كيفية صلاة نافلة الفجر
كيفية صلاة نافلة الفجر
تُصلَّى سنّة الفجر كما تُصلَّى الصلوات بشكلٍ عام، وهي تُشبه صلاة الفجر ، وفيما يأتي بيان كيفيّتها تفصيلاً:
- خطوات صلاة نافلة الفجر:
- يبدأ المُصلِّي باستقبال القبلة، ثُم النية .
- يُكبِّر تكبيرة الإحرام، ويضع كفّ يده اليُمنى على ظهر كفّ يده اليُسرى على صدره، ثُمّ يقرأ دُعاء الاستفتاح بأيِّ صيغةٍ مأثورةٍ عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، كقوله: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد".
- يتعوّذ ويُبسمل، ويقرأ سورة الفاتحة، ويقرأ بعدها ما تيسّر من القُرآن، وإن قرأ كما كان يقرأ النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- فيهما فهو الأفضل.
- يُكبّر فيركع ويقول: "سبحان ربي العظيم" ثلاث مرات، ثم يرفع رأسه من الركوع ويقول: "سمع الله لمن حمده"، ويقول: "ربنا ولك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد".
- يُكبّر فيسجد بعد ذلك، ويقول: "سبحان ربي الأعلى" ثلاث مرات، ويكون سجوده على سبعةِ أعضاء وهي: الجبهة مع الأنف، والكفيّن، والركبتيّن، وأطراف القدمين، ويُباعد عضديه عن جنبيه، ولا يبسط ذراعيه على الأرض، ويستقبل برؤوس أصابعه القبلة.
- يُكبّر رافعاً من السجود بقوله: "الله أكبر"، ثم يجلس بين السجدتين على قدمه اليسرى، وينصب قدمه اليمنى، ويُسنّ له القول بين السجدتين: "ربِّ اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني".
- يُكبّر ويسجد مرةً أُخرى ويفعل ويقول كما في السجدة الأولى.
- يقوم للركعة الثانية، ويفعل بها كما فعل في الركعة الأُولى، ولكنّه لا يقرأ دعاء الاستفتاح، وبعد السجدة الثانية من الركعة الثانية يجلس ويضع يده اليمنى على طرف فخذه الأيمن مما يلي ركبته، ويرفع سبابته عند الدُّعاء، ويقرأ التشهد، والصلاة الإبراهيمية.
- يُسلِّم عن اليمين واليسار.
- التخفيف في نافلة الفجر: يُسنُّ في نافلةِ الفجرِ التخفيف فيها، بشرط عدم الإخلال بأيِّ واجبٍ منها، وورد ذلك في العديد من الأحاديث، منها قول عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ بيْنَ النِّدَاءِ والإِقَامَةِ مِن صَلَاةِ الصُّبْحِ)، فكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الركعة الأولى بسورة الكافرون بعد سورة الفاتحة، وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص.
- وكان يقرأ أحياناً بالآية 136 من سورةِ البقرةِ في الركعةِ الأولى، وفي الركعة الثانية يقرأ بالآية الرابعة والستين من سورة آل عمران، لقول ابن عباس -رضي الله عنه-: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَقْرَأُ في رَكْعَتَيِ الفَجْرِ: {قُولوا آمَنَّا باللَّهِ وَما أُنْزِلَ إلَيْنَا} [البقرة:136]، وَالَّتي في آلِ عِمْرَانَ: {تَعَالَوْا إلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بيْنَنَا وبيْنَكُمْ} [آل عمران:64])، ولشدّة تخفيف النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فيهما كانت عائشة -رضي الله عنها- تتساءل: "هَل قَرَأَ فِيهِمَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ؟".
- فالسُّنة تأديتها بركعتين خفيفتين، وجاء عن بعض السلف جواز الإطالة فيهما، وأن المقصود بالتخفيف فيهما؛ أي صلاتُهما بأقصر مما كان عليه من صلاته لقيام الليل، وذهب بعضُ العُلماء على أن المقصود بالتخفيف فيهما هو القراءة فيهما بسورةٍ قصيرة أو آياتٍ قصيرة؛ لِفعل النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-.
- وقت تأدية نافلة الفجر: وذهب الإمام مالك والشافعي والجُمهور على أفضلية صلاتها عند أول طُلوع الفَجر، وهي من النّوافل التي تُصلَّى في أوقات الكراهة؛ كصلاتُها بعد طُلوع الفجر لمن لم يُصلِّيها قبل الصلاة، فلا يُشرع للمُسلم الصلاة بعد طُلوع الفجر إلا نافلة الفجر، فيُسنُّ التعجيل بصلاتها بعد الأذان مُباشرةً، والحرص عليها وعدم تركها، ويُسنّ الاضطجاع بعدها على الجنب الأيمن في البيت ، وهذا كُله من فعل النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وهي من السُّنن التي تُقضى، ويمتدُّ وقتها إلى الزوال.
- الجهر والإسرار في نافلة الفجر: تُعدُّ نافلة الفجر من الصلوات الليلية؛ لأن الليل يمتدُ إلى طُلوع الشمس لا إلى طُلوع الفجر، وعلى ذلك تعدّدت أقوال الفُقهاء في الجهر والإسرار بها، فيرى المالكيّة وبعض الشافعية إلى أن السُّنة الجهر فيها، وأمّا الحنفية فيرون التخيير بين الجهر وعدمه إن كان مُنفرداً؛ لأنها تبعٌ للفرائض ومُكمّلاتٍ لها، وأمّا إن كان إماماً فيُسنُّ له الجهر، وأمّا الحنابلة فيرون مُراعاة المُصلحة في القراءة؛ فَإِنْ كَانَ بجانب المصلّي من يتأذّى بالجهر فيُسرّ في القراءة، وَإِنْ كَانَ من عنده ينتفع بالجهر جَهَرَ، وذهب بعضُ الشافعيّة إلى التخيير بين الجهر وعدمه، وذلك في حال لم يُشوِّش على نائمٍ أو مُصلٍّ آخر.
حكم صلاة نافلة الفجر
تُعدُّ سُنة أو نافلة الفجر من السُّنن المؤكدة عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-؛ لِمُداومته عليها، وعدم تركها في الحضر أو السفر، وفي حال لم يُصلِّها قبل الفجر صلّاها بعده.
فضل صلاة نافلة الفجر
إنّ لِصلاة نافلة الفجر فضائل كثيرة، فصلاتُها خيرٌ من الدُنيا وما فيها، لِقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا)، ومما يدُل على عظم فضلها، مُحافظة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- عليها وعدم تركها، سواءً في الحضر أو السفر ، ومُلازمته لهما ومواظبته عليهما، فتُعدُّ نافلة الفجر آكد السُنن الرواتب؛ لِقول عائشة -رضي الله عنها-: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ). وهي سبب لدخول الجنة إن أدّاها المسلم مع بقية النوافل، لِقول رسول الله: (من ثابرَ على اثنتي عشرةَ رَكعةً في اليومِ واللَّيلةِ دخلَ الجنَّةَ أربعًا قبلَ الظُّهرِ، ورَكعتينِ بعدَها، ورَكعتينِ بعدَ المغربِ، ورَكعتينِ بعدَ العشاءِ، ورَكعتينِ قبلَ الفجرِ).