كيفية استخدام قلم الإنسولين
كيفية استخدام قلم الإنسولين
تتوفر العديد من أقلام الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin pens) المختلفة في الأسواق، وقد يكون لكل منها تعليمات محددة للاستخدام، ولكنّها بشكل عام تتميز بتمكينها على تحديد جرعات الإنسولين بدقة خاصة الصغيرة منها، وأكثر سهولة وبساطة مقارنة باستخدام علبة أو قارورة الإنسولين والمحاقن التقليدية، وقد يكون استخدامها أكثر يسراً إذا كان لدى مريض السكري مشاكل في الرؤية، ولا تحتاج إلى حفظها بالتبريد في الثلاجة باستثناء أقلام الإنسولين غير المستخدمة بعد فإنّها يجب أن تحفظ مبردة في الثلاجة، ويُعدّ حمل أقلام الإنسولين أكثر سهولة وخاصة عند الخروج من المنزل مقارنة بالإبر التقليدية، ولكن في المقابل، فإنّ الأقلام عادة ما تكون أغلى من المحاقن والإبر التقليدية.
تأتي معظم أقلام الإنسولين بحجم قلم الكتابة الكبير، وتحتوي على خرطوشة (بالإنجليزية: Cartridge) مملوءة بالإنسولين، إضافة إلى قرص دائري (بالإنجليزية: Dial) لضبط الجرعة المطلوبة، وزر خاص لحقن الإنسولين، وفي كل مرة يُستخدم فيها القلم ينبغي استخدام إبرة جديدة، ووصلها بالقلم لحقن الإنسولين، ويجدر القول أنّ إبر الإنسولين تُباع بشكل منفصل عن الأقلام، وينبغي عدم مشاركة خراطيش قلم الأنسولين نهائياً، حتى لو تمّ تغيير الإبرة، وتشبه تقنية حقن الإنسولين بالقلم تلك المستخدمة في حقن الإنسولين باستخدام الإبرة والمحاقن.
تحضير قلم الإنسولين
لتحضير قلم الإنسولين ينبغي التنبيه لما يلي:
- التحقق من الملصق ولون الإنسولين: ينبغي بداية التأكد من نوع الإنسولين وتركيزه الصحيحين، والتحقق من تاريخ انتهاء الصلاحية على الملصق، إذ ينبغي استخدام خرطوشة أو قلم جديد في حالة انقضاء تاريخ انتهاء الصلاحية، وكذلك ينبغي استخدام خرطوشة أو قلم جديد في حالة ظهور الإنسولين بشكل أو لون غير طبيعي.
- تحضير مزيج الإنسولين العكر: في بعض الحالات قد تجد الإنسولين العكر انفصل إلى طبقتين داخل خروطوشة الإنسولين، ولضمان تجانس محتوياته ينبغي تحريك القلم ولفه بلطف ذهاباً وإياباً بين راحتي اليدين بمعدّل عشر مرات، أو تحريك القلم بتقليبه في اليد برفق لأعلى وأسفل عشر مرات، مع مراعاة عدم رجّه أو تحريكه بعنف، وينبغي عدم استخدام قلم الإنسولين إذا لاحظ المريض وجود كتل فيه بعد مزجه.
- إخراج القلم الجديد من الثلاجة قبل 30 دقيقة من وقت استخدامه: إذ يُفضل حقن الإنسولين على نفس درجة حرارة الغرفة.
- غسل اليدين: باستخدام الصابون والماء، أو فرك اليد بالكحول لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
- نزع غطاء القلم: ومسح المنطقة التي ستُثبت عليها الإبرة المرفقة بمسحة كحول.
- توصيل إبرة جديدة بالقلم: وذلك بعد إزالة الغلاف الورقي عنها مع الإبقاء على الغطاء الخارجي للإبرة أثناء توصيلها بالقلم، وينبغي لفّ الإبرة بإحكام بحيث تصبح متصلة بشكل جيد مع القلم.
- إزالة الغطاء االخارجي والداخلي للإبرة: مع ضرورة الاحتفاظ بالغطاء الخارجي لاستخدامه لاحقاً، والتخلص من الغطاء الداخلي.
