أين يقع غار حراء وغار ثور
أين يقع غار حراء وغار ثور
موقع غار حراء
يقع غار حراء في الجهة الشماليّة الشرقيّة من المسجد الحرام، في أعلى جبل النور ، والذي يُطلق عليه اسم جبل حراء نسبةً إلى الغار فيه، ويبلغ ارتفاعه مئتين وواحد وثمانين متراً عن مستوى سطح الأرض، ويعدّ جبلاً صعباً في الوصول إلى قمّته، ويستغرق ما يقرب من الساعة حتى يصل الصاعد إليه، الغار في حجمه من الداخل غير متّسع بحيث لا يسع سِوى اثنين يصليان، أحدهما إمام والآخر مأموم.
لجأ إليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قبل أن ينزل إليه الوحي، فكان يتوجّه له من أجل أن يخلو بنفسه، فكان رسول الله يجلس فيه اللّيالي المتواصلة يتفكّر في الكون من حوله ويتعبّد إلى ربّه، ثمّ يعود إلى أهله يطمئن عليهم، ويأخذ زاده ثمّ يعود إلى الغار مرةً أخرى.
موقع غار ثور
يقع غار ثور في الجهة الجنوبيّة من مكة المكرمة، وهو أكبر في المساحة من غار حراء، وأبعد عن مكة المكرمة منه، اختاره رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصاحبه أبي بكر الصّديق -رضيَ الله عنه- حين غيّر الطريق المعتادة في هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
وهو المراد به في قول الله -تعالى-: (إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّـهَ مَعَنا). وهو عبارة عن صخرة فيها تجويف تقع أعلى الجبل، وله فتحتان؛ فتحة في مقدمته والأخرى في مؤخّرته، أيّد الله فيه نبيّه وصاحبه فحجبهما عن أعين المشركين.
مكانة غار حراء
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يذهب إلى غار حراء يتحنّث فيه، وذلك قبل أن يأتيه الوحي جبريل ، فيتوجّه فيه إلى عبادة الله وحده، وكره عبادة الأوثان، ثمّ يعود إلى أهله يتزوّد ويرجع إلى الغار، حتى أتاه الوحي جبريل فيما ترويه أمّ المؤمنين عائشة -رضيَ الله عنها-.
تقول عائشة -رضي الله عنها- : (فقالَ: اقْرَأْ، قالَ: ما أنا بقارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ(1) خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ(2) اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ}).
مكانة غار ثور
خرج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصاحبه من مكة المكرمة في الهجرة إلى المدينة المنورة، فاتّجها إلى غار ثور وبقيا فيه ثلاثة أيّام حتى يئست قريش من أن تعلم مكانهما، وفي هذه المدّة وصلت قريش إلى باب الغار لكن الله أعمى أبصارهم من أن يرَوا رسول الله وصاحبه.
وفي ذلك يروي أبو بكر الصديق -رضيَ الله عنه- فقال: (نَظَرْتُ إلى أَقْدَامِ المُشْرِكِينَ علَى رُؤُوسِنَا وَنَحْنُ في الغَارِ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لو أنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إلى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقالَ: يا أَبَا بَكْرٍ ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا)، فكان هذا الغار ملجأً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه في الهجرة.