كيفية تربية الكلاب الصغيرة
الكلاب
تضم الكلاب سلالات متنوعة، إلا أنَّ جميعها تنتمي لنوعٍ واحد يُسمّى الكلب المستأنس (باللاتينية: Canis lupus familiaris)، والذي يُعتقد أنّه كان أحد أنواع الذّئاب الرماديّة إلى أن انفصلَت سلالاتهما قبلَ 40 ألف عام تقريبًا.
رافقَ الكلبُ الإنسانَ مُنذ عصور ما قبل التّاريخ، ممّا جعلهُ يألف البشر ويتكيف مع سلوكيّاتهم وطريقتهم في الحياة على نحوٍ أكثرَ خُصوصيّة من أيّ كائنٍ حي آخر، فعلى سبيل المثال، تستطيعُ الكلاب أكل طعام مليء بالنشويّات ، وهو ما لا ينطبقُ على أيّ حيوان من أقاربها مثل الذئب والثّعلب وابن آوى.
يُشار إلى أنه عندما يألف الكلب صاحبه يكون له بمثابة صديق وفيّ، وتتنوّع الكلاب المُستأنسة في سُلالاتها ووظائفها؛ فمنها كلاب الحراسة، وكلاب الصّيد، وكلاب رعي الأغنام والمواشي، وكلاب جر الزلّاجات في المناطق القُطبيّة، وتحتاجُ الكلاب على اختلافها إلى رعاية واهتمام خاص، وتحديدًا الكلاب صغيرة الحجم.
سُلالات الكلاب الصّغيرة
تختلف الكلاب صغيرة الحجم في أنواعها وسُلالتها، وهي تتميّز بجمالها ونعومتها، ورغبة الكثيرين باقتنائها وتربيتها في منازلهم لصغر حجمها، كما تكثرُ أعداد الفتيات التي تُحبّها، نظرًا لسهولة تربيتها وبساطة التّعامل معها.
يُعرّف الكلب الصّغير بأنه أيّ نوعٍ من الكلاب يقل ارتفاعُ جسمه عن 45 سم، أو يقل وزنه عن 10 كغ، وتندرجُ عشرات سُلالات الكلاب تحت هذا التّصنيف، والتي تباع بصُورةٍ أساسيّة كحيوانات أليفة لمُرافقة الإنسان، ومن أشهر هذه السّلالات ما يأتي:
- كلب الشّيواوا
يتميّز بذكائه المُرتفع وشراسته.
- كلب البوميرانيّ
يُطلق عليه هذا الاسم نظرًا لشبهه بطائر البوم، ويُعد هذا النّوع من الكلاب أليف جدّاً ويعشق اللّهو واللّعب والرّكض.
- كلب البودل
يتميّز بفرائه المُجعّد وبحبّه للمرح.
- كلب البج
يُشار إلى أنه إحدى أكثر سُّلالات الكلاب عراقة.
- كلب الشيه تزو
يمتاز بأنه يندرج ضمن قائمة الكلاب المُدلّلة التي تُحبّ الاهتمام والرّعاية، في حين يتميّز بفروه النّاعم الجميل، ويعشق هذا النّوع الدّلال ويتوقّعه من مالكه، كما أنّه يُحبّ أن يُسرَّح شعره بالفِرشاة، كما يُحبّ الماء واللّهو.
كيفيّة تربية الكلاب الصّغيرة
تحتاجُ الكلاب الصّغيرة إلى عناية ورعاية واهتمام مضاعف، إذ تحتاج إلى طّعام خاص لحين اكتمال نموّها واشتداد قوّتها، كما أنّها تحتاج للكثير من الرّاحة والنّوم والدّلال، بالإضافة إلى اللّعب الذي يُتيح لها تعلّم واكتشاف بيئتها.