- إخراج الهواء من القلم: يمكن أن تسبب فقاعات الهواء الموجودة في القلم عند حقنها الألم أثناء الحقن، كما أنّ فقاعات الهواء تحتل حيزاً من الجرعة المطلوب حقنها من الإنسولين، ولذا فإنّ بقاءها يسبب حقن كمية إنسولين أقل مما أوصى بها الطبيب ولذا يُنصح بالتخلص منها، وللتخلص من فقاعات الهواء ينبغي لف القرص الدائري حتى يشير عداد الجرعات إلى الرقم 2، ويلاحظ المريض سماع صوت طقطقة عند لف القرص، وينبغي توجيه القلم بحيث يكون رأس الإبرة متجهاً إلى الإعلى والضغط برفق على القلم لتحريك فقاعات الهواء إلى أعلى القلم، ثم الضغط على زر الحقن، وينبغي أن تؤدي تلك الخطوات إلى خروج قطرة من الإنسولين على طرف القلم، وإذا لم يرَ المريض قطرة الإنسولين فينبغي تغيير الإبرة وتكرار هذه الخطوة، أما إذا لم يرَ المريض قطرة الإنسولين بعد تكرار هذه الخطوة ثلاث مرات، فيينغي استخدام قلم جديد.
- تحديد الجرعة الصحيحة على القلم: لتحديد الجرعة الصحيحة ينبغي تدوير القرص الدائري حسب عدد الوحدات التي يحتاج المريض إلى حقنها وفقاً لإرشادات الطبيب، ويجدر القول أنّ المريض يستطيع لف القرص في أي اتجاه لاختيار الجرعة الصحيحة زيادة ونقصاناً، ويجدر بالذكر أنّه وبعد استهلاك كمية كبيرة من الإنسولين الموجود في القلم، وبقاء كمية قليلة منه، فإنّ القرص الدائري المستخدم في تحديد الجرعات لن يدور لأكبر من قيمة الإنسولين المتبقية؛ إذ إنّه لا يمكن اختيار جرعة أكبر من عدد الوحدات المتبقية في القلم، ولذلك إذا كانت الكمية المتبقية من الإنسولين غير كافية لإعطاء الجرعة التي يحتاجها المصاب ينبغي استخدام قلم جديد إذا لم يكن هناك ما يكفي من الإنسولين، أو حقن جزء من الجرعة باستخدام الإنسولين المتبقي واستكمال الجرعة المتبقية باستخدام قلم جديد.
كيفية الحقن
بعد التعرف على كيفية تحضير قلم الإنسولين، يمكن تلخيص كيفية حقن الإنسولين باستخدام أقلام الإنسولين بالخطوات الآتية:
- تحديد الموقع المناسب لحقن الإنسولين: ينبغي اختيار موقع مناسب على البشرة بحيث يستطيع المريض أن يراه ويحقن فيه بسهولة، وتجدر الإشارة إلى أهمية تغيير أماكن الحقن، وتجنب الإفراط في استخدام أي منطقة معينة من البشرة.
- التأكد من نظافة البشرة: يجب أن يكون مكان حقن الإنسولين على الجلد نظيفاً، مع ضرورة التنبيه على أنّه ليس من الضروري مسح الجلد بالكحول قبل حقن الإنسولين إلا إذا كان خطر إصابة الفرد بالعدوى كبيراً، ويمكن مناقشة ذلك مع الطبيب.
- دفع الإبرة في الجلد: ينبغي الإمساك بالجلد، وقرصه باستخدام الإبهام والسبابة، ودفع الإبرة في الجلد باستخدام اليد الأخرى، بحيث تكون عمودية مع سطح الجلد، وتشكل زاوية قائمة مقدارها 90 درجة، مع الحرص على إدخال الإبرة بالكامل عبر الجلد وبحركة سريعة.
- حقن الإنسولين: بعد إدخال الإبرة في الجلد ينبغي الضغط على زر حقن الإنسولين الموجود على رأس القلم بوتيرة ثابتة، وسرعة معتدلة باستخدام الإبهام لحقن الإنسولين، مع ضرورة الإبقاء على الإبرة في الجلد لمدة عشر ثوانٍ بعد الضغط على زر حقن الإنسولين.
- سحب الإبرة من الجلد: ينبغي إزالة الإبرة بنفس الطريقة التي أدخلت فيها أي بزاوية قائمة، وبعد ذلك يُنصح بالضغط على موقع الحقن لمدة 5-10 ثوانٍ.
- إزالة الإبرة عن القلم: ينبغي فكّ الإبرة عن القلم بعد الانتهاء من عملية الحقن، ولإزالة الإبرة عن القلم بأمان دون التعرض لخدش أو جرح يُنصح بتغطيتها بغطاء الإبرة الخارجي الكبير المرفق مع كل إبرة، ومن ثم لفّ الإبرة وفكّها عن القلم، وهنا لا بدّ من التأكيد على أهمية عدم ترك الإبرة متصلة بالقلم لاستخدامها في وقت لاحق؛ وذلك لمنع تسرب الإنسولين للخارج أو دخول فقاعات الهواء للداخل.
