كيفية تثبيت الوزن بعد الرجيم
كيفية تثبيت الوزن بعد الرجيم
في الحقيقة؛ إنّ الأشخاص الذين يخسرون الوزن بسرعةٍ كبيرة؛ أي أنّهم يفقدون كمياتٍ كبيرةً من الوزن خلال فتراتٍ قصيرة؛ من المحتمل أنّ يستعيدوا ذلك الوزن المفقود بسرعةٍ كبيرةٍ بعد العودة إلى النظام الغذائي المُعتاد، وذلك بسبب انخفاض معدّل حرق السعرات الحرارية في أجسامهم؛ نتيجةً لانخفاض كميّة السعرات الحراريّة المُستهلكة، ولذلك لا يُنصح باتباع الأنظمة الغذائية المنخفضة جداً بالسعرات الحراريّة.
وبشكلٍ عام يُنصح بوضع هدف لخسارة الوزن يتراوح بين 0.45-0.9 كيلوغرام أسبوعياً، والحرص على اتّباع بعض التغييرات في النمط الغذائي على المدى الطويل، بحيث تضمن زيادة فرص إنقاص الوزن بنجاحٍ على المدى الطويل.
وتجدر الإشارة إلى أنّه لضمان النجاح في عملية إنقاص الوزن، ينبغي اتّباع أسلوب حياةٍ جديداً وصحيّاً، ولكن قد تواجه البعضَ معوّقاتٌ يصعب التحكم بها؛ مثل: العُمر، والجنس، والعوامل الوراثية، بينما يُمكن التحكُّم ببعض السلوكيات الصحية المهمة؛ مثل: الاختيارات الغذائية، ومقدار التمارين التي يتم ممارستها، بالإضافة إلى عدد مرات الوقوف أو الحركة طوال اليوم.
طرق للمساعدة على تثبيت الوزن بعد الرجيم
قد تساعد الاستراتيجيات الآتية على ثبات الوزن بعد الانتهاء من الحمية الغذائية والوصول إلى الوزن المناسب، وذلك من خلال التخطيط لمرحلةٍ انتقاليةٍ تساعد على تحديد العادات الغذائية المُكتسبة، وأنماط النشاط البدنيّ التي تمّ الالتزام بها خلال مرحلة خسارة الوزن؛ بهدف الحفاظ عليها كنمط حياة، ممّا يساهم في الحفاظ على الوزن لمدّةٍ أطول، وتقليل فُرص اكتساب الوزن من جديد:
- خسارة الوزن بشكلٍ تدريجيٍّ وثابت: يوصي الأطباء وأخصائيي التغذية بعدم فقدان أكثر من 0.45-0.9 كيلوغرام أسبوعياً، وذلك للمساعدة على تجنُّب المخاطر الصحية المُرتبطة بفقدان الوزن الشديد.
- تجنُّب العودة إلى النظام الغذائي السابق: يُوصى عند الوصول إلى الوزن المناسب بعدم استئناف نمط الحياة السابق الذي أدّى إلى زيادة الوزن، وذلك من خلال زيادة كمية السعرات الحرارية المُستهلكة بشكلٍ تدريجيّ.
- تناول وجبة الفطور: يُعدّ الالتزام بتناول وجبة الفطور من أفضل الطرق التي تساهم في الحفاظ على الوزن، ويُنصح أن تتضمّن وجبة الفطور الحبوب الكاملة ، وأحد مصادر البروتين الخالية من الدهون.
- الحرص على تناول كميات مُحددة من الكربوهيدرات: إنّ الانتباه إلى الأنواع المستهلكة من الكربوهيدرات وكمياتها قد يساهم في المحافظة على الوزن الصحيّ؛ حيث يُمكن لتناول الكثير من الكربوهيدرات المُكرّرة؛ مثل: الخبز الأبيض، والمعكرونة المُكرّرة، وعصير الفاكهة أن يضرّ عملية تثبيت الوزن؛ لأنّ هذه الأطعمة تُعدّ قليلةً بالألياف الغذائيّة الضروريّة لتعزيز الشعور الشبع، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأنظمة والأنماط الغذائية التي تحتوي على كمياتٍ قليلةٍ من الألياف الغذائية تكون مرتبطة بزيادة الوزن والسُمنة .
- الحرص على تناول كميات كبيرة من البروتينات: يُمكن أن يرتبط تناول الكثير من البروتين بتقليل عدد السعرات الحرارية المُستهلكة خلال فترة تثبيت الوزن؛ إذ إنّ البروتينات تساهم في زيادة مستويات الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالشبع، والتي تُعدّ مهمةً للتحكم في الوزن، وتقليل مستويات الهرمونات التي تُحفّز الشعور بالجوع، ويُعدّ هذا الأمر من العوامل المهمّة للحفاظ على الوزن.
- الحفاظ على رطوبة الجسم: يساهم شُرب كمياتٍ مناسبةٍ من الماء في الحفاظ على الوزن لعدّة أسباب؛ بما في ذلك: تعزيز الشعور بالشبع، والتحكُّم في كمية السعرات الحرارية المُتناولة عبر شُرب ما بين 1-2 كوب من الماء قبل الوجبات، وبالإضافة إلى ذلك تبيّن أنّ شُرب الماء قد يزيد أيضاً من معدّل حرق السعرات الحرارية على مدار اليوم الواحد.
- القدرة على تجاوز الانتكاسات وعدم التراجع: يُنصح عند وجود رغبة بعدم الاستمرار في مرحلة تثبيت الوزن أو عند الاستسلام لبعض التغييرات المؤدية إلى الانتكاسات بعدم التخلّي عن الهدف المُراد الوصول إليه، والمتابعة بخياراتٍ أفضل.