ومن أهمّ الطّرق التي يجب أخذها بعين الاعتبار في تربية الكلاب ما يأتي:
- قراءة معلومات متنوعة عن نوعيّة الكلب المراد اقتناءه، لمعرفة خصائصه وطباعه والسُّلالة التي ينتمي إليها، والأمراض التي قد يُصاب بها.
- تعلُّم أسس تربية الكلاب خصوصًا إذا كان الكلب يقطن في نفس منزل صاحبه، والبداية تكونُ في إعطائه بعض التّعليمات البسيطة، والتي عندما يعتادها تُصبح جُزءًا من روتينه اليومي، وعادةً ما تكون مرحلة التدريب عندما يكون الكلب جروًا، وعندما يكبر سيحتفظُ بالعادات التي اكتسبها لمُعظم حياته.
- اطّلاع جميع أفراد العائلة على الأُسس والتّدريبات التي بدأ الكلب بتعلمها، ليتعامل الجميع وفقًا لهذه الأسس، حتى لا تختلط الأمور على الكلب ممّا يُؤدّي إلى تشويشه وعدم معرفة صحّة النّظام الذي دُرِّب عليه، وهذا أمرٌ جوهريّ جدًا قد يُفسد مَهمّة التّدريب كُلّها.
- دعم الجرو معنويًّا ومكافأته كُلّما قام بفعل شيء بالطّريقة الصّحيحة، ويكونُ ذلك بتقديم الطّعام له والتّربيت عليه أو مُداعبته، والأفضلُ الاعتدال في مكافئته، كمرّة واحدة كلّ بضعة أيّام، حتى لا تُصبح المُكافآت عادةً وسلوكًا يوميّاً.
- أخذ الكلب إلى المُتنزّهات ليرى النّاس؛ فالكلابُ بحدّ ذاتها تعشق التجمّعات وتكره الوحدة، كما أنّها تَعتبر المنزل الذي تقطن فيه جزءًا من هذه التجمّعات.
- مُمارسة نشاط جسدي مع الكلب، كالمشي أو اللّعب معه؛ فهذه الكائناتُ لديها طاقة كبيرة تفوق طاقة الإنسان أضعافًا مُضاعفة، وإهمال هذه النّقطة يجعلها تشعر بالوحدة والملل، فتميل إلى النّباح والعدوانيّة.
- تنشيط الكلب عقليًا يُبعد عنه الملل والرّوتين، فالكلاب لديها القُدرة على اكتساب العديد من المهارات في التّعاملِ مع البشر، مثل مُحاولة طلب المساعدة بشيء ما، أو البحث عن غرض ما، أو أداء الرّياضات والألعاب.
- تعويدُ الكلب على البقاء في المنزل بمفرده لبضع ساعات، ولكن يجب الحَذَرُ من عدم إطالة الفترة التي سيقضيها الكلب بمفرده حتى لا يميل إلى الشّراسة والعدوانيّة.
- يُساعد بناء كوخ صغير للكلب وتعويدُهُ على النّوم فيه على منحه مكانًا لكي لا يكون في داخل المنزل على الدوام، وليعتادَ الكلب على النّوم والأكل في الأوقات المُخصّصة لذلك.
- توضيح كلمات الرّفض والنَّهي للكلب حتى يفهمها وتبقى واضحة لديه عندما تبرزُ الحاجة لاستعمالها، ويُمكن تعويدُه على إشارة باليد تُبيّن له رفضَ ما يفعله، أو تُستعملُ كنوع من التوبيخ ممّا يجعله يتوقف عن عمله.
- إجراء فحوصات كاملة ودوريّة للكلب، تشمل تفقُّد حالته الصحيّة، والعناية بنظافته، ومظهره الخارجيّ، وإعطاؤه مطاعيم خاصّة، وبمل أن مثل هذه العناية مُكلفة، يُمكن الاكتفاء بإجرائها مرّة كلّ سنة، لكن لو ظهرت أعراضُ مرضٍ أو تغيُّر في صحّة الكلب فيجبُ اصطحابه إلى طبيب بيطريّ على الفَوْر.
