كيفية حماية البيئة من البلاستيك
دور الأفراد في حماية البيئة من البلاستيك
يعد البلاستيك من أخطر المواد وأكثرها تسببًا في دمار الحياة على سطح الأرض، ولا يُعد هذه الأمر مُفاجئًا نظرًا لكمية البلاستيك الهائلة التي يستعملها البشر، إذ يقدر أنه خلال 31 سنة سوف يحتوي المحيط على البلاستيك أكثر من احتوائه على الأسماك، فهناك نحو 513 مليون طن من البلاستيك ينتهي مسارها إلى المحيط،
ومن أضرار البلاستيك على البيئة وعلى الحياة المائية أن الأحياء المائية يمكن أن تعلق به أو تبتلعه، إضافةً إلى ذلك فهو يحتاج إلى ألف سنة أكثر من أنواع القمامة الأخرى حتى يتحلل، وهنا يكمن دور الأفراد والمجتمعات في تقليل كمية البلاستيك المُستهلكة قدر الإمكان من أجل المحافظة على البيئة، ويندرج فيما يأتي دور الأفراد في حماية البيئة من البلاستيك:
استخدام الأكياس القماشية عند التسوق
من حلول التلوث البلاستيكي التي يمكن أن يتبعها الأفراد، تقليل كمية البلاستيك المُستهلكة يوميًا، من خلال عدم وضع المُشتريات في أكياس بلاستيكية، ويكون ذلك عن طريق أخذ الأكياس القماشية القابلة لإعادة الاستخدام عند التسوق ووضع المستلزمات بها، إذ يُقدر عدد أكياس البلاستيك المُستعملة سنويُا حول العالم بترليون كيس بلاستيكي، ومنها 100 بليون ناتجة عن أمريكا فقط، أي بمعدل كيس بلاستيكي واحد يوميًا للشخص الواحد، ويمكن أيضًا استخدام الأكياس القابلة للتحلل عند التسوق بدلًا من الأكياس البلاستيكية.
تجنب شراء المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد
هناك ما يقرب من 90% من المواد البلاستيكية المُستهلكة يوميًا في حياة الفرد تُستخدم لمرة واحدة فقط، ويمكن الاستعاضة عن هذه المواد بمواد قابلة لإعادة الاستخدام، فمثلًا: يمكن الامتناع عن استخدام المصاصات البلاستيكية (القشة)، إذ إنها تستخدم لمرة واحدة فقط، والاستعاضة عنها باستخدام المصاصات الورقية، إذ يقدر عدد المصاصات البلاستيكية المستخدمة يوميًا في أمريكا بنحو 500 مليون مصاصة، أي بمعدل 1.5 مصاصة يوميًا للفرد الواحد.
كما يُمكن الامتناع عن شراء المنتجات المُغلفة بالبلاستيك، والامتناع عن استخدام الأطباق والأكواب البلاستيكية، ويمكن للشخص حمل الكوب الخاص به في الحقيبة وأخذه إلى مكان العمل أو مكان القهوة المُفضل لتجنب استعمال أكواب القهوة التي لها غطاء بلاستيكي. ويمكن أيضًا استبدال سائل الاستحمام الموجود داخل العبوة البلاستيكية بشراء ألواح الصابون.
إعادة تدوير المواد البلاستيكية أطول فترة ممكنة
يجب الحرص على زيادة معدلات إعادة تدوير المواد البلاستيكية، إذ إن هذه العملية لا تزال قليلة حتى في دول العالم الكبرى، إذ إن 18% فقط من البلاستيك عالميًا يتم إعادة تدويره، كما أنه ليست كل أنواع البلاستيك قابلة لإعادة التدوير، إذ يجب الانتباه إلى الملاحظات المكتوبة على العبوات البلاستيكية المختلفة قبل شرائها، والتي تدل على نوع البلاستيك المُستخدم في صناعة العبوة.
فمثلًا: عبوات المياه والمشروبات المختلفة يُكتب عليها أنها مصنوعة من (PET)، وهي قابلة لإعادة التدوير بسهولة، بينما عبوات الحليب والمنظفات وعبوات شامبو الاستحمام مصنوعة من (HDPE)، وهي أثقل من (PET) عند إعادة التدوير، لكنها لا تشكل مشكلة، أما (PP) فهي أصعب في إعادة التدوير من الأنواع السابقة، ولا يمكن إعادة تدويرها دائمًا، وتستخدم لعبوات الحليب والكريمة، وصنع القشات والأكواب البلاستيكية.
تقليل شراء عبوات الماء البلاستيكية
بدأت العديد من الدول بحظر تداوُل عبوات المياه البلاستيكية، ومع ذلك، يُقدر عدد العبوات البلاستيكية المُستخدمة للماء والعصائر التي يتم تداولها في الدقيقة الواحدة حول العالم، بما يقارب مليون عبوة بلاستيكية، وهنا يكمن دور الفرد في الحد من انتشارها، إذ يمكن للأشخاص استعمال العبوات الزجاجية بدلًا من البلاستيكية، كما يمكن استخدام العبوات القابلة لإعادة التعبئة ، وهناك العديد من العبوات التي تحتوي على فلتر لضمان تنقية المياه وجودتها عند إعادة التعبئة.
يمكن أن يكون للأفراد دور في حماية البيئة من التلوث الناتج عن البلاستيك والحد من انتشاره ومخاطره، باتباع بعض الخطوات البسيطة في الحياة اليومية، مع الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع والبيئة.
دور الحكومات والمنظمات في حماية البيئة من البلاستيك
يمكن للحكومة والمنظمات المختصة المحافظة على البيئة من البلاستيك من خلال العديد من الإجراءات، وفي ما يأتي تندرج بعض الإجراءات التي يمكن اتباعها:
التوقف عن بناء مصانع صنع البلاستيك
تدرس بعض الحكومات قرار التوقف عن بناء مصانع البلاستيك ، إلا أنّ هذا القرار له العديد من التبعات، لكن يكمن هنا دور الأفراد بالتوقف عن تداوُل المنتجات البلاستيكية قدر المستطاع، كنوع من أنواع الضغط على هذه المصانع للتوقف عن عملها، وبدأت العديد من الشركات الكبرى حول العالم باستخدام أنواع البلاستيك، التي يمكن إعادة تصنيعها فقط؛ لتغليف منتجاتها المختلفة.
تقليل كميات البلاستيك المستوردة من الخارج
إذ إنه في حال تقليل كميات البلاستيك المستوردة من الخارج ، سوف يتم اللجوء إلى مصادر وأفكار بديلة ومتجددة لاستخدام المنتجات البلاستيكية المختلفة في الحياة اليومية، كخطوة تجاه الحد من التلوث البلاستيكي.
حظر المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد
تمتاز المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، بأنها مصنوعة من مواد منخفضة الكلفة، مما يجعلها واسعة الانتشار، لكنها غير عملية في جمعها وإعادة تدويرها من الناحية الاقتصادية، لذلك بدأت بعض الحكومات بحظر تداوُل هذه المواد بهدف تقليل التلوث البيئي من البلاستيك، وفرض بعضها الآخر غرامات على المواد البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد، مثل الأكياس البلاستيكية.
كما فرضت حكومات أخرى غرامة على المطاعم التي تستعمل المصاصات البلاستيكية، إضافة إلى الحكومات التي بدأت بحظر تداوُل العبوات البلاستيكية المستخدمة لشرب المياه أو المشروبات المختلفة. إضافةً إلى أن بعض الحكومات قد بدأت بنشر محطات تعبئة المياه، إذ يمكن للشخص أن يشرب المياه ويعيد تعبئة العبوة الخاصة به دون أن يضطر لشراء عبوات المياه البلاستيكية.
نشر التوعية حول خطر التلوث البلاستيكي
ومن ناحية زيادة الوعي حول خطر البلاستيك، رصدت بعض الحكومات الجهات التي بدأت بالامتناع عن تداول البلاستيك في منشآتها، كالمطاعم، ومحلات القهوة، والتجار الذين بدأوا باستيراد المواد الخاصة بهم في حاويات قابلة لإعادة الاستخدام بدلًا من الحاويات البلاستيكية، وذلك بهدف تقديرهم ومنحهم الجوائز، وجعلهم قدوة في المجتمع المحلي ومثال لعامة الناس والشركات الأخرى على إمكانية تحقيق النجاح في العمل دون تعريض البيئة للخطر، وبالتالي نشر التوعية بين المواطنين حول خطر التلوث البلاستيكي.
