كيفية تشخيص سرطان الرئة
كيفية تشخيص سرطان الرئة
يُمكن تعريف سرطان الرئة (بالإنجليزية: Lung Cancer) على أنّه نموٌ وتجمع غير طبيعي للخلايا داخل الرئتين مشكلةً ما يعرف بالورم (بالإنجليزية: Tumor)، ويعدّ التدخين السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بسرطان الرئة، وعادةً ما يتمّ تشخيص سرطان الرئة في مراحل متأخرة من المرض نظرًا لعدم ظهور أعراضه حتى تقدّم المرض، ويتمّ التشخيص من خلال خيارات متعددة فيما يأتي بيانها.
السيرة المرضية والفحص السريري
يشك الطبيب بإصابة المريض بسرطان الرئة في حال اكتشاف وجود أعراض وعلامات معيّنة أثناء الفحص السريري، ومن أبرزها ما يأتي:
- تورم الغدد الليمفاوية في منطقة ما فوق الترقوة وتضخمها.
- ضعف التنفس.
- سماع أصوات غريبة صادرة من الرئتين.
- الإحساس بثقل عند النقر على الصدر.
- بؤبؤا العين غير متساويين في مدى اتساعهما.
- تدلي الجفون.
- ضعف وإرهاق في ذراع واحدة.
- تمدد أوردة الذراعين أو الصدر أو الرقبة.
- تورم أو انتفاخ الوجه.
الصور التشخيصيّة
يطلب الطبيب إجراء الصور التشخيصية لمساعدته على الكشف عن وجود سرطان في الرئة، ولمعرفة مدى انتشاره، ومعرفة فعالية العلاج، وفيما إذا كان السرطان قد عاد بعد العلاج، حيث تهدف هذه الاختبارات إلى إنشاء صورٍ لما هو داخل الجسم، ومن أمثلتها ما يأتي:
- الأشعة السينية: (بالإنجليزية: X-ray) يعدّ التصوير بالأشعة السينية أول الاختبارات المستخدمة في تشخيص سرطان الرئة والذي يعتمد استخدام الموجات الكهرومغناطيسية عالية الطاقة (بالإنجليزية: High Energy Electromagnetic Waves)، ويظهر السرطان عند التصوير بالأشعة السينية على هيئة كتل بيضاء رمادية، ولكن غالبًا ما يحتاج دعم نتائج الأشعة السينية بإجراء اختبارات أكثر دقّة، حيث تفتقر الأشعة السينية إلى القدرة على التمييز بين السرطان أو وجود تجمع آخر كالخراج والقيح داخل الرئتين .
- التصوير المقطعي المحوسب: (بالإنجليزية: Computed Tomography Scan)، واختصارًا (CT SCAN)، ويعدّ الخيار التشخيصي التالي للأشعة السينية، ويعتمد على استخدام الأشعة السينية وجهاز حاسوب لإعطاء صورة واضحة ومفصلة لما هو داخل الجسم، وهو إجراء غير مؤلم ويستغرق مدة تتراوح بين 10-30 دقيقة.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: (بالإنجليزية: Positron emission tomography–computed tomography) يتم اللجوء إلى هذا الفحص بعد ظهور نتائج إيجابية للإصابة بالسرطان من خلال التصوير المقطعي المحوسب، حيث يتمّ حقن المريض بمادة قليلة الإشعاع، ومن ثمّ يستلقي المريض على طاولة تنزلق داخل ماسح التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني مما يساعد على الكشف عن وجود الخلايا السرطانية النشطة، وهذا من شأنه أن يساعد في عملية التشخيص واختيار العلاج الأفضل، ومن الجدير ذكرهُ أنّ هذا الإجراء غير مؤلم، ويستغرق 30-60 دقيقة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging)، واختصارًا MRI، الذي يساعد على تحديد موقع الورم ومكان انتشاره، كأن يكون منتشرًا في الصدر مثلًا، أو في الحجاب الحاجز، أو أي مناطق أو أجزاء أخرى من الجسم.
- تصوير العظام: يمكن أن يطلب الطبيب إجراء تصوير ماسح للعظام لمعرفة فيما إن وصل سرطان الرئة إليها، ويتم هذا الاختبار باستخدام كمية قليلة من مادة إشعاعية بمستوى قليل، بحيث يتم حقنها في مجرى الدم، ويُشار إلى أنّه لا يُلجأ دائمًا لهذا النوع من الفحوصات لأنّ التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني يكون كفيلًا ببيان فيما إن وصل السرطان إلى العظام.