نصائح مفيدة لتدريب الكلاب الصغيرة
يتطلّب تدريب أنواع الكلاب الصغيرة المختلفة الاستماع إلى الأوامر وتنفيذها، والتفاعل مع الأشخاص والحيوانات الأخرى بطريقة صحيحة، وفي ما يأتي أبرز النصائح لتدريب الكلاب الصغيرة:
الاستماع إلى الجرو
ينبغي على المالك تعلّم الاستماع إلى جروه، فإذا لاحظ أنّ كلبه الصغير لا يبدو مرتاحًا في وجود شخص أو حيوان آخر، فعليه تجنب الإلحاح عليه ليتفاعل معه والاكتفاء باحترام رغبته، فإجباره على أمور لا يريدها، قد تخلق مشاكل أكبر في ما بعد، مثل العدوانية.
إبداء العطف والحنان للجرو
يُبدي معظم الأشخاص انزعاجهم عندما لا يكونون راضين عن مستوى تنفيذ كلابهم للأوامر، وفي نفس الوقت قد يتجاهلون الأشياء الجيدة التي يقومون بها، لكن في الحقيقة يجب منح الكلاب الكثير من الاهتمام والمدح عندما تُحسن التصرف، وتجنّب إبداء الانزعاج عندما لا تفعل ذلك في بعض الأحيان، إذ يجب التركيز على إبداء العطف والحنان للجرو بسخاء بدلًا من ذمه.
إطعام الجرو ما يحب
لا يعني تقديم طعام مكتوب عليه مفضّل لدى جميع الكلاب أنّ الكلب حتمًا سيحبّه، فبعض الكلاب انتقائية جدًا في ما يتعلّق بما تفضله من أطعمة، فقد يُفضّل بعض الكلاب الأطعمة اللينة على الأطعمة المقرمشة والصلبة، لذلك يجب الانتباه لما يفضله الكلب المراد تربيته.
الاستمرارية
الاستمرار في تدريب الكلب على فهم الأوامر، وإخباره بالذي يجب فعله بدلًا من نهيه عمّا لا يجب فعله، فمثلًا إذا قفز الكلب على شخص ليداعبه، وقال له مالكه لا تقفز، فقد يذهب للقفز في أماكن أخرى، ولكن الأفضل أن يطلب منه الجلوس مباشرةً.
التوقعات الواقعية
يتطلّب تدريب الكلاب الصغيرة وتغيير سلوكها وقتًا طويلًا، لذلك يجب أنْ تكون لدى المالك توقعات واقعية حول الوقت الذي سيستغرقه في تغيير سلوكيات كلبه غير المستحبة، لذا يجب أن يتفادى استعجال تغيير سلوك كلبه، فمثلًا لا يمكن تغيير سلوك كلب سُمح له بالقفز في كل مكان لفترة طويلة من الوقت، بالتراجع فورًا عن هذا السلوك.
إعطاء الجرو حريته تدريجيًا
يجب منح الكلب حريته تدريجيًا للتجوّل في جميع أجزاء المنزل، ومن الأخطاء الشائعة التي يقترفها العديد من مالكي الكلاب الصغيرة هي إعطاء الجرو الجديد الحرية المطلقة في التجول في جميع أنحاء المنزل من دون أي قيود، ممّا قد يتسبب بفوضى لا تُحمد عقباها.
يجب إغلاق أبواب الغرف غير المُستخدمة يوميًّا عند إحضار الكلب إلى المنزل، ومن أفضل الطرق لتقليل الفوضى التي قد يتسبب بها الكلب الجديد، هي إبقاءه مربوطًا في مكان آمن في المنزل، خاصةً عندما لا يكون لدى المالك وقت لتدريبه أو مراقبته، ثم البدء بمنحه الحرية تدريجيَّا وعلى مراحل.