كيف يستخرج المسك
المسك
يعتبر المسك واحداً من أجود أنواع الطيب والعطر الذي يرجع في أصوله إلى مصادر حيوانية، ذلك لأنّ المسك أساساً يستخرج من غدة كيسية تقع في بطن حيوان غزال المسك الذكر فقط دوناً عن الأنثى. اشتهر هذا النوع من المواد العطرية في المنطقة العربيّة منذ القديم من الزمان؛ حيث اشتهر العرب بشكل كبير جداً في عملية تركيب العطور من هذه المادة الهامة، ومن هنا فقد اهتم بها التجار في قبيلة قريش العربية من مكة المكرمة فكانت من ضمن أبرز السلع التي يتاجرون بها والتي كانت قوافلهم التجارية تحملها معها.
كان المسك متداولاً وبشكل كبير جداً في هذه المنطقة من العالم إلى جانب أنواع أخرى من العطور العربيّة الأصيلة كالعود، والعنبر، والصندل. كما اشتهر لدى العرب أيضاً نوع خاص من أنواع المسك كانوا يحصلون عليه من منطقة بلاد البحرين؛ حيث كان هذا النوع من أنواع المسك يجلب إلى هذه البلاد من الهند من خلال التجار الذين ترسو سفنهم في ميناء البحرين.
أصل كلمة مسك
المسك من الكلمات الأعجميّة التي تمّ تعريبها؛ حيث ترجع إلى أصول فارسية، أما الكلمة الرديفة لها في اللغة العربية فهي كلمة المشموم، إلا أن استعمال كلمة المسك صار أكثر انتشاراً لجمالها ورقتها، وخفتها على اللسان، وقد وردت كلمة المسك في كتاب الله وسنة نبيه، ومن هذه النصوص قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المِسْك).
استخراج المسك
يمكن استخراج المسك من خلال قتل الغزال الذي يحتوي على الكيس وهو غزال المسك الذكر، وذلك من أجل استخراج كيس المسك منه ومن ثم إخضاعه لعملية التجفيف، إلا أن هذه الطريقة تواجه العديد من الانتقادات كونها من الطرق القاسية، وتُعرّض حياة الحيوان للانتهاء؛ فهذه الطريقة في استخراج المسك ممنوعة بشكل رسمي.
من الطرق الأخرى لاستخراج المسك هي من خلال جمعه من على الصخور، ذلك لأنّ الغزال يشعر بحكّة كبيرة جداً في كيس المسك عندما يمتلئ، فيبدأ بحك الكيس بالصخور، الأمر الذي يؤدي إلى انقشاع هذا الكيس بالمسك الموجود في داخله، فيلتصق المسك بالصخور، ويقوم جامع المسك بتتبع الصخور، وجمع المسك.
تحتوي مادة المسك على حوالي واحد وأربعة أعشار بالمئة تقريباً من الزيت الطيار الذي يمتاز بلونه الأسود، أمّا المركّب الأهم والذي يسبب الرائحة الجميلة للمسك فهو المسكون، هذا ويحتوي المسك على هرمونات ستيرويدية، إلى جانب الإنزيمات، والقلويدات.