كيف يعيش النسر
متوسط عمر النسور
يموت نحو 70-80% من النسور في سن الخامسة، ولكن يعيش النسر البالغ في البرية نحو 20-25 عامًا، بينما تعيش النسور في الأسر عادةً أكثر من 40 عامًا، ويصل بعضها إلى 50 عامًا، ويعود السبب في ذلك إلى الرعاية البيطرية والبيئة الخاضعة للرقابة والنظام الغذائي المليء بالمغذيات.
موطن النسور
تنتشر النسور على نطاق واسع، وغالبًا ما تفضل المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، ولكنها لا تظهر في أستراليا ومعظم الجزر المحيطية، ويتواجد معظم أنواعها في مجموعات في مناطق مفتوحة على المنحدرات أو في الأشجار العالية أو حتى على الأرض في أعشاش كبيرة، وأحيانًا في مستعمرات كبيرة.
أما نسور العالم الجديد؛ فَيُعد نسر الديك الرومي أكثرها انتشارًا، ويتكاثر من كندا إلى الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية، بينما يتواجد نسر الكندور في كاليفورنيا والأنديز، أما النسر الأسود الذي يعدّ أكثر أنواع النسور وفرة على الإطلاق، فيعيش في في المناطق المعتدلة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
وبالنسبة لنسور الملك؛ فتتواجد في الغابات الاستوائية من جنوب المكسيك إلى الأرجنتين إما منفردة أو في أزواج، ويمتد وجود النسر السنيري عبر جنوب أوروبا، وآسيا الصغرى، والسهول الوسطى، وأعلى جبال آسيا، أما النسر المصري فينتشر في شمال وشرق إفريقيا، وجنوب أوروبا، والشرق الأوسط، وأفغانستان، والهند.
وينتشر نسرغريفون في البلقان، وجنوب روسيا، وشمال غرب إفريقيا، والمرتفعات الإسبانية، بينما يعيش نسر النخيل في غرب ووسط إفريقيا، وينتشر النسر ذو الرأس الأحمر من باكستان إلى ماليزيا، بالإضافة إلى النسر ذي الوجه الصغير الذي يعيش في إفريقيا القاحلة.
طيران النسور
تقضي النّسور معظم ساعات النّهار محلقةََ في السماء دون أن تشعر بالتّعب ودون أن تضطر للرفرفة بأجنحتها؛ وذلك بفضل أجنحتها الكبيرة كثيفة الرّيش، وذيلها القصير، وتطير النّسور على ارتفاعات عالية للتمكّن من رصد أماكن توفّر الغذاء، وفي الليل تبيت النّسور في مجاثمها التي قد تكون مجرد شجرة كبيرة معمرة.
التواصل الاجتماعي للنسور
تعيش معظم النّسور حياة اجتماعيّة؛ فهي تحلّق وتبحث عن الطّعام ضمن جماعات، وهناك أنواع من النّسور ومنها النّسر الرومي تكون اجتماعيّة فقط عندما تهبط ليلاََ لتجثم على الأشجار.
ويختلف عدد أفراد مستعمرات النّسور من نوع لآخر، فعلى سبيل المثال يتراوح عدد أفراد جماعة النّسور ذات الظّهر الأبيض من 10-12 نسرًا، بينما تعيش النّسور الملتحية في مجموعات تصل إلى 25 طائرًا، أما أفراد جماعة النّسر الأبقع فتصل أعدادها إلى 1000 زوج.
تزاوج وتكاثر النسور
وتشتهر النّسور بأنّها من الطيور التي يعيش فيها الذّكر طوال حياته مع أنثى واحدة، وعند التّزاوج يحاول النّسر الذّكر مغازلة الأنثى وإبهارها باستعراض مهارته في التّحليق، فيطير فاردًا جناحيه ليلامس طرف جناحها.
وتضع النّسور غالبًا بيضة أو بيضتين في المرة الواحدة، وتحضنها مدة تتراوح بين 38-68 يومًا حتى تفقس وتختلف حسب النوع، ويتعاون الأبوان على حضن وإطعام الفراخ، وتبني نسور العالم القديم عشًا من العصي لصغارها فوق الصّخور أو على الأشجار وتبطنّه بالعشب، أما نسور العالم الجديد فتكتفي بوضع البيض داخل تجويف صخرة أو شجرة، أو على الأرض تحت الشّجيرات وأكوام الصّخور.
وتعيش فراخ النّسور مع أبويها مدة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة شهور، وتستمر بالاعتماد خلال ذلك على الأبوين حتى بعد ظهور ريش الطّيران، وفي عمر 3-6 شهور تكون الفراخ مماثلة في الحجم لأبويها إلا أنّه يمكن تمييزها من لون الرّيش الذي يكون مختلفًا عن ريش الطّيور البالغة، وتصل فراخ النّسور إلى مرحلة النّضج ما بين 1-8 أعوام اعتمادًا على النّوع الذي تنتمي إليه.
