كيف يتنفس العنكبوت
كيفية تنفس العناكب
تمتلك العناكب (بالإنجليزية: Spiders) أكثر من طريقة للتنفس، إذ تتنفّس إمّا عن طريق الرئة الكتابيّة أو القصبة الهوائيّة أو عن طريق كليهما، وتمتلك بعض العناكب رئة كتابية واحدة وبعضها الآخر لديه رئتيْن كتابيتيْن.
وفيما يأتي تفصيل طرق تنفّس العناكب بالوسائل المذكورة:
الرئة الكتابية
سُمّيت الرئة الكتابية بهذا الاسم باعتبارها تُشبه صفحة الكتاب من حيث الشكل، وتشتمل هذه الرئة على عدّة لوحات رقيقة ناعمة وجوفاء ومُعدَّة بشكلٍ يسمح بدخول الهواء إليها من خلال فتحات أو شقوق صغيرة موجودة على بطن العنكبوت.
تحدث عملية التنفس بواسطة الرئة الكتابية عن طريق مرور سائل يُدعى الهيموليمف (Hemolymph) عبر الأسطح الداخلية لألواح الرئة الرقيقة؛ لتحدث هناك عملية تبادل الأكسجين بثاني أكسيد الكربون مع الغلاف الجوي.
تتميز الرئة الكتابية بأنّها لا تنغلق أبدًا؛ فهي في انقباض وانبساط مستمرّيْن، وتتوسّع أو تتضيّق حسب الحاجة للهواء وكميته في المحيط، فكلّما قلّت مستويات الأكسجين لديها تنفتح الرئة أكثر والعكس، وتنفتح كذلك عند قيامها بأي أنشطة مكثّفة تحتاج إلى طاقة.
ورغم المساحة الكبيرة التي تُوفّرها الرئتين لتبادل الغازات، إذ يمتلك العنكبوت الذئبي مثلًا رئة كتابية واسعة تصل مساحتها السطحية إلى ما يقارب 70 سم²؛ إلّا أنّ عملية تبادل الغازات هذه توصف بالسلبية؛ نظرًا لعدم احتواء العناكب على آلية نشطة لتبادل الغازات كالحجاب الحاجز، والموجودة في المقابل عند الإنسان مثلًا.
القصبة الهوائية
تُشبه القصبة الهوائية لدى العناكب تلك الموجودة في الحشرات بشكلٍ عام، وهي شبكة من الأنابيب الضيّقة المرتبطة مع بعضها البعض والمبطّنة بمادة صلبة يُطلق عليها الكايتن (Chitin)، وتتمثل مهمّة القصبة الهوائية بتبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون من ومع الغلاف الجوي.
في العناكب التي تمتلك رئة كتابية إلى جانب امتلاكها القصبة الهوائية، تُعزّز القصبة الهوائية من مرور الهواء للرئة، وفي حال امتلاكها القصبة الهوائية فقط دون الرئة الكتابية، مع اعتبار غالبية أنواع العناكب من هذا النوع، ترتبط القصبة في هذه الحالة بشكلٍ مباشر مع فوّهة تنفسية واحدة تقع في المنطقة السفلية من البطن لإتمام عملية تبادل الغازات.
طريقة انتقال الأكسجين في جسم العنكبوت
يُنقل الأكسجين في جسم العنكبوت عن طريق الهيموليمف، وهي مادة زرقاء سائلة تشبه الدم؛ ورغم أنّها ليست كخلايا الدم الحمراء عند الإنسان، بيد أنّها تحل محلّها وتعمل عملها؛ نظرًا لاحتوائها على مادّة تُسمى الهيموسيانن (Hemocyanin)، وهي مرتبطة بعنصر النحاس وتمنح الهيموليمف لونها الأزرق.
يعبر الأكسجين عبر الأغشية الرقيقة للرئة الكتابية أو القصبة الهوائية وصولًا إلى الهيموليمف، فيرتبط الهيموسيانن بالأكسجين ليوصله للمناطق ذات التركيز المنخفض بالأكسجين، ويحمل ثاني أكسيد الكربون ليتخلّص منه عن طريق إخراجه من جسم العنكبوت إلى الغلاف الجوي.
تمتلك العناكب قلبًا واحدًا يحتوي على عدّة أنابيب وشرايين وأوردة دموية، لكنّه لا يحتوي على شعيرات دموية، وهناك كذلك صمّامات خاصة في القلب وهي المسؤولة عن جعل السائل الهيموليمفي يتدفّق في اتجاه واحد فقط، ويمنعه من التدفق بالاتجاه المعاكس.