كما عملت بعض الحكومات على نشر صناديق المهملات الخاصة بإعادة تدوير المواد البلاستيكية، إذ يمكن للفرد التخلص من المواد البلاستيكية المختلفة من خلال وضعها في هذه الصناديق بدلًا من إلقائها في القمامة العادية.
نشر لوحات إرشادية في الطرق العامة
بدأت منذ عدة سنوات بعض الحكومات بزيادة وعي المواطنين حول خطر التلوث البلاستيكي، من خلال نشر اللوحات الإرشادية في الطرق العامة، ومع التقدم التكنولوجي، بدأت باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مثل: تويتر (Twitter)، وإنستغرام (Instagram) لهذا الهدف، كما أن بعض الحكومات قررت تقصي المناطق الممتلئة بالقمامة البلاستيكية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وإنشاء التطبيقات المختلفة، إذ يمكن للمواطن إرسال صورة مرفقة بالموقع المطلوب وتحميله على التطبيق أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف زيادة وعي المواطنين بخطر التلوث البلاستيكي، وكخطوة للتخلص من القمامة البلاستيكية وأثرها على البيئة.
تخفيضات على أسعار الأكياس الصديقة للبيئة
اتخذت الحكومات المختلفة قرار خفض أسعار الأكياس الصديقة للبيئة، وفرض الغرامات والضرائب على الأكياس البلاستيكية، وجعلها مدفوعة الثمن بعد أن كانت مجانية، بهدف تقليل استخدام البلاستيك.
تشجيع الأنشطة التطوعية لحملات التوعية
يمكن للأفراد الذين لديهم وعي كافٍ تجاه خطر التلوث البيئي البلاستيكي تنظيم حملات التوعية التطوعية، التي عادة ما تكون مصدر ترحيب من قبل الجهات الحكومية، بهدف زيادة وعي المجتمع، كما يوجد العديد من المنظمات التي تختص بحماية البيئة من البلاستيك، التي تنظم أنشطة وحملات توعية دورية لهذا الهدف، فمثلًا: تُجري منظمات حماية البيئة أنشطة دورية لإزالة القمامة البلاستيكية من المحيطات والشواطئ والتخلص منها، ويمكن للأفراد المشاركة بها دون أي قيود.
الوقت اللازم لتحلل البلاستيك في البيئة
يحتاج البلاستيك إلى وقت طويل جدًا حتى يتحلل، وفيما يأتي أمثلة على بعض المواد المستخدمة يوميًا والمدة التي تحتاجها حتى تتحلل:
- الأكياس البلاستيكية: تحتاج إلى 20 سنة لتتحلل.
- فرشاة الأسنان البلاستيكية: تحتاج إلى 500 سنة لتتحلل.
- المصاصات البلاستيكية: تحتاج إلى 200 سنة لتتحلل.
- غطاء كوب القهوة: يحتاج إلى 30 سنة ليتحلل.
- الأكواب البلاستيكية: تحتاج إلى 450 سنة لتتحلل.
- البلاستيك الموجود في حفاضات الأطفال: يحتاج إلى 500 سنة ليتحلل.
يعد البلاستيك من أكثر المواد التي تُشكل خطرًا على صحة الإنسان والحيوان، وقد يكون البلاستيك سببًا في انقراض عدد من أنواع الأحياء المائية، وتكمن خطورته في الانتشار الواسع لاستخدامه في الحياة اليومية، فهناك العديد من المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد التي اعتمد عليها الإنسان في حياته اليومية، لذا يجب تقليل استهلاك البلاستيك سواءً بجهود فردية أو جماعية أو حكومية، والتشجيع على زيادة التوعية بخطر البلاستيك على البيئة، إضافةً إلى محاولة التخلص من أكبر قدر ممكن من القمامة البلاستيكية بطريقة صحيحة.