كيف يكون شكر النعم
كيفية شكر النعم
إن شكر النعم واجب شرعي اتفق العلماء على وجوبه، والشكر لله يكون ابتداء باعتقاد العبد بأن كل ما هو فيه من النعم الظاهرة والباطنة إنما هو كله من فضل الله -سبحانه وتعالى- عليه، وأنه وحده المتفضل عليه بكل ما يملكه من النعم، ويكون الشكر أيضًا بالفعل بأن يمتثل أوامر الله -تعالى-، وينتهي عما نهى عنه، ويكون بالقول بأن يحمد الله ويتحدث بما أنعم الله به عليه، وأن الله -تعالى- هو المتفضل عليه.
يقول -تعالى-: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)،وقد قال عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه-: (تذكروا النعم، فإن ذكرها شكر).
الحمد والشكر باللسان
بينا سابقًا أنّ أول طريقة لشكرِ النعم الشكر بالاعتقاد بأنّ الله -عز وجل- وحدة المتفضل على عبدهِ بالنعم، كما ويكون الشكر أيضًا للنعمِ باللسان، وذلك من خلال طريقتين اثنتين، نبينهما من خلال ما يلي:
الإكثار من ترديد الحمد لله
مع الاعتقاد أنّ الحمد معناها أنّ الله -عز وجل- هو الذي حمد به نفسه، وحمد به أنبياءه ورسله، وأولياءه، وأن كل النعم منه وحده، والذكر بحمد الله مأمور به في الكتاب والسنة، وفضله كبير جدًا، ويستحب أن يحمد الإنسان الله في كل وقت، وكلما تجددت له نعمة، وبعد كل عمل.
ومن الأدلة الواردة في ذلك:
- قوله -تعالى-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ).
- قوله -تعالى-: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأََزِيدَنَّكُمْ).
- الحديث الشريف: (عن الأسودِ بنِ سريعٍ وكان شاعرًا أنه قال: يا رسولَ اللهِ ألا أنشُدُك محامدَ حمَدتُ بها ربّي قال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أما إنَّ ربَّك يحبُّ الحمدَ، وما استزادَه على ذلك شيئًا).
التحدث بالنعم
فلا بد للمؤمن أن يتحدث بما أنعمه الله عليه، وأن الله -تعالى- وحده المنعم والمتفضل، وينسب الخير لله، ولا يرى لنفسه فضلًا على نفسه أبدًا، يقول تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)،والحديث عن النعم مشروط بأن يكون من باب إظهار فضل الله ومنته، لا من باب التفاخر، أو التحدث أمام من حرم منها لقهره وإغاظته.
الحمد والشكر بالفعل
بيّن العلماء أن من أهمّ وسائل شكر الله -تعالى- على النعم أن يكون الشكر بالعمل، وذلك بأن يستثمر الإنسان ما أنعمه الله عليه من نعم متنوعة وكثيرة في العبادة ونشر الخير بين الناس، ويستعملها في مساعدة الآخرين، وفي كل ما يرضي الله -تعالى- عنه، فالشكر بالفعل إجمالًا يعني فعل ما أمر الله -عز وجل- به، والامتناع عما نهى الله -عز وجل- عنه، وبذلك يكون حقق شكر النعم.
وقد رد في الحديث الشريف الذي رواه المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي حتَّى تَرِمَ، أوْ تَنْتَفِخَ قَدَمَاهُ، فيُقَالُ له، فيَقولُ: أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا).