كيفية الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف
كيف نحتفل بيوم المولد النبوي
للنبي -عليه الصلاة والسلام- مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، لما قدّمه للبشرية والأمة من خيرٍ لها في صلاح أمر دينها ودنياها، وجدير بالمسلمين استذكار ما كان له أثر وفضل، دون تخصيص ذلك في يومٍ معين؛ كيوم ميلاده أو ذكرى وفاته، إذ ينبغي على المسلم ذكر الرسول -عليه السلام-، والصلاة عليه في كلّ الأيام وكلّ الأوقات، والحديث في سيرة النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام-، والاقتداء بأخلاقه، في جميع الأيام،
وذهب القائلون بمشروعية الاحتفال بيوم ميلاد النبي -عليه السلام- من أهل العلم إلى ضرورة أن يكون الفرح بذكرى المولد النبوي الشريف خالياً من المخالفات الشرعية، والاقتصار على ذكر ما كان للنبي -عليه السلام- من مواقف غيّرت سبيل الأمة من حال إلى حال، واستذكار سيرته العطرة، وتجديد العهد على اتباع سنته وهديه -عليه الصلاة والسلام-،
وذهبوا إلى أنّ الاحتفال بذكرى مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- باجتماع المسلمين في المساجد أو غيرها، وقراءة ما تيسر من آيات القرآن الكريم، واستحضار مشاهد من سيرته، وإنشاد بعض المدائح؛ فيه دلالة على تعظيم قدر النبي -صلى الله عليه وسلم-، مستدلين بذلك بقول النبي -عليه السلام-: (من سنَّ في الإسلام سنة حسنة، فعُمل بها بعده؛ كُتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء).
قراءة القرآن الكريم
ذهب بعض أهل العلم إلى مشروعية قراءة ما تيسّر من القرآن الكريم في ذكرى المولد النبوي ؛ لقوله تعالى: (وذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ الله)، وهي ذكر نِعَمِ الله -سبحانه وتعالى-، ومن أعظم نعمه -سبحانه وتعالى-، ولادة النبي -عليه السلام-، فيكون الاحتفال بيوم المولد الشريف يدخل في هذا الباب، وهنالك الآيات الكثيرة التي تدعو إلى تقدير النبي -عليه السلام-.
واتجه القائلون بعدم مشروعية الاحتفال بيوم المولد، بأنه لم يرد في هدي النبي -عليه السلام- أو السلف الصالح ما يدل على تخصيص قراءة القرآن الكريم في ذكرى المولد النبوي، أو الاحتفال به، فمن عمل على قراءة القرآن تخصيصاً ليوم ميلاد النبي -عليه السلام- فهو بذلك مُتّبع لبدعة لم يسنّها النبي -عليه الصلاة والسلام-، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ)، ولقوله: (عليكُمْ بِسُنَّتِي وسنَّةِ الخُلفاءِ المهديِّينَ الرَّاشِدينَ، تَمسَّكُوا بِها، وعَضُّوا عليْها بالنَّواجِذِ، وإيّاكُمْ ومُحدثاتِ الأُمورِ؛ فإنَّ كلَّ مُحدَثةٍ بِدعةٌ، وكلَّ بِدعةٍ ضلالَةٌ).
التذكير بسيرة النبي
لعلّ أفضل ما يُحتفل به في ذكرى المولد النبوي الشريف استذكار سيرة النبي -عليه الصلاة والسلام-، واستقراء كتب السيرة عن مراحل بعثته ودعوته، واستلهام الدروس والعبر من سيرته الدعوية، والاستفادة من منهجه في التعامل مع كل المستجدات والأحوال، وهي فرصة لتجديد النية والعزم على الالتزام بهديه ومنهجه -صلى الله عليه وسلم-.
ما حَسُنَ من الشعر في مدح النبي
تتفق القصائد المتعلقة في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- مع القصائد المتّخذة في المولد النبوي، في كونها متعلّقة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فالشعر في المولد النبوي يكون فيه المديح للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ومما ذكر في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-، قصيدة سليمان السمهودي، فقد ذكرت القصيدة أثر مولد النبي -عليه السلام- على الأمة، والكون بأجمعه، وكان مطلعها كما يأتي:
أضاء النّور وانقشع الظّلام بمولد من له الشّرف التّمام
ربيع في الشّهور له فخار عظيم لا يحدّ ولا يرام
به كانت ولادة من تسامت به الدّنيا وطاب بها المقام
واجب الأمة تجاه النبي
واجب الأمة تجاه النبي -عليه الصلاة والسلام- كبير، ولكنّ من أهم هذه الواجبات:
- الإيمان بنبوته ورسالته، وطاعة النبي-صلى الله عليه وسلم- في كل ما أمر مع الرضا والتسليم، لقوله -تعالى-: (وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
- الاحتكام لأمر الله -سبحانه- وما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، دون التفريق في الأحكام؛ لقوله -سبحانه وتعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ).
- الاحتكام إلى منهج الله -تعالى- والسنة النبويّة فيما يحدث من نوازل مستجدة في حياتهم، عملاً بقوله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)، وقوله -تعالى-: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ).
- الإكثار من الصلاة عليه، لقةله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
- الدفاع عنه وعن سيرته العطرة، وردّ الشبهات ضد من يحاول النيل منه ومن سيرته -عليه الصلاة والسلام-.