول المتقدمة ما بين 30-50% تقريباً، وذلك بحسب دراسة نشرت في مجلة مسببات الأمراض (بالإنجليزية: Pathogens) عام 2019م.
ولمعرفة المزيد عن جرثومة المعدة يمكن قراءة المقال الآتي: ( ما هي بكتيريا المعدة ).
فيديو عن علاج جرثومة المعدة
يتحدث الفيديو عن علاج جرثومة المعدة.