الاختبارات المؤكدة لوجود السرطان
تهدف هذه الاختبارات إلى تأكيد أو نفي وجود السرطان الذي اشتبه بوجوده بعد إجراء الصور التشخيصية السابقة، وهذه الاختبارات هي:
- الخزعة: (بالإنجليزية: Biopsy) وهي إجراء يتم فيه أخذ عينة صغيرة من الأنسجة المعنية، وفي حال الاشتباه بسرطان الرئة فإنّها تُؤخذ من الرئة أو العقد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphatic Nodes) القريبة بهدف دراستها تحت المجهر والتحقق من صحة التشخيص بسرطان الرئة، ولأخذ هذه العينة طُرق عدّة، من أبرزها ما يأتي:
- الخزعة الموجهة بالتصوير المقطعي المحوسب والتي تعتمد استخدام إبرة مُدخلة عبر الصدر لأخذ عينة من الورم من الجزء الخارجي من الرئتين.
- 'خزعة العقد الليمفاوية من العنق باستخدام إبرة رفيعة يتم توجيهها ومراقبتها بالتصوير بالموجات فوق الصوتية.
- الخزعة السائلة التي تعتمد أخذ عينة من الدم وفحصها بحثًا عن دلائل المرض ، إلّا أنّه لم يتمّ اعتمادها كإجراء تشخيصي لسرطان الرئة.
- التنظير (بالإنجليزية: Endoscopy) الذي يُمكّن الطبيب من النظر داخل الجسم عن طريق إدخال منظار يتكون من أنبوب مرن مزود بضوء وكاميرا، ومن أبرز أنواعه: تنظير القصبات (بالإنجليزية: Bronchoscopy) الذي يستخدم منظار القصبات لأخذ الخزعة من المناطق القريبة منها، وتنظير الصدر (بالإنجليزية: Thoracoscopy) الذي يُستخدم لأخذ الخزعة من الرئتين، والتنظير المنصف (بالإنجليزية: Mediastinoscopy) الذي يعتمد أخذ الخزعة من العقد الليمفاوية الموجودة بين الرئتين.
- عينات أُخرى: في بعض الأحيان قد يتعسّر الحصول على الخزعة بإحدى الطرق السابقة، فيتمّ اللجوء إلى أخذ عينات أخرى، مثل عينة السائل الرئوي التي يتمّ أخذها ضمن إجراء يُعرف باسم بزل الصدر (بالإنجليزية: Thoracentesis)، وعادة ما يكون القصد من هذا الإجراء سحب السوائل التي تُسبب صعوبة التنفس، ومن العينات التي تساعد على التشخيص عينة المخاط أو البلغم بهدف فحصها تحت المجهر في المختبر، وتتميز عينة البلغم باحتوائها على عينة من الخلايا التي تبطن الشعب الهوائية، والتي من المحتمل أن تكون خلايا سرطانية.
اختبارات أخرى
يمكن أن يطلب الطبيب إجراء اختبارات أخرى تساعد على التعرف على الصحّة العامة للمريض أكثر من كونها اختبارات تشخيصية، ومن أبرزها ما يأتي:
- اختبارات وظائف الرئة: (بالإنجليزية: Polumonary Function Tests)، واختصارًا PFTs، حيث يتمّ إجراء هذه الاختبارات عادةً بعد تشخيص الإصابة بسرطان الرئة، بحيث يهدف إجراؤها إلى معرفة جودة وكفاءة عمل الرئتين، وتعدّ معرفة كفاءة الرئتين أمرًا مهمًا خاصة إذا كانت الجراحة هي الخيار العلاجي المطروح، حيث إنّ الأشخاص الذين يعانون من تراجع في وظائف الرئة نتيجة تلف الرئة بسبب التدخين مثلًا، قد لا يستطيعون العيش بما سيتبقى من الرئة بعد إزالة جزء من الرئة جراحيًّا، وذلك لأنّ الجزء التالف من الرئتين يكون كبيرًا، وبهذا وبالاعتماد على هذه الاختبارات يستطيع الطبيب تحديد ما إن كانت الجراحة خيارًا سليمًا للعلاج أم لا، حتى وإن كانت خيارًا صحيحًا فإنّه كذلك يستطيع معرفة كمية النسيج الرئوي التي يمكن استئصالها بأمان، وعلى الرغم من اختلاف أنواع اختبارات وظائف الرئة إلّا أنّها تشترك في كونها تستخدم أنبوبًا يتنفس المريض وينفث النفس من خلاله، بحيث يتصل هذا الأنبوب بجهاز يقيس تدفق الهواء.
- اختبارات الدم: (بالإنجليزية: Blood tests) يهدف إجراء اختبارات الدم إلى التعرف على صحة المريض العامة، كما يمكن أن تكشف اختبارات كيمياء الدم عن وجود تشوهات واضطرابات في بعض الأعضاء، فعند انتشار السرطان إلى العظام، على سبيل المثال، ترتفع مستويات الكالسيوم وإنزيم الفوسفتاز القلوي (بالإنجليزية: Alkaline Phosphatase) عن الحد الطبيعي، ومن ناحية أخرى يمكن الاستفادة من إجراء اختبار تعداد الدم الكامل (بالإنجليزية: Complete Blood Count) في الكشف عن الإصابة بحالات مرضية معينة، فقد يشير انخفاض كريات الدم الحمراء (بالإنجليزية: Low Red Blood Cells Count) إلى فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia)، وانخفاض الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Thrombocytopenia) إلى مشاكل بالتخثر، وانخفاض خلايا الدم البيضاء (بالإنجليزية: Low White Blood Cells Count) إلى ارتفاع احتمالية الإصابة بالعدوى، كما يمكن أن تؤثر العديد من أدوية السرطان على خلايا الدم المذكورة لأنّه يتم إنتاجها في نخاع العظم (بالإنجليزية: Bone marrow).
الاختبارات المستخدمة لمعرفة مدى انتشار السرطان
يُعدّ تحديد المرحلة التي وصل إليها السرطان الخطوة التالية للتشخيص، مما يساعد على تحديد العلاج المناسب للحالة، وعادةً ما يتمّ ذلك من خلال إجراء اختبارات التصوير المتعددة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي بالإصدار اليوزيتروني، ومسح العظام، ويتمّ تحديد نوع الاختبار المناسب بالتعاون مع الطبيب، حيث إنّ الاختبارات لا تناسب جميع الأشخاص، وبالاعتماد على نتائج اختبار التصوير يتمّ تحديد المرحلة التي وصل إليها سرطان الرئة بدءًا من المرحلة الصفرية التي تشير إلى أدنى مراحل السرطان انتشارًا، حيث يكون السرطان مقتصرًا على الرئة، إلى المرحلة الرابعة التي تشير إلى وصول السرطان إلى مرحلة متقدمة وأنّه قد انتشر إلى مناطق أخرى من الجسم.
أهمية التشخيص المبكر لسرطان الرئة
للتشخيص المبكر دور مهم في الحفاظ على حياة الأفراد، لما للخلايا السرطانية الموجودة في الرئة من قدرة على الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، وقد يحدث هذا الانتشار قبل اكتشاف الطبيب للسرطان، مما يجعل علاج السرطان أكثر صعوبة، وكإجراء تشخيصي مبكر وفي حال اعتقاد الطبيب بوجود سرطان الرئة فقد يوصي بإجراء مسح بالتصوير المقطعي المحوسب للتحقق من وجود السرطان في مرحلة مبكرة من المرض، إلّا أنّ هذا الإجراء قد لا يتمّ إجراؤه للجميع في وقت مبكر لعدم توفر عوامل تُرشّح احتمالية إصابة الشخص بسرطان الرئة، ووفقًا لجمعية الرئة الأمريكية (بالإنجليزية: American Lung Association) فإنّ الأشخاص المرشحين لفحوصات التحري عن سرطان الرئة هم:
- البالغون ممن تتراوح أعمارهم بين 55-80 عامًا.
- الأشخاص الذين دخنّوا عبوة سجائر واحدة يوميًّا لمدة ثلاثين عامًا، أو عبوتين يوميًّا لمدة خمسة عشر عامًا.
- المدخنون الحاليون، أو الذين أقلعوا عن التدخين خلال الخمس عشرة سنة الماضية.
ماذا أفعل إذا ثبتت إصابتي بسرطان الرئة؟
بالنسبة لمعظم المرضى فإنّ تشخيص سرطان الرئة يُسبب انزعاجًا نفسيًا ملحوظًا، ويُصاب معظم الأشخاص بالقلق، وربما الاكتئاب بدرجة أقل شيوعًا، ويمكن التغلّب على ذلك من خلال المصداقية وعدم إخفاء المشاعر، والتحدث بكل أريحية مع الأطباء والممرضين، والأخصائيين الاجتماعيين، حيث تساعد خبرتهم ونصائحهم في جعل الأمور تبدو أكثر سهولة على المريض وعائلته، ومن ناحية أخرى قد يصف الطبيب بعد الأدوية النفسية المضادة للاكتئاب أو القلق إذا لزم الأمر، كما يمكن الانخراط ضمن مجموعات داعمة تساعد الشخص المصاب وعائلته على تجاوز هذه المرحلة بطريقة إيجابية، ومن الجيد أن يبقى الشخص المصاب بسرطان الرئة على اطلاع بآخر المُستجدات الطبية على مستوى التشخيص والعلاج، فهذا من شأنه أن يزرع الأمل في نفوس المرضى.
فيديو أعراض سرطان الرئة
للتعرف على أعراض سرطان الرئة شاهد الفيديو.