غذاء النسور
تتغذى النّسور أساسًا على الجَيَف، إلا أنّها قد تتغذى أحيانًا على الحيوانات الجريحة أو حديثة الولادة، وتستكمل نظامها الغذائي بالفاكهة، والبيض، والقمامة، وما إن يبصر أحد النّسور جيفة على الأرض حتى تتجمّع أعداد كبيرة من النّسور على الجيفة.
ويُعتقّد أنّ النّسور تتواصل فيما بينها بصريًا لنقل المعلومات المتعلقة بالعثور على جيفة وهو ما يفسر السّرعة التي تتجمّع بها حول الجيفة بالرّغم من أنّ معظمها طيور هادئة ولا تصدر الكثير من الأصوات.
وتتميّز النّسور بأنّها تأكل بنظام حيث تكون الأولويّة للنسور الكبيرة أولاََ بينما تنتظر النّسور الصّغيرة دورها. وتعاني النّسور من عدّم توفر الطّعام باستمرار وفي بعض الحالات قد يمر أسبوعان دون أن تجد جيفة لتأكلها، لذلك فهي تأكل بشراهة عندما يكون الطّعام متاحًا وتخزّن الطّعام في حوصلتها حتى تنتفخ لتأكله في وقت لاحق، كما يمكنها أن تتقيّأ هذا الطّعام لإطعام صغارها.
كيفية حصول النسور على غذائها
تختلف الوسائل التي تعتمدها النّسور للحصول على طعامها تبعاََ لنوعها، فهي لا ينقصها الإبداع ولا الأدوات، فالنّسر الملتحي على سبيل المثال يلتقط عظام الحيوانات ويطير بها عاليًا ،ثم يُسقطها على الصّخور فتنكسر، فيهبط النّسر ليتغذى على نخاع العظم المغذي بواسطة لسانه، الذي يتلاءم مع هذا النّوع من الغذاء.
أما النّسر المصري فيُسقط حجارة على بيض النّعام لكسرها وتناول محتوياتها، أما نسر جوز النّخيل فهو نوع فريد من النّسور، فهو يفضّل أن يتغذى على جوز النّخيل، إلا أنّه يتناول أحياناََ الأسماك الميتة.
موت النسور
تموت النسور بأكثر من طريقة؛ ومنها الآتي:
الموت الطبيعي
تتقدم النسور في السن وتضعف أجسادهم فيموتون، وبصرف النظر عن الموت بسبب الشيخوخة؛ يمكن أن تموت النسور بسبب الأمراض الآتية:
- فيروس غرب النيل
تُصاب به النسور الصلعاء عندما تأكل فريسة مصابة، وينتقل الفيروس أيضًا عن طريق البعوض، ويمكن أن تنتقل العدوى إلى النسور الصلعاء الأخرى.
- فيروس WRES
تٌصاب به النسور الصلعاء أيضًا، ويُقال إنّه يشبه فيروس التهاب الكبد C في البشر، وتتمثل أعراضه في النوبات، والرعشة، وتلف الدماغ والموت.
- فيروس BeHV
تُصاب به النسور التي لا تظهر عليها أعراض، لذلك لم يُثبت ما إن كان الفيروس هو السبب الفعلي للمرض.
- إصابات الأخرى
تأتي العدوى أيضًا عندما تكون جروح النسور ملوثة، وفي ظل غياب العلاج في البرية تقتلهم العدوى عادةً.
الموت الاصطناعي
ع ندما لا تموت النسور من الشيخوخة أو المرض، فإنّ أسباب موت النسور غير طبيعية، وفيما يأتي بعض هذه الأسباب:
- توربينات الرياح
من أهم أسباب الموت غير الطبيعي للنسور هي توربينات الرياح، فتعلق أثناء رحلتها في شفرة التوربينات وتُقتل.
- الحيوانات المفترسة
يمكن أن تقع بيوض وصغار النسور فريسة للحيوانات المفترسة الأخرى كالراكون، والغربان، والسناجب، ولكن تعدّ هذه الحوادث نادرة بسبب وجود النسور الآباء عادةً في الجوار للدفاع عن صغارهم.
- الصيد
بالرغم من وجود القوانين التي تمنع صيد النسور إلا أنّه لا يزال بعضها يتعرض للصيد من قِبل البشر، فيُطلق الصيادون النار على الطيور أو يسممونها بطُعم من الحيوانات.
- التسمم
تموت النسور بسبب التسمم من الرصاص عندما تتغذى على الحيوانات الميتة بطلقات الرصاص، فتظهر عليها أعراض مثل الألم، والضعف، والنوبات، والضعف العصبي، وصعوبة الهبوط، ولأنه يصعب معالجة النسور في البرية؛ فمن المرجح أن تموت.