- الحرص على إضافة الألياف الغذائية إلى النظام الغذائي: حيث يُنصح بالإكثار من تناول الألياف الغذائية؛ كونها تساهم بشكلٍ كبيرٍ في تعزيز الشعور بالشبع، والتقليل من كمية الطعام المُتناولة لاحقاً، ومن أهمّ الأمثلة على مصادر الألياف: الخضراوات والفواكه ، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والبقوليات، والفاصولياء بأنواعها.
- الحفاظ على قائمة الطعام المُسجّلة: فقد يساعد تسجيل ما يتم تناوله كلّ يوم على زيادة الحافز الذي يُعدّ أساس الاستمرار والمتابعة في عملية تثبيت الوزن.
- قياس الوزن بشكلٍ دوريّ: قد يساهم قياس الوزن بشكلّ دوريٍّ ومستمرٍ في الحفاظ على الوزن، وذلك من خلال اكتشاف أيّة زيادةٍ طفيفةٍ فيه، الأمر الذي يوفّر الوقت المناسب لاتخاذ التدابير التصحيحيّة على الفور قبل تفاقم المشكلة.
- ممارسة النشاط البدني: يلعب النشاط البدني دوراً حيويّاً وأساسيّاً في الحفاظ على الوزن، حيث إنّ ممارسة 40 دقيقة على الأقلّ من التمارين معتدلة الشدّة من 3-4 مراتٍ أسبوعياً؛ مثل: المشي واستخدام السلالم قد يمتلك تأثيراً إيجابياً في تثبيت الوزن.
- تجنُّب الإجهاد والتوتر: قد يتسبّب الإجهاد في رفع مستوى هرمون الكورتيزول، إلى جانب زيادة الرغبة في تناول المزيد من الطعام، ولتجنُّب ذلك يُنصح بتشتيت الانتباه عبر ممارسة تمارين التأمُّل، أو الحديث مع صديقٍ مُقرّب.
- الحصول على ما يكفي من النوم: قد يؤدي عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم إلى رفع مستوى هرمون الكورتيزول، كما أنّه قد يؤثر في عملية اتخاذ القرار، حيث إنّ النوم مدة 7-9 ساعاتٍ كلّ ليلة كفيلٌ بمساعدة الجسم على إدارة التوتر، وفقدان الوزن أيضاً.
الأسباب التي تؤدي الى استعادة الوزن بعد الرجيم
تتعدد الأسباب المؤدية إلى استعادة الوزن بعد الرجيم، وقد ترتبط بمشاعر الحرمان من بعض الأصناف خلال فترة الرجيم، إضافةً إلى التوقعات غير الواقعية، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه الأسباب:
- الأنظمة الغذائية المُقيّدة: (بالإنجليزيّة: Restrictive diets)؛ وهي أنظمةٌ تتضمّن تحديد كمية السعرات الحرارية، والتي قد تؤدي إلى إبطاء عمليات التمثيل الغذائي في الجسم، والتأثير في مستويات الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الشهية كما ذكر سابقاً في المقال، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى إعادة اكتساب الوزن بعد خسارته.
- طريقة التفكير الخاطئة: يُمكن أن يؤدي التفكير بأنّ الحمية الغذائية هي وسيلةٌ سريعةٌ لفقدان الوزن بدلاً من كونها أسلوب حياةٍ صحيّ طويل الأمد إلى التراجع عن الالتزام بها، وبالتالي إعادة اكتساب الوزن بعد خسارته.
- تكيّف الجسم مع تغيُّر معدّل الطاقة: يواجه الجسم صعوبةً في موازنة الطاقة عند البدء باتّباع نظامٍ غذائيٍّ جديدٍ لفقدان الوزن، حيث إنّ كمية السعرات الحرارية المُستهلكة تقلّ عن المُعتاد بالنسبة للجسم، وبالتالي تبدأ محاولة الجسم باستعادة الطاقة المفقودة والحفاظ على مخازن الدهون فيه، وذلك عبر تثبيط عمليات الأيض وتحفيز الشهية أيضاً، وبعد أن تبدأ خسارة الوزن يحتاج الجسم إلى تقليل السعرات الحرارية المُستهلكة للحفاظ على توازن الطاقة فيه.
- أسلوب الحياة غير الصحي: إنّ أهمّ ما يساعد على فقدان الوزن بأسلوبٍ صحيّ هو تعويد الجسم على الحركة وممارسة بعض الأنشطة الرياضية، وتجنُّب بعض العادات الروتينية الخاطئة التي تتضمّن الجلوس لفتراتٍ طويلة، والتي من شأنها أن تُقلّل من عمليات التمثيل الغذائي ؛ بما في ذلك ركوب السيارة بدلاً من المشي، ومشاهدة التلفاز أيضاً لفتراتٍ طويلة.
- عدم كفاية النشاط البدني: على الرغم من أنّ ممارسة النشاط البدني إلى جانب تجنُّب الجلوس لفتراتٍ طويلةٍ قد يساهم بشكلٍ كبيرٍ في عملية فقدان الوزن، إلّا أنّ كلّ شخصٍ قد يحتاج إلى قدرٍ مختلفٍ من التمارين، وذلك اعتماداً على عدّة عوامل؛ منها: الجنس، والعُمر، ومستوى اللياقة البدنية، والوزن، بالإضافة إلى مكونات الجسم، والعامل الوراثي أيضاً.