- التخلص من الإبرة بطريقة صحيحة: يجب التخلص من الإبرة بشكل ملائم بجمع الإبر المستخدمة في وعاء مثلاً للتخلص منها لاحقاً، ويمكن القول أنّ استخدام إبرة جديدة في كل مرة يساعد على تقليل الانزعاج وضمان دقة وفعالية جرعة الإنسولين، كما أنّ مشاركة الإبر مع شخص آخر يجعل الفرد عرضة للعدوى بالتهاب الكبد الفيروسي وفيروس نقص المناعة البشرية .
اختيار مواضع الحقن
من الشائع استخدام البطن والذراعين والفخذين والأرداف، ومن الجدير بالذكر أنّ الحقن في الذراع قد يكون غير مناسب بالنسبة للمرضى الذين ليس لديهم كتلة كافية من الدهون في الذراعين خوفاً من حقن الإنسولين في الكتلة العضلية بدلاً من حقنه في الدهون الموجودة تحت الجلد مما يزيد من خطر تعرضهم لهبوط في سكر الدم ، ويُلاحظ أنّ سرعة امتصاص الإنسولين تتفاوت بعض الشيء بين مناطق الجسم المستخدمة في الحقن، حيث تُعدّ أسرع منطقة لامتصاص الإنسولين البطن، يليه الذراعين ثم الفخذين والأرداف أخيراً؛ ولذلك ينصح الأطباء عادة بحقن الإنسولين المستخدم في المنطقة العامة ذاتها لنفس النوع من الوجبة للحصول على امتصاص ثابت لنوع الإنسولين المستخدم، فعلى سبيل المثال؛ يمكن اعتماد البطن كمنطقة عامة لحقن الإنسولين المستخدم قبل وجبة الإفطار، واعتماد الأرداف كمنطقة عامة لحقن الإنسولين طويل المفعول الذي يُعطى قبل النوم عادة.
ويمكن أن يؤدي استخدام نفس المساحة الصغيرة عدة مرات لحقن الإنسولين إلى تضخم الأنسجة الدهنية الموجودة أسفل الجلد والذي يعرف طبياً بالتضَخّم الشَحْمِيّ تحت الجلد (بالإنجليزية: Lipohypertrophy) حيث تسبب تكون نتوءات كبيرة يكون أمتصاص الإنسولين فيها أقل مقارنة بالطبقة الدهنية الطبيعية، وفي حال ظهرت هذه النتوءات أو الندب تحت الجلد فمن الممكن أن تختفي بشكل تلقائي إذا تركت المنطقة دون حقن الإنسولين فيها، وقد تحتاج تلك النتوءات إلى مدة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر لتختفي بالكامل. ولتجنب هذه المشاكل ينبغي على مريض السكري تجنب حقن الإنسولين في نفس المكان والدوران في المنطقة الواحدة المسموح فيها بحقن الانسولين باتجاه معاكس لعقارب الساعة، مع الحرص على ترك مسافة تُقدر بإصبع أو إصبعين بين موضع الحقنة السابقة والحقنة التي تليها، كما ينبغي على المريض تغيير المنطقة التي يحقن فيها الإنسولين وذلك بالتنويع في أماكن الحقن المختلفة كالحقن في البطن لمدة زمنية معينة ثم استخدام منطقة أخرى مثل: الفخذ، أو الذراعين، أو الأرداف، ولتحديد مواقع حقن الإنسولين بالتفصيل نذكر ما يلي:
- الفخذين: ينبغي على المريض استخدام المناطق العلوية والخارجية فقط. وتجنب استخدام الجانب الداخلي أو الخلفي من الفخذ، والابتعاد عن الركبة والفخذ مسافة ثلاثة إلى أربعة أصابع بعيدا عنها.
- الذراعين العلويين: ينبغي على المريض استخدام المنطقة اللحمية على جانب الذراعين وخلفهما. وتجنب العضلات في الكتف، والابتعاد مسافة ثلاثة إلى أربعة أصابع بعيدا عن الكوع.
- البطن: يمكن استخدام المنطقة الواقعة عبر البطن مباشرة، من أسفل القفص الصدري مباشرة إلى أسفل خط الحزام، مع ضرورة الابتعاد عن السرة بمقدار 2 سم.
- الأرداف: ينبغي حقن الجزء العلوي من الأرداف.
التخزين ومدة الصلاحية
- الظروف المناسبة لحفظ أقلام الإنسولين: ينبغي تخزين خراطيش وأقلام الإنسولين غير المستخدمة في الثلاجة أي بين 2-8 درجة مئوية، أما خراطيش وأقلام الإنسولين المفتوحة والمستخدمة فيُنصح بحفظها في درجة حرارة الغرفة، ومن الجدير بالذكر أنّه ينبغي تخزين الإنسولين بعيداً عن الحرارة والضوء، كما ينبغي تجنب حفظ الإنسولين في الثلاجة في مكان قريب من مجمد الثلاجة خوفاً من تجمده، فإذا تجمد الإنسولين ينبغي عدم استخدامه إطلاقاً حتى بعد ذوبانه.
- مدة صلاحية أقلام الإنسولين: تبقى أقلام الإنسولين غير المستخدمة بعد محفوظة في الثلاجة، وصالحة للاستخدام حتى انقضاء تاريخ الصلاحية المطبوع على القلم، وبمجرد البدء في استخدام القلم، تنتهي صلاحية القلم خلال 14-42 يوماً اعتمادًا على نوع القلم المحدد الذي يستخدمه المريض؛ حيث تكون معلومات الصلاحية عادة مطبوعة في النشرة المرفقة مع القلم، ويجدر التنبيه إلى أنّ الإنسولين الذي انتهت صلاحيته يكون أقل فاعلية أو غير فعال، ولذا فقد لا يعمل على خفض نسبة الجلوكوز في الدم بالشكل المطلوب، وإذا لم يتمكن المريض من العثور على هذه المعلومات، فيمكنه استشارة الصيدلي لمعرفة مدى صلاحية القلم بعد البدء باستخدامه، ويجدر القول أنّه لا يُنصح بحفظ القلم في الثلاجة بعد البدء باستخدامه؛ حيث إنّ استخدام الإنسولين المُبرّد قد يتسبب بألم أو انزعاج أكبر في موضع الحقن، كما أنّ تبريده بعد البدء باستخدامه لن يطيل العمر الافتراضي له.
تعليمات إضافية حول استخدام الإنسولين
بعد الحديث عن طريقة استخدام قلم الإنسولين وتخزينه يجدر التنبيه على العديد من التعليمات الإضافية المتعلقة باستخدام الإنسولين، ومن بينها ما يلي:
- تجنب مشاركة قلم الإنسولين الخاص بمرضى السكري مع أشخاص آخرين، حتى لو تم تغيير الإبرة إذ يمكن أن تساهم مشاركة أقلام الإنسولين الخاصة بمرضى آخرين في زيادة فرصة الإصابة ببعض أنواع العدوى الخطيرة.
- يُفضّل استخدام إبرة جديدة في كل مرة عند الحقن بقلم الإنسولين، ولكن على الرغم من ذلك من الممكن استخدام الإبرة الواحدة أكثر من مرة مع مراعاة الحفاظ على نظافتها المُطلقة؛ وذلك من خلال تغطيتها بالغطاء المخصّص للإبرة بشكل فوري بعد إزالتها عن القلم، والحرص على عدم تلامس الإبرة مع أي شيء سِوى مواضع الحقن في جلد الشخص ذاته، وعدم تنظيف الإبرة بالكحول لأنّ الكحول يمكن أن يزيل طبقة السيليكون التي تغطي الإبرة ويزيد الألم عند للحقن، وهنا لا بدّ من التنبيه على ضرورة التخلص من الإبرة التي تتم إعادة استخدامها إذا لاحظ الفرد أنّها تعرّضت للانثاء، أو التلف، أو أصبحت تتسبب بألم أكبر من المعتاد عند الحقن.
- الالتزام بالجرعات الدوائية التي يصفها الطبيب، واستشارته فيما يتعلق بإمكانية تعديل الجرعة بما يتناسب مع أي تغيير في طبيعة النظام الغذائي أو الجهد البدني أو في حال الإصابة بمرض أو الخضوع لعملية جراحية.
- مراقبة قراءاة السكر وتسجيلها، ويمكن استشارة الطبيب حول الأوقات التي يُفضل فيها تسجيل قراءات السكر عند حقن الانسولين..
- مراقبة أعراض هبوط السكر الذي يُعتبر أحد أهم الآثار الجانبية المحتملة لاستخدام الإنسولين، وخاصة إذا استخدم المريض كمية كبيرة من الإنسولين أو أدوية علاج السكري، أو لم يتناول كمية كافية من الطعام، أو إذا أجّل أو لغى إحدى وجبات الطعام الرئيسية أو الوجبات الخفيفة، أو في حال زيادة التمارين أو النشاط البدني دون تناول المزيد من الطعام أو تعديل الأدوية وجرعات الإنسولين، أو تناول المشروبات الكحولية ، وينبغي الانتباه إلى العلامات والأعراض التحذيرية لهبوط السكر مما يساعد على علاجها بشكل عاجل عند ظهورها بتناول مصدر سريع الامتصاص للسكر مثل: العسل، والمشروبات المحلّاة لرفع مستوى السكر في الدم، وتتضمن الأعراض والعلامات التحذيرية لهبوط السكر الدوخة، والتعرّق، والجوع الشديد، والتهيّج والعصبية، والصداع، والرجفة أو الارتعاش، وتسارع دقات القلب.