كيفية تربية الصقور
تربية الصقر وتدريبه
تعيش الصقور في جميع أنحاء العالم تقريبًا، وهي طيور نهارية جارحة تتميز بأجنحتها الطويلة والمدببة، بالإضافة إلى سرعتها في الطيران وقوّتها، وتعد الصقارة شائعة بين محبي هذه الطيور الجميلة، وهي من أجمل الرياضات التي تُرسّخ العلاقة بين الإنسان والحيوان، تمر عملية تربية الصقر وتدريبه بمراحل عديدة على النحو الآتي:
التدريب في الفترة الأولى
يمكن تدريب الصقر في الفترة الأولى باتباع الآتي:
تعريف الصقر على بيئته الجديدة
يجب الاحتفاظ بالصقر داخل المنزل بدايةً لمدة أسبوع، مع الحفاظ على غطاء الرأس* موجودًا حتى لا تتسبب البيئة الجديدة بالذعر له، ثمّ يُعرَّض تدريجيًا لأصوات جديدة كأصوات أفراد العائلة للتأقلم والاعتياد عليهم والاندماج معهم، بعد ذلك يُزال غطاء الرأس، ويُراقب سلوك الطائر.
في حال بدا على الصقر علامات الاضطراب والقلق يجب تغطية رأسه مجددًا لتخفيف التوتر والضغط، أمّا إذا أظهر الصقر علامات تدل على استرخائه كقبوله للاستحمام وما شابه ذلك فيُزال غطاء الرأس نهائيًا، كما يُنصح بقضاء أكبر وقت ممكن مع الطائر في فترة التأقلم حتى يعتاد على وجود مدربه أو مربيه.
امساك قطع اللحم باليد لتدريب الصقر
بعد يوم أويومين من تعوّد الصقر على بيئته الجديدة، توضع قطعة صغيرة من اللحم النيء بحجم حبة كرز في يد المدرب مرتديًا القفاز*، ويُصدر المدرب صوتًا كإشارة للطائر كنقرة أو صافرة، ثم يُسمح للطائر بعد تنبهه للإشارة بالوقوف على اليد (مرتديًا القفاز) وتناول قطعة اللحم.
يستمر التمرين لمدة 30 دقيقة حتى يشعر الصقر بالارتياح لتناول الطعام أمام مدربه، ثم توضع قطع اللحم على القفاز ويُصدر المدرب الإشارة للطائر وهو على مسافات أبعد عنه مقارنةً بالمرة الأولى، وزيادة هذه المسافة تدريجيًا كلما ازدادت ثقة الطائر بمدرّبه.
رمي اللحم على الأرض
بعد تخطي الطائر لمرحلة تناول اللحم الموجود على قفاز المدرّب بثقة، يجب البدء برمي الطعام على الأرض، وفيها يرفع المدرّب ذراعه التي يرتدي فيها القفاز ثم يُطلق صافرة أو عن طريق النقر كإشارة لمجيء الطائر إلى قفاز المدرب، وبمجرد فعل ذلك، يرمي المُدرب قليلًا من اللحم على الأرض ويسمح للطائر بالانقضاض عليها.
يقع بعض المدربين في خطأ وهو مواصلة إطعام الصقر بالقفاز، والصحيح هو الاستغناء عن الأخير تدريجيًا، وتدريب الصقر على عدم ربطه بالطعام، كما أنّ إلقاء الطعام على الأرض يُعلّم الطائر أنّ ذراع مدربه مكانٌ جيد للصيد منه، وليس المكان الذي يحصل فيه على الطعام.
بدء التدريب باستخدام الطعم
يمكن التدريب باستخدام الطعم كالآتي:
استخدام طعم يشبه الحيوانات التي يصيدها
يُقدم للصقر طعام مثل السمان أو البط أو الأرانب وبحسب الفرائس التي يرغب المدرب صقره باصطيادها، ويبدأ التدريب من داخل المنزل، بربط قطعة لحم صغيرة بدمية تشبه الفريسة، وتستمر عملية التدريب هذه حتى عدة أيام، ويجب أن يكون المدرّب مستعدًا بعدها لبدء تدريب الطائر على الصيد.
يكون الطائر جاهزًا للصيد بمجرّد أن يبدأ في الوثوق بمدربه؛ كأن يظهر سلوكًا هادئًا، ويبدي استعدادًا للانقضاض على الفريسة.
تحريك الطعم أمام الصقر
يُجذب الطائر عن طريق هز الطعم أو تحريكه من مسافة 60 إلى 90 سم بعيدًا عنه، ويجب أن تساعد قطع اللحم الصغيرة على تشجيعه على مهاجمة الفريسة أو الطعم، ويكون ذلك بربط الفريسة مع الطعم بواسطة عصا وخيط طويل، تُهز العصا لجعل الطعم يهتز.
لا ينبغي للمدرب أن يمسك الطُعم نفسه بين يديه، كما قد يحتاج الصقر للاقتناع بالطعم في البداية، وقد يخطو أو يمشي فقط كنوع من الاستجابة، وبمجرّد تناول الصقر للطعم، على المدرب إمساك قفازه مشيرًا للطير بأن يقترب إليه.
زيادة مسافة المطاردة
عندما يبدأ الصقر بالذهاب بشكل موثوق إلى الطُعم من المسافة المذكورة سابقًا، على المدرب حينها مضاعفة المسافة، مع الاستمرار في تدريب الطائر داخل المنزل أو الأماكن المغلقة، وبعد مهاجمة الطائر للطعم يجب أن يناديه مدربّه لقفّازه مرة أخرى؛ وهكذا إذا كان الصقر في حالة صيد، سيُدرّب على الانسحاب بعد اصطياد الفريسة.
ينبغي على المدرّب بعد اصطياد الصقر للفريسة أن يرمي قطعة من اللحم النيء على الأرض ليأكلها الصقر، بينما يُخطئ بعض المدربين بالسماح لصقورهم بأكل الفريسة التي اصطادوها؛ لذا قد لا يرغب الصقر في الصيد إلا إذا كان جائعًا.
التدريب في الخارج
يمكن التدريب في الخارج باستخدام كالآتي:
ربط الصقر بحبل طويل كمرساة
يُدرب المدرب طائره على المراوغة، بحيث يربط الطعم ببالون في الهواء الطلق باستخدام حبل طويل بطول لا يقل عن 30 م، ويهز الطُعم على بعد نحو 3 إلى 4 م من الصقر، وتمامًا كما فعل أثناء تدريبه في الداخل.
يزيد المدرب مسافة المطاردة تدريجيًا حتى تصل إلى المسافة الكاملة لمنطقة الصيد المطلوبة، كما يجب أن يدعو المدرب الطائر إلى القفاز الخاص به ومكافأته بقطعة صغيرة من اللحم النيء بعد مهاجمته الطعم.
تدريب الصقر بدون الحبل
يستغني المدرب عن الحبل إذا هاجم الصقر الطُعم بجرأة وثقة، قد يبدو ذلك متعبًا للأعصاب في البداية، ولكن إذا كان أداء الطائر جيدًا فيجب أن يعود بشكل موثوق ودون الصراخ عليه.
بحسب سلوك الطائر، يجب أن يكون الطائر جاهزًا لأول رحلة صيد له بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من التدريب، يُثبت جهاز إرسال لاسلكي على إحدى قوائمه، ليتعقب المدرب طائره ولا يفقده، إلا أنّها خطوة لا تُغني عن التدريب الجيد للطائر.
زيادة مسافات الصيد
يوسع المدرب نطاق مسافات الصيد للطائر باستخدام البالونات أو الطائرات الورقية، كما يستخدم بعض المدرّبون طائرات بدون طيار لتدريب طيورهم، وطريقة التدريب هذه مفيدة بشكل خاص إذا كانت الفرائس عبارة عن السمان أو البط، مما يعوّد الصقر على الصيد الجوي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غطاء الرأس للصقر: يُصنع من الجلد، يُغطّي عيون الطائر ويُحافظ عليه هادئًا.
قفاز المدرب: مصنوع من الجلد أيضًا، ويساعد على جعل الذراع أكثر راحة للصقر، ويحمي المدرب من مخالب الطائر في الوقت ذاته.