كيف يرضى الله عني ويستجيب دعائي
الحصول على رضى الله
يُعدُّ رضا الله -تعالى- هو أقصى ما يسعى إليه العبد في الدنيا، ورضا الله -تعالى- ليس بالأمر الصعب، بل إنَّ العبد يُوفق إلى نيل رضا الله -تعالى- ومحبَّته إذا كان مخلصاً، والتزم القيام بما يأتي:
الامتثال لأوامر الله والابتعاد عن نواهيه
بيَّن الله -تعالى- للخلق بأن طاعته هي طريق رضاه عنهم، فأرسل الله -تعالى- الأنبياء وأنزل إليهم الكتب، وشرع فيها ما يأمرهم الله -تعالى- به وما ينهاهم عنه، فإن امتثل العبد بما أمر الله -تعالى- وتجنَّب ما نهاه عنه؛ فلا شكَّ بأنه سينال رضا الله.
ذكر الله -تعالى- ثواب من يسعى لطاعته وامتثال الحلال والابتعاد عن الحرام، فقال -تعالى-: ﴿جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾.
وإنَّ طلب رضا الله -تعالى- يكون بطاعته والتزام أوامره، مع الاعتقاد الجازم بأنَّ هذا من عند الله -تعالى-، يعني لو أطاع الوالدين مثلاً، وسعى لرضاهم، فهو يعلم أنَّه يسعى لرضا الله -تعالى- من خلال ذلك.
ولا يجوز للمسلم أن يطيع من كان في طاعته إغضاب لله عز وجل، حتى وإن كانت هذه الطاعة لأحد العلماء، أواستجابة لشهوةٍ ما في الدنيا.
اتباع السنة النبوية
يقول الله -تعالى-: ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ)، فقد بيَّن الله -تعالى- أنَّ طريق القبول عنده هي طاعة رسوله، قال -تعالى-: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ﴾.
وإنَّ محبَّة الله -تعالى- ورضوانه تكون باتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته، قال -تعالى-: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
التقرب من الله بالنوافل
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربَّه : ( وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ).
فالفرائض هي أحبُّ العبادات إلى الله -تعالى-، ثمَّ المداومة على النوافل وأدائها في وقتها، فهذه علامةٌ على حرص العبد على نيل رضا الله -تعالى-.
إنَّ معنى (ما افترضت عليه)، أي أن يأتيَ العبد بكل ما أمر به الله -تعالى-، وأن يترك كلّ ما نهاه الله -تعالى- عنه، لأنَّ فعل الواجبات وترك المحرَّمات من الفرائض.
حسن الخلق
يقول -صلى الله عليه وسلم-: ( إنَّ المُؤمِنَ ليُدرِكُ بحُسْنِ خُلُقِهِ درجةَ الصَّائمِ القائمِ)، رتَّب الله -تعالى- لصاحب الخلق درجةً كدرجة الصائم القائم، وبذلك نال رضا الله -عزَّ وجلّ-.
فحسن الخلق هو أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من شيءٍ يُوضَعُ في الميزانِ أثقلُ من حُسْنِ الخُلُقِ).
والتعبد بالدعاء بحسن الخلق من أدعية النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد كان يقول: (اللهمَّ كما أحسنتَ خَلْقِي فأَحْسِنْ خُلُقِي).
ولحسن الخلق أهميةٌ كبيرةٌ في التقرُّب إلى الله -تعالى- ونيل مرضاته، وكان -صلى الله عليه وسلم- يوصي بحسن الخلق في التعامل مع الناس، فقال: (اتَّقِ اللَّهِ حيثُ ما كنتَ، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ).
وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- منزلة بعض الأخلاق في الجنَّة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (من تركَ الكذبَ وهو باطلٌ بُنيَ لهُ في ربضِ الجنةِ ومن تركَ المراءَ وهو محقٌّ بُنيَ لهُ في وسطِها ومن حسُنَ خُلقُهُ بُنيَ له في أعلاها)، فهذا صاحب الخلق قد حاز رضا الله -تعالى- بحسن خلقه؛ فدخل الجنة.
بر الوالدين
بين -صلى الله عليه وسلم- منزلة برِّ الوالدين ، بأن جعلها من أحبِّ الأعمال إلى الله -تعالى- بعد الصلاة، عن عبد الله بن مسعود قال: (سأَلْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ).
وترغيباً ببرِّ الأم، قال -صلى الله عليه وسلم- للذي أراد ترك أمّه والجهاد في سبيل الله -تعالى-: (هل لَكَ مِن أمٍّ ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها).
ولرضا الأب منزلةٌ عاليةٌ، حتى إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( رضا الرَّبِّ في رضا الوالدِ وسخطُ الرَّبِّ في سخطِ الوالدِ). وقال-عليه الصلاة والسلام- في حقِّ الأب: (الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ)،، فمن أراد دخول الجنة فلا بدَّ له أن يرضي الله -تعالى-، وأن يُرضي والديه في غير معصية الله.
أسباب استجابة دعاء العبد
بين النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض الأسباب المعينة على قبول الدعاء، وهي ميسرة لمن يسرها الله له، فمن أراد أن يدعو أخذ بها، ومنها ما يأتي:
- الإخلاص لله -تعالى- في الدعاء.
- المال الحلال.
- التكرار والإلحاح بالدعاء.
- عدم استعجال الإجابة.
- عدم